مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دوترتي على وشك الفوز بالانتخابات الرئاسية في الفيليبين

المرشح الشعبوي رودريغو دوترتي في دافاو في 9 ايار/مايو 2016 afp_tickers

يوشك المرشح الشعبوي رودريغو دوترتي الاثنين على تحقيق انتصار كبير في الانتخابات الرئاسية في الفيليبين، وفق ما اعلنت هيئة لمراقبة العملية الانتخابية، وذلك في اعقاب حملة توعد خلالها بقتل الاف المجرمين.

وتمكن دوترتي، رئيس بلدية مدينة دافاو الكبيرة في الجنوب، من فرض نفسه خلافا لكل التوقعات، مجتذبا الملايين بنبرته الحادة والحلول الجذرية التي طرحها لمعالجة آفتين متفشيتين في المجتمع الفيليبيني، هما الجريمة والفقر.

وجاءت النتائج الاولية مؤكدة توقعات استطلاعات الرأي. فبعد فرز 75 بالمئة من الاصوات، حصل المحامي البالغ 71 عاما على 38,72 بالمئة من اصوات الناخبين وفقا لهيئة خاصة بمراقبة الانتخابات تابعة للكنيسة الكاثوليكية تعتمدها الحكومة لجمع النتائح.

فقد سبق دوترتي المرشح بـ5,3 ملايين صوت مار روكساس المرشح الذي يحظى بتاييد الرئيس المنتهية ولايته، وفق ما اعلنت هيئة مراقبة الانتخابات. وبموجب القانون الانتخابي، فان المرشح الذي يتصدر النتائج ينتخب رئيسا حتى لو لم يحصل على الاكثرية المطلقة.

وقال المحلل السياسي روامون كاسيبلي “انه الفائز بشكل شبه مؤكد”.

وبعد ثلاثة عقود على الثورة التي اطاحت فرديناند ماركوس، حذر معارضو دوترتي من مرحلة جديدة من الديكتاتورية والاضطرابات في الفيليبين.

لكن يبدو ان دوتيرتي اصاب بتنديده بفشل النخب، في بلد لم يؤد فيه النمو الاقتصادي الملحوظ الى تحسن الظروف المعيشية بالنسبة للاكثرية.

– “انسوا حقوق الانسان!” –

وجرى بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية عدد من الانتخابات المحلية والوطنية، لملء اكثر من 18 الف منصب.

وكلل هذا اليوم الانتخابي مرحلة سياسية شهدت اعمال عنف.

ولقي 15 شخصا مصرعهم منذ بداية الحملة، وفق الشرطة. وقتل عشرة آخرون الاثنين في مناطق مختلفة من الفيليبين. لكن السلطات اعتبرت ان اعمال العنف لم تؤثر في سير الانتخابات.

وتوعد دوترتي بقتل عشرات الاف المجرمين وبالتخلص ايضا من الكونغرس ان لم يمتثل لتوجيهاته.

وفي بلد يشكل الكاثوليك المتدينون 80% من عدد سكانه، لم يتردد في وصف البابا بأنه “ابن عاهرة” لانه تسبب بازدحام خانق خلال زيارة الى الفيليبين.

ومساء السبت في مانيلا، قال الرئيس بنينيو اكينو الذي كانت والدته من كبار وجوه ثورة 1986، “احتاج الى مساعدتكم لمنع عودة الارهاب الى بلادنا”.

وفي الجانب الاخر من العاصمة، تحدث رئيس بلدية دافاو بالتفصيل امام عشرات الالاف من انصاره عن خطته لاستئصال الجريمة في غضون ستة اشهر.

وخلال لقائه الانتخابي الاخير، قال دوترتي المتهم بأنه انشأ في دافاو “فرق موت” مسؤولة عن قتل اكثر من الفي شخص، “انسوا قوانين حقوق الانسان”.

– “ساقتلكم” –

وتابع “اذا انتخبت رئيسا، فسأفعل بالضبط ما فعلته بصفتي رئيسا للبلدية. من الافضل لكم، انتم المهربون والسارقون والاوغاد، ان تغادروا البلاد، لاني ساقتلكم”.

ومنذ الانتخابات الرئاسية في 2010، شهدت الفيليبين نموا سنويا بنسبة 6 بالمئة، واشادت المجموعة الدولية بجهود اكينو لمكافحة الفساد. لكن لا يزال ربع السكان البالغ عديدهم 100 مليون نسمة يعيشون تحت عتبة الفقر.

وتحكم البلاد بصورة عامة منذ 30 عاما، عائلات مدعومة من رجال اعمال ذوي نفوذ، وقد ساهم هذا النظام في ترسيخ الفوارق الاجتماعية.

وينتمي روكساس نفسه الى احدى هذه المجموعات العائلية الحاكمة، اذ كان جده رئيسا بعد الحرب العالمية الثانية.

على هامش الانتخابات الاساسية، تتجه الانظار ايضا الى معركة منصب نائب الرئيس الذي يمكن ان يحتله فرديناند ماركوس جونيور، نجل الديكتاتور الراحل.

اما نجم الانتخابات فهو بلا منازع بطل العالم في الملاكمة ثماني مرات ماني باكياو المرشح الى مجلس الشيوخ.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية