مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دول قوة الساحل الخمس تطلب مشاركة اكبر من الامم المتحدة وواشنطن ترفض

جندي من بوركينا فاسو يشارك في تدريبات باشراف الجيش النمساوي في كابوينسي بالقرب من واغادوغو في 13 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

طلب الامين الدائم للقوة العسكرية لدول مجموعة الساحل الخمس مامان صديقو من مجلس الامن الدولي الاربعاء “تفويضا معززا” لهذه القوة الجديدة لمكافحة الجهاديين، لكن الولايات المتحدة التي تعارض اي مشاركة اكبر للامم المتحدة، رفضت هذا الطلب.

وقال صديقو “ما زلنا بعيدين عن بلوغ سرعة جيدة في التطبيق العملي للتصدي امني للازمة التي تهدد بزعزعة استقرار (منطقة) الساحل ومحيطها”.

واضاف ان “اكثر من ثمانين بالمئة من قواتنا منتشرة حاليا في مقر قيادتنا في سيفاريه وعلى مستوى ثلاث مناطق عملانية، لكن قواتنا ما زالت بشكل عام مجهزة بشكل سيء وتنقصها القواعد العسكري وبشكل عام الجانب اللوجستي اللازم لاي تدخل فعال”.

ويفترض ان تتألف قوة مجموعة الساحل التي تضم وحدات من النيجر وموريتانيا وتشاد ومالي وبوركينا فاسو، من خمسة آلاف عسكري.

ورأى صديقو انه على الامم المتحدة ان تقدم الى قوة الساحل “دعما على مستوى افضل” من المساندة اللوجستية الحالية التي يؤمنها جنود حفظ السلام المنتشرين في مالي. وقال ان هذا الامر يتحقق “بمساهمات الزامية” من قبل اعضاء الامم المتحدة.

وبسبب معارضة الولايات المتحدة الممولة الاولى للامم المتحدة، لمشاركة المنظمة الدولية في قوة الساحل، تحصل هذه القوة على تمويلها ووسائل عملها من مساهمات طوعية من الدول التي تقدم القوات وكذلك من فرنسا والاتحاد الاوروبي والسعودية.

وقالت ايمي تاشكو الدبلوماسية التي تمثل الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي ان “تضافر دعم اطراف بشكل ثنائي او متعدد الاطراف الى الساحل سيسمح بتلبية الاحتياجات المالية واللوجستية للقوة”.

ورفضت تاشكو الدعوات الى مشاركة اكبر من الامم المتحدة لمساعدة قوة مجموعة الساحل، مذكرة بان واشنطن تقدم ملايين الدولارات الى المنطقة منذ سنوات.

لكن مامان صديقو الذي تولى ادارة عدد من عمليات حفظ السلام خلال عمله في الامم المتحدة، شدد على انه من الضروري “تزويد القوة المشتركة (قوة دول الساحل الخمس) بتفويض معزز (…) وموارد ضرورية لتحقيق قدرتها الحركية وضمان قدرتها الكاملة على التدخل”.

من جهتها قالت بنتو كيتا مساعدة الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام انه “ما زال هناك عمل كبير يجب انجازه”، مشيرة الى “تأخر” في انجاز هذه القوة. وطالبت ايضا “بمساهمات الزامية” من الدول الاعضاء في الامم المتحدة لتأمين دعم دائم لقوة الساحل.

– “بموجب الفصل السابع” –

طلبت فاطمة كياري محمد ممثلة الاتحاد الافريقي في الامم المتحدة دعما اقوى من المنظمة الدولية الى القوة الجديدة “بتفويض متين بموجب الفصل السابع” من الميثاق الذي يجيز استخدام القوة.

لكن المندوبة الاميركية قالت بلهجة جافة “لن نقبل باي اقتراح يذهب في هذا الاتجاه في مجلس الامن الدولي”. وطلبت من الدول التي وعدت بتقديم مساهمات مالية “سحب المبالغ الموعودة”.

اما سفير فرنسا في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر، فقد تحدث عن “تقدم مهم” في تنفيذ قوة مجموعة الساحل التي دفعت باريس بقوة في 2017 لانشائها. وقال دولاتر ان “التقدم على الارض واقعي”، مؤكدا ان القوة نفذت مهمتين منذ انشائها.

وفي بيان تبناه مساء الاربعاء، يدعو مجلس الامن الدولي الدول الخمس المؤسسة لقوة الساحل الى “العمل على ان تبلغ قدراتها العملانية الكاملة في اقرب وقت ممكن”.

كما دعا المجلس المانحين الى الافراج عن المبالغ التي وعدوا بها “من اجل تسريع” امتلاك هذه القوة قدراتها الكاملة “بلا تأخير”.

كما يطلب المجلس في بيانه اجراء تحقيقات حول معلومات عن انتهاك لحقوق الانسان مرتبط بنشاط القوة العسكرية الدولية الجديدة، في اشارة تستجيب على ما يبدو الى قلق عبرت عنه الولايات المتحدة الاربعاء.

بره/اا/اش

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية