مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دي ميستورا يؤكد ان الكثير من المدنيين قد يموتون جوعا في سوريا ان لم تصلهم المساعدات سريعا

موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في 17 ايار/مايو 2016 afp_tickers

حذر موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس من تعرض الكثير من المدنيين لخطر الموت جوعا في سوريا ان تعذر ايصال المساعدات الانسانية بسرعة الى عدد من المدن.

وصرح دي ميستورا للصحافيين “هناك الكثير من المدنيين حاليا المهددين بالموت جوعا، وكلهم مدنيون سوريون”، ذاكرا خصوصا مدن وبلدات داريا ومعضمية الشام (قرب دمشق التي تحاصرها قوات الحكومة) وكفريا والفوعة (التي تحاصرها فصائل معارضة).

اضاف دي ميستورا بعد اجتماع اسبوعي في جنيف لمجموعة العمل الاممية لتنسيق المساعدات الى سوريا “هناك تقارير موثوقة بان الاطفال في منطقة المعضمية بدأوا يعانون من سوء تغذية حاد”.

من جهته قال نائب دي ميستورا ورئيس مجموعة العمل يان ايغلند للصحافيين ان شهر ايار/مايو شهد ايصال كمية ضئيلة من المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول اليها.

وقال “تمكنا فقط من الوصول الى 160 الفا من اصل مليون شخص اردنا وحاولنا الوصول اليهم برا في ايار/مايو”.

اضاف “حتى في المناطق التي حصلنا فيها على موافقة الحكومة واجهنا مشاكل لا حصر لها لدخولها، وفي مناطق اخرى حيث حصلنا على موافقة مشروطة للدخول، مثل داريا ودوما (منطقة معارضة محاصرة) لم نتمكن بتاتا من الوصول الى الناس”.

كما اشار الى تعذر ايصال المساعدات الى حي الوعر التي تحاصره القوات الحكومية في حمص (وسط).

تابع ايغلند “يمكن القول ان الوضع “حرج الى حد الفظاعة” في مضايا (خاضعة لحصار قوى الحكومة) ومعضمية الوعر حيث “يعاني الاطفال من سوء التغذية الحاد الى درجة انهم سيموتون ان تعذر وصولنا اليهم”.

كما ناقشت مجموعة العمل في اجتماعها في جنيف الخميس بحضور مدير برنامج الاغذية العالمي امكانية القاء المساعدات من الجو في المناطق التي يتعذر الوصول اليها برا، والتي قررت تنفيذها المجموعة الدولية لدعم سوريا في فيينا في الاسبوع الفائت.

واشار دي ميستورا الى ان هذه العمليات قد تتم من طائرات تحلق على ارتفاع كبير جدا، في دير الزور مثلا (شرق، خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية) او من مروحيات.

كما اضاف ان النظام السوري تعاون حتى الان مع الامم المتحدة لتنسيق القاء المساعدات في دير الزور، كما اجاز للطيران الايراني القاء مساعدات في الفوعة وكفريا.

واكد المبعوث الاممي الخاص انه ينتظر “تعاونا مماثلا من الحكومة السورية” ان قررت الامم المتحدة القاء المساعدات في مناطقة تحاصرها القوات الحكومية.

تقدر الامم المتحدة عدد السوريين الذين يعيشون في مناطق محاصرة باكثر من 400 الف شخص معظمهم في مناطق تحاصرها قوات النظام. بالاضافة الى ذلك يعيش اكثر من 4 ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول اليها وتقع عموما بالقرب من مناطق القتال وحواجز التفتيش.

ومنذ شباط/فبراير بذلت جهود لزيادة ايصال المساعدات الانسانية الى هذه المناطق لكن الامر اصبح اكثر صعوبة مع تجدد المعارك التي قوضت اتفاق وقف اطلاق النار الذي ابرم في الشهر نفسه.

اسفر النزاع السوري الذي اندلع في اذار/مارس 2011 عن مقتل اكثر من 280 الف شخص وتهجير الملايين، فيما وصلت مفاوضات السلام الى طريق مسدود.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية