مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دي ميستورا يدعو الوفدين السوريين للتخلي عن الشروط المسبقة واحراز “تقدم حقيقي”

موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا (الى اليسار) لدى وصوله الى قاعة الاجتماعات في جنيف في التاسع و العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2017 للمشاركة في اجتماع مع وفد المعارضة السورية afp_tickers

حض الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الاربعاء وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين على المشاركة في محادثات جنيف بلا اي “شروط مسبقة”، معتبرا ان الوقت حان للتركيز على احراز “تقدم حقيقي” في العملية السياسية.

ودعا دي ميستورا في بيان، الوفدين الى “المشاركة بجدية في المباحثات بدون اي شروط مسبقة”.

وشدد على ان “الوقت قد حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من اجل الشعب السوري”.

وانطلقت الاربعاء عمليا جولة المحادثات مع وصول الوفد السوري الى جنيف بعد غيابه في اليوم الاول احتجاجا على تمسك وفد المعارضة “بشروط مسبقة”، في اشارة الى مطلب تنحي الرئيس بشار الاسد.

وقال دي ميستورا ان المحادثات قد تتواصل حتى الاسبوع المقبل، مع “إمكانية (أخذ) استراحة في عطلة نهاية الأسبوع”.

وفي موقف لافت، طالب دي ميستورا بحسب البيان الوفود المشاركة بأن “تمتنع عن الادلاء بأي تصريحات تهدف إلى الطعن في شرعية أي من المدعوين الآخرين”، ملاحظاً صدور “تصريحات غير موفقة في هذا الإتجاه” في الايام الاخيرة.

واثارت تصريحات رئيس وفد المعارضة نصر الحريري الاثنين من جنيف امتعاض دمشق، بعد تأكيده ان “الانتقال السياسي الذي يحقق رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية هو هدفنا”.

وشكل مصير الاسد عقبة اصطدمت بها جولات الحوار السبع السابقة.

والتقى دي ميستورا الاربعاء مع الوفد الحكومي مرتين، مرة اولى في مقر اقامته، ومرة ثانية في اجتماع رسمي في الامم المتحدة مساء. ولم يدل الجعفري بأي تصريحات للصحافيين اثر اللقائين.

والتقى دي ميستورا اثر ذلك وفد المعارضة في الامم المتحدة للمرة الثانية منذ بدء المحادثات.

وقال رئيس وفد المعارضة قبل بدء الاجتماع للصحافيين “حيث ان الطرف الاخر قد وصل، نريد التحرك سريعا نحو مفاوضات مباشرة” الامر الذي ترفضه دمشق.

– لا مفاوضات مباشرة” –

واعلن دي ميستورا مرارا تطلعه الى عقد مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع، مشترطا توحيد المعارضة لوفدها.

لكن مصدرا سوريا مطلعا قال لوكالة فرنس برس ان المبعوث الدولي تعهد للوفد الحكومي في اليومين الاخيرين “الا تتضمن هذه الجولة أي لقاء مباشر مع وفد الرياض” في اشارة الى المعارضة و”عدم التطرق بأي شكل من الأشكال إلى بيان الرياض والشروط التي تضمنها”.

وعقدت قوى المعارضة السورية الاسبوع الماضي اجتماعا في الرياض شكلت خلاله وفدا موحدا الى المفاوضات، وشددت في بيان ختامي على رحيل الاسد قبل المضي في اي مرحلة انتقال سياسي.

وتتوقع مصادر دبلوماسية في جنيف ان تخفض المعارضة السورية سقف شروطها لدفع المحادثات.

وقال مصدر دبلوماسي اوروبي في جنيف رفض كشف اسمه لصحافيين الثلاثاء “ننتظر أن يكونوا (المعارضة) واقعيين ومرنين”.

وينفي قياديون في وفد المعارضة تعرضهم لضغوط، رغم حديث شخصيات قدمت استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات في الأسبوعين الأخيرين، عن ضغوط سعودية ودولية.

– “لا ضغوط علينا” –

وقال قيادي في وفد المعارضة لفرانس برس الاربعاء “الكلام عن ضغوط للتخلي عن رحيل الاسد ليس صحيحا على الاطلاق”.

وتتهم المعارضة السورية موسكو الداعمة لدمشق بمحاولة “الالتفاف على مسار جنيف” وممارسة الضغوط توصّلا الى تسوية تستثني مصير الاسد.

وكان موقف وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون مساء الثلاثاء متشددا، اذ قال ان محادثات جنيف “تشكل القاعدة الوحيدة الممكنة لاعادة بناء البلاد وبدء تطبيق حل سياسي لا يتضمن اي دور لنظام الاسد او لعائلته في الحكومة السورية”.

ومنذ بدء النزاع قدمت روسيا دعما سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا للاسد اتاح لقواته التقدم ميدانيا على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية.

وقال المصدر الدبلوماسي الاوروبي “أعتقد أن لديهم (الروس) فعلاً بعض الأوراق القوية، لكنهم لا يمسكون بجميع الأوراق”.

واضاف “لهذا السبب أعتقد أن عملية جنيف مهمة للغاية كونها الوحيدة التي تحظى بشرعية وقادرة على أن تجمع معاً كل هذه المكونات.. وعلى أن تفتح الطريق أمام المساعدات الدولية الضخمة اللازمة لتمكين سوريا من الوقوف مجدداً”.

وتنشط قوى غربية عدة لاعادة الزخم الى مسار التفاوض في جنيف، بعد نجاح موسكو مع طهران حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة، في تنظيم سبع جولات من المحادثات في استانا أثمرت اتفاقا على اقامة اربع مناطق خفض توتر تراجع فيها القتال الى حد كبير.

واعلن دي ميستورا الثلاثاء انه تبلغ من الجانب الروسي موافقة الحكومة السورية على اعلان وقف للنار في الغوطة الشرقية، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق والمشمولة باتفاق خفض التوتر.

ويستهدف الجيش السوري منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المنطقة التي تعاني حصارا منذ سنوات ونقصا فادحا في الادوية والمواد الغذائية.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأربعاء بأن المنطقة سجلت أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.

واتفق رؤساء الدول الثلاث الراعية لاتفاق خفض التوتر، روسيا وايران وتركيا، اثر قمة عقدت قبل اسبوع في سوتشي، على عقد مؤتمر للحكومة والمعارضة السوريتين في روسيا.

وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن “فرصة حقيقية” لانهاء النزاع، في مبادرة اثارت شكوكا حيال توقيتها وخشية غربية من ان تطيح بعملية جنيف.

ولم يُعلن موعد رسمي لهذا المؤتمر الذي رفضت المعارضة المشاركة فيه، فيما اكدت واشنطن وباريس الاثنين ان مسار جنيف هو المسار “الشرعي الوحيد” لحل النزاع السوري.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية