مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رئيسة الوزراء التايلاندية السابقة تغادر البلاد لتجنب السجن

احد انصار ينغلوك شيناواترا يحمل صورة لها امام المحكمة العليا في بانكوك الجمعة 25 آب/اغسطس 2017 afp_tickers

غادرت رئيسة الوزراء التايلاندية السابقة ينغلوك شيناواترا غادرت البلاد للافلات من اي حكم بالسجن يمكن ان يصدر عليها، وذلك قبل ساعات من اصدار المحكمة العليا مذكرة توقيف بحقها على اثر تخلفها عن جلسة النطق بالحكم في اطار محاكمتها بتهمة الاهمال.

واعلن مسؤول كبير في حزب ينغلوك شيناواترا لوكالة فرانس برس الجمعة انها غادرت البلاد. وقال هذا المسؤول في الحزب طالبا عدم كشف هويته “لم تعد هنا (…) رحلت منذ الاربعاء”.

وضجت البلاد طوال النهار بالشائعات عن الطريق الذي سلكنه ينغلوك شيناواترا (50 عاما) لمغادرة البلاد الى سنغافورة الوجهة التي طرحت غالبا.

وقد التحقت بذلك بشقيقها رئيس الوزراء الاسبق الذي غادر البلاد في 2008 بعد الحكم عليه بالسجن سنتين في قضية فساد.

وكانت المحكمة العليا في تايلاند اصدرت الجمعة مذكرة توقيف بحق رئيسة الحكومة السابقة بعد تخلفها عن جلسة النطق بالحكم التي ارجئت الى 27 ايلول/سبتمبر، في اطار محاكمتها بتهمة الاهمال.

واعلن رئيس المجلس العسكري برايوت شان-او-تشا للصحافيين انه امر بفرض تدابير مشددة لمراقبة الحدود.

وانتظر الاف من مؤيديشيناواترا — وعدد اكبر من عناصر الامن — منذ فجر الجمعة على امل رؤية أول سيدة تتولى رئاسة حكومة تايلاند، لكنها لم تحضر، ما اثار التكهنات بانها قد تكون التحقت بشقيقها الملياردير ثاكسين شيناواترا في المنفى.

وقال القاضي تشيب شولامون امام المحكمة “ابلغنا محاميها انها مريضة وطلب تأخير الحكم”. واضاف ان “المحكمة لا تعتقد انها مريضة (…) وقررت اصدار مذكرة توقيف”. واعلن القاضي انه قرر ارجاء جلسة صدور الحكم الى 27 ايلول/سبتمبر.

وتايلاند مقسومة بين مؤيدين لآل شيناواترا وقاعدتهم السياسية وغالبيتهم من الريف الفقير، وموالين للنخبة المؤيدة للجيش الذين يرفضون التنازل عن السلطة لحكومات ديموقراطية. واطيح بحكومة ينغلوك في انقلاب عسكري في 2014.

وفي حال ادانتها بتهمة الاهمال تواجه ينغلوك حكما بالسجن لمدة قد تصل الى عشر سنوات ومنعها عن ممارسة النشاط السياسي مدى الحياة.

وقال رئيس المجلس العسكري برايوت شان-او-تشا للصحافيين “بلغني الان انها لم تأت” الى المحكمة. واضاف “أمرت بتعزيز الاجراءات على نقاط التفتيش الحدودية، بما فيها طرق محلية ورئيسية مؤدية الى خارج البلاد”.

ونفى عدد من المحامين انباء عن فرارها من البلاد، ربما الى سنغافورة.

وقال محاميها نوراويت لارلينغ للصحافيين امام المحكمة “تم ابلاغي عند الساعة الثامنة صباحا انها متوعكة وتعاني من مرض مينيير وتشعر بالدوار، لذا طلبت من المحكمة ارجاء” الجلسة. واضاف ردا على سؤال حول ما اذا كانت لا تزال في تايلاند “لا اعرف”.

وكان ثاكسين شيناواترا شقيق ينغلوك الذي تولى رئاسة الحكومة في الماضي، فر من تايلاند في 2008 قبل ان تتم ادانته بتلقي رشاوى، وحكم عليه بالسجن سنتين.

ولم يعد الى تايلاند منذ ذلك الحين، وتم الغاء جواز سفره التايلاندي. ويعتقد انه يستخدم جواز سفر مونتينغري للتنقل بين دبي ولندن وهونغ كونغ وسنغافورة.

ولا يزال ثاكسين يتمتع بقوة استقطاب في حزبه، اضافة الى دهائه السياسي.

وشكلت اسرة شيناواترا قوة سياسية كبرى لاكثر من عقد رغم انقلابين وتظاهرات دامية وعدد من الدعاوى القضائية ومصادرة اصول.

وكان حكم بادانة ينغلوك — وبالتالي سجنها — سيشكل ضربة قاصمة الى اسرة شيناواترا السياسية.

— اثرياء وجنرالات –

ادى برنامج ينغلوك المتعلق بدعم مزارعي الارز الى تدفق الاموال على مناطق نفوذ اسرتها في الريف، واشترت حكومتها الارز بضعف ثمن السوق. لكن البرنامج ادى الى خسائر بمليارات الدولارات.

وخلال المحاكمة المستمرة منذ 18 شهرا ودفعت خلالها ببراءتها مؤكدة انها ضحية “لعبة سياسة”، كسبت ينغلوك تأييد العديد من انصار شقيقها.

وكانت الشائعات عن سفرها قوبلت بالتفهم من قبل انصارها الذين احتشدوا امام المحكمة. وقال احدهم سيكسان شاليتابورن (64 عاما) إن “رئيسة الوزراء التايلاندية بذلت قصارى جهدها، ضحت بالكثير … الان على الناس ان يحاربوا بأنفسهم”.

وبذلك سيأسف بعض اعدائها لضياع فرصة الحكم على شخصية كبيرة من سلاسة متهمة بالرشى والمحاباة.

وطلبت ينغلوك من انصارها في رسالة على فيسبوك الخميس البقاء في منازلهم لتجنب اي احداث يثيرها اشخاص “يضمرون الشر للبلاد ولنا”.

وبرزت اسرة شيناواترا كقوة سياسية في 2001 مع تولي ثاكسين السلطة إثر فوز كاسح. واعاد انعاش الاقتصاد وقدم برامج لدعم الفقراء. لكن منتقديه يتهمونه باستغلال نفوذه السياسي لتعزيز مصالحه الخاصة. ولا يزال مكروها من النخبة الموالية للملكية ومحبوبا من فقراء الريف. وقد واطيح به في انقلاب عام 2006 وفر خارج البلاد.

تاريخيا تمكن آل شيناواترا من دفع اعداد كبيرة من المؤيدين — يعرفون ب”القمصان الحمر” — الى الشوارع عندما بدأت المكاسب السياسية بالتراجع. لكن ثلاثة اعوام من حكم المجلس العسكري نجحت في اسكات اي معارضة واسعة لهذا الحكم حتى الان.

وقال الخبير السياسي بوانغثونغ باواكابان “نها نهاية اسرة شيناواترا وحزبها في تايلاند. بعد فرار اثنين من اعضاء الاسرة، فقدة العائلة شرعيتها السياسية”.

ويبدو المستقبل الديموقراطي في البلاد قاتما. فالدستور الذي وضعه المجلس العسكري الحاكم يخنق سلطة اي حكومة مستقبلية منتخبة.

وينوي المجلس العسكري تنظيم انتخابات العام المقبل لكن الموعد ارجأ تكرارا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية