مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رئيسة كوريا الجنوبية تؤجل زيارة لواشنطن بعد ارتفاع عدد ضحايا كورونا

شاب وشابة يتعانقان في احد شوارع سيول في 10 حزيران/يونيو 2015 afp_tickers

اجبر الوضع الطارئ في كوريا الجنوبية الرئيسة بارك غوين-هيه على تأجيل زيارة مقررة للولايات المتحدة، وسط المخاوف السائدة في البلاد من تفشي فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية والذي اودى بتسعة اشخاص حتى الآن.

وجاء قرار تأجيل الزيارة المقررة بين 14 و18 حزيران/يونيو بعدما تعرضت ادارة بارك لانتقادات بسبب ما قيل عن تقصير في التعامل مع الازمة.

وقال كبير المسؤولين الاعلاميين لدى الرئيسة كيم سونغ وو للصحافيين ان “الرئيسة بارك قررت تأجيل زيارتها للولايات المتحدة بهدف المساعدة في وضع حد لتفشي كورونا ورعاية السلامة العامة”.

واضاف “لقد طلبنا من الحكومة الاميركية تفهم موقفنا، واتفق البلدان على جدولة موعد الرحلة في اقرب وقت ممكن”.

واعلنت سيول الاربعاء تسجيل حالتي وفاة جديدتين بفيروس كورونا، ما يرفع الحصيلة الاجمالية لضحايا الفيروس في كوريا الجنوبية الى تسع وفيات، وعدد المصابين الى 108، ويجعل من هذا البلد منطقة الانتشار الاوسع للفيروس بعد السعودية.

وتم تشخيص اول حالة اصابة مؤكدة بالفيروس في 20 ايار/مايو بعد رحلة الى السعودية.

ونشر الرجل البالغ من العمر 68 عاما الفيروس بعد زيارته لاربعة مرافق طبية، ما ادى الى اصابة مرضى آخرين وعاملين في مجال الرعاية الصحية.

ومنذ ذلك الحين، تم وضع حوالى 3500 شخص صنفوا مصابين، في حجر صحي بدرجات متفاوتة.

وقد ادى تفشي الفيروس الى توجيه تحذيرات في اماكن اخرى من آسيا.

وتم نقل امرأة الى مستشفى في هونغ كونغ الاربعاء، للاشتباه في انها اصيبت بالفيروس، بعد عودتها من رحلة الى كوريا الجنوبية.

وسبق ان وضعت هونغ كونغ 19 شخصا في الحجر الصحي كاجراء وقائي ضد كورونا، وقامت ايضا بعزل الحالات المشتبه بها والتي اعتبرت في ما بعد انذارات كاذبة.

وتراجعت شعبية بارك بعدما اتهم منتقدون ادارتها ومسؤولين صحيين بالعامل مع الازمة ببطء شديد.

واظهر استطلاع للرأي اجرته وكالة ريل ميتر الاربعاء، ان اكثر من نصف الكوريين الجنوبيين يعارضون رحلة بارك المقررة الى الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي.

والضحيتان الاخيرتان للفيروس هما امرأة في ال75 من العمر ورجل في ال62 من العمر، التقطا العدوى في مركز سامسونغ الطبي الذي يعتبر مركزا طبيا كبيرا في جنوب العاصمة سيول وسجل فيه اكبر عدد من الاصابات.

واستقبل المركز 47 حالة، وهو الرقم الاعلى الذي يسجل في مرفق صحي واحد، فضلا عن عشر من الحالات ال13 الجديدة التي اعلنت الاربعاء.

وتم تشخيص الحالات الثلاث الاخرى في ثلاثة مستشفيات اخرى، واثنتان في وسط مدينة دايجون، وواحدة قرب الضاحية الجنوبية لسيول.

وقالت وزارة الصحة ان المتوفين التسعة كانوا يعانون صعوبات صحية من قبل، مشيرة الى اربعة مرضى حتى الآن تعافوا وغادروا المستشفى.

ومع تصاعد عدد الاصابات والوفيات، اغلقت نحو 2500 مدرسة، معظمها في سيول والمناطق المحيطة بمقاطعة كيونغ كي، ابوابها الاربعاء، بزيادة 300 مدرسة عن اليوم السابق.

وسجلت المؤسسات المحلية، بما في ذلك مراكز التسوق ودور السينما والحدائق، انخفاضا حادا في اعمالها بسبب تجنب الناس التواجد في الاماكن العامة المزدحمة.

ودعا رئيس مجلس الوزراء بالوكالة تشوي كيونغ هوان الى تعاون الشعب في مكافحة الفيروس، واعدا بتقديم مزيد من الدعم لالاف وضعوا في الحجر الصحي في منازلهم.

وقالت الشرطة انها تحقق مع ثمانية اشخاص بتهمة نشر شائعات كاذبة حول المستشفيات، او نقل معلومات عن مريض بدون موافقته.

واطلق مسؤولون صحيون الاربعاء حملة وطنية لفحص الاشخاص المصابين بالتهاب رئوي، لان مرضى كورونا غالبا ما يصابون به.

وفيروس كورونا اشد فتكا من فيروس الالتهاب الرئوي الحاد “سارس” لكنه اقل قدرة منه على الانتشار. وكان سارس حصد نحو 800 ضحية في العالم في 2003.

وتبلغ نسبة الوفيات لدى المصابين بكورونا 35% تقريبا، بحسب منظمة الصحة العالمية، علما بأنه لا يوجد حتى الساعة اي لقاح او علاج لهذا الفيروس.

وبعد تحقيق مشترك بالتعاون مع خبراء محليين، قال فريق من منظمة الصحة العالمية الاربعاء ان نمط انتشار المرض في كوريا الجنوبية ربما يكون مماثلا لذلك في مرافق الرعاية الصحية في الشرق الاوسط.

وقال الفريق في بيان “رغم ذلك، الوضع يتطور بسرعة”، داعيا الى تعزيز تدابير الوقاية ومكافحتها انتشار المرض في كل مرافق البلاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية