مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رئيس الوزراء الياباني يقوم بزيارة نادرة إلى الصين هذا الشهر

مصافحة بين الرئيس الصيني شي جينبينغ (يمين) ورئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي خلال قمة لمجموعة العشرين في هانغتشو في 4 أيلول/سبتمبر 2018 afp_tickers

أعلنت بكين الجمعة أن شينزو آبي سيقوم بأول زيارة لرئيس حكومة ياباني إلى الصين منذ 2011 في وقت لاحق هذا الشهر، في مؤشر جديد على تحسن العلاقات بين البلدين المتنافسين.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ في مؤتمر صحافي أن زيارة آبي ستحصل من 25 إلى27 تشرين الأول/أكتوبر في الذكرى الاربعين لتوقيع معاهدة السلام والصداقة بين الدولتين.

وأضاف المتحدث أن الزيارة “ستعزز علاقاتنا الثنائية وتعيد التعاون الثنائي إلى مساره الصحيح”.

وأكد أن الجانبين سيعملان “سويا لدعم التعددية ونظام التبادل التجاري الحر”. وتأتي تصريحاته في وقت تخوض الصين والولايات المتحدة نزاعا تجاريا قال صندوق النقد الدولي هذا الاسبوع إنه يعيق النمو العالمي.

وأعلن لو عن تنظيم مراسم للاحتفال بمعادة الصداقة الصينية-اليابانية التي تم التوقيع عليها في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1978.

وكان آبي والرئيس الصيني شي جينبينغ التقيا عدة مرات في السنوات القليلة الماضية على هامش فعاليات دولية.

لكن أي رئيس حكومة ياباني لم يجر زيارة رسمية للصين منذ 2011 كما لم يقم أي رئيس صيني بزيارة لليابان منذ 2010.

-“مرحلة جديدة” –

وتوترت العلاقات بين الصين واليابان في 2012 بسبب نزاع على جزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي.

ومع عودته للسلطة في العام 2012، تبنّى آبي موقفا متشددا إزاء سيادة اليابان على سلسلة جزر سبراتلي غير المأهولة المتنازع عليها، ما فاقم التوتر بين البلدين.

لكنه ما لبث أن خفف لهجته، وطالب الصين بممارسة ضغوط على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجيها النووي والصاروخي.

والشهر الفائت، أعلن آبي أنّه يعتزم زيارة الصن في وقت لاحق هذا العام.

وقال الزعيم الياباني “بعد ذلك، أرغب بشدة أن ادعو الرئيس شي إلى اليابان”، وذلك في تصريحات على هامش منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي.

وتابع “عبر هذا التبادل للزيارات على مستوى القادة، آمل أن ترتقي العلاقات اليابانية الصينية إلى مرحلة جديدة. انا ملتزم بقوة في هذا الصدد”.

وتعبّر الشركات اليابانية دوما عن رغبتها في علاقات أفضل مع الصين لتعزيز التجارة.

ورغم التقارب، لا تزال هناك مصادر للتوتر بين العملاقين الآسيويين.

فالشهر الماضي، حذّر وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا من أنّ الصين “صعدت بشكل احادي” أنشطتها العسكرية العام الماضي، بما في ذلك تنفيذ عمليات جوية جديدة حول اليابان وتسيير غواصة نووية قرب جزر الساحل الشرقي المتنازع عليها.

وأوضح في اجتماع لكبار قادة قوات الدفاع الذاتي اليابانية أن “الصين تطور بشكل متسارع قوتها العسكرية وتزيد أنشطتها بسرعة”.

من جانبها، أجرت اليابان في ايلول /سبتمبر الماضي أول مناورات عسكرية لغواصة في بحر الصين الجنوبي.

وقالت صحيفة اساهي شيمبون نقلا عن مصادر حكومية يابانية لم تسمها إن قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية نفذت مناورات “عملانية” مضادة للغواصات تشمل رصد غواصات للعدو بأجهزة السونار.

وتؤكد الصين أحقيتها في معظم مساحة بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد والذي يمر من خلاله خمسة ترليون دولار من التجارة البحرية سنويا، رغم مطالبات كل من بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ خلال إيجاز صحافي حينها إن على اليابان “أن تتصرف بحذر وأن تتجنب القيام بما يسيء إلى السلم والاستقرار الاقليميين”.

لكن آبي دافع حينها عن المناورة التي قال إنها لا تسعى لاستهداف “دولة معينة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية