مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رائحة الموت تفوح في مسجد كابول الذي استهدفه تفجير انتحاري

اضرار واثار دماء جراء التفجير في مسجد امام زمان الشيعي في كابول في 21 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

تفوح رائحة الموت في مسجد امام زمان الشيعي في كابول السبت غداة تفجير انتحاري خلال صلاة العشاء ادى الى مقتل عشرات المصلين.

تغطي قطع الزجاج المتكسر والغبار السجاد الاحمر الذي تشرب دماء القتلى من رجال ونساء واطفال كانوا يؤدون صلاة الجمعة عندما فجر انتحاري نفسه متسببا بمجزرة في المصلى.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية في بيان صدر عن “ولاية خراسان” التي تعد فرعا للتنظيم في افغانستان وباكستان، الهجوم الذي أدى الى مقتل 56 شخصا وجرح 55 آخرين، والذي يأتي في نهاية اسبوع يعد من الاكثر دموية في افغانستان.

وقتل اكثر من 70 شخصا الجمعة في اعتداءين استهدفا مسجدين في افغانستان، احدهما شيعي في العاصمة والثاني سني في وسط البلاد.

وفي حديث لوكالة فرانس برس عما شاهده قال ابراهيم الذي هرع الى المسجد بعد التفجير “كان الزجاج متكسرا، والدماء والاشلاء متناثرة في كل مكان، ورائحة الدماء والجثث تفوح في المسجد”.

واضاف ابراهيم “هذه همجية مطلقة. اي اسلام هذا؟ انهم يستهدفون المصلين في وقت الصلاة. حتى المساجد ليست آمنة لنا للصلاة”.

وعبر اشخاص عن غضبهم حيال عجز الحكومة عن حماية مواطنيها في العاصمة الافغانية التي شهدت قرابة عشرين بالمئة من اعمال القتل في افغانستان في النصف الاول من 2017.

وقال شاهد عيان لفرانس برس “اذا كان المسؤولون الحكوميون غير قادرين على حمايتنا عليهم الاستقالة وافساح المجال امام اشخاص آخرين اكفاء لتولي زمام الامور”.

وتم تدريب اكثر من 400 مدني في الاسابيع الاخيرة وتسليحهم لتعزيز الامن في المساجد الشيعية في كابول التي يستهدفها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية، الا ان ابراهيم قال ان النساء الذين يدخلن المسجد لا يخضعن للتفتيش.

وقال ابراهيم وهو احد اعيان المنطقة “نعتقد ان الانتحاري تنكر بزي امرأة ما سمح له الدخول خلسة الى المسجد حيث فجر نفسه وسط المصلين”.

وبعيد التفجير اطلق مقاتلو طالبان صاروخين على مقر مهمة “الدعم الحازم” لحلف شمال الاطلسي في الحي الدبلوماسي الشديد التحصين في كابول.

ولم ترد معلومات عن سقوط قتلى علما ان الهجوم جاء بعد تنفيذ مقاتلي طالبان اربعة اعتداءات ضد الشرطة وقواعد عسكرية في الايام الاخيرة.

وباضافة حصيلة ضحايا اعتداءي الجمعة ترتفع حصيلة هذا الاسبوع الى اكثر من 180 قتيلا.

والسبت وقف العشرات من اقرباء الضحايا منذ ساعات الصباح الاولى، بقلق وترقب بعضهم يبكي، امام مدخل المسجد حيث تضرب الشرطة طوقا امنيا، ينتظرون تلقي اخبار حول مصير احبائهم.

– مصلون مضرجون بالدماء –

وقال شاهد عيان لفرانس برس ان الانتحاري فجر شحنته الناسفة وسط المصلين قبيل انتهاء صلاة العشاء. واضاف الشاهد “كان انتحاريا واحدا مدججا بالمتفجرات ومتلحفا بقنابل يدوية”.

وتم نقل القتلى والجرحى الى مستشفيات المدينة، فيما اشتكى اشخاص من انه استغرق اجهزة الطوارئ ساعة للوصول الى المكان.

وتناثرت مئات الاحذية التي كان خلعها المصلون عند مدخل المسجد الشيعي الذي شهد اعتداء يندرج ضمن سلسلة اعتداءات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية ضد مساجد للشيعة.

وأجهشت امرأة محجبة بالبكاء وهي جاثية على الارض تبحث عن احذية شقيقها واحفادها الذي قتلوا في التفجير.

وبعيد التفجير، قال لفرانس برس حسين علي “كنت في منطقة الوضوء عندما حصل التفجير. هرعت الى داخل المسجد ورأيت المصلين مضرجين بالدماء”.

واضاف الشاهد “بعض الجرحى كانوا يفرون. حاولت ايقاف احدهم لمساعدتي على الاهتمام بالجرحى الا ان جميعهم كانوا مذعورين. استغرق وصول سيارات الاسعاف والشرطة الى المنطقة قرابة الساعة”.

وتسبب عصف التفجير بتكسر جميع الواجهات الزجاجية لنوافذ المسجد، كما غطت بقع من الدم الداكن وشظايا التفجير الجدران والسقف.

وعلقت الصنادل البلاستيكية التي تطايرت من النوافذ بالاسلاك الشائكة الموضوعة فوق الجدار المحيط بالمسجد.

وانتشر عدد من الاشخاص في ارجاء المسجد يعملون على تجميع عشرات المسابح الملونة والمصاحف واجزاء من الجص وقطع الزجاج المتكسر المتناثرة على الارض.

وتساءل رسول وهو مالك احد المحال القريبة في حديث لفرانس برس “اي نوع من المسلمين هم؟ ما الذي تفعله حكومتنا؟”.

واضاف “سئمنا العيش هنا، لسنا بأمان حتى داخل الاماكن المقدسة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية