مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

راخوي يوجه نداء الى “الأكثرية الصامتة” في أول زيارة له إلى كاتالونيا

رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي يلقي خطابا في اجتماع لدعم مرشح الحزب الشعبي في الانتخابات الاقليمية المقبلة في برشلونة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

توجه رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي الأحد الى “الاكثرية الصامتة” في كاتالونيا داعيا الى الحفاظ على وحدة اسبانيا، وذلك خلال اول زيارة له الى هذا الاقليم منذ وضعه تحت وصاية مدريد.

وزار راخوي العدو اللدود للانفصاليين الكاتالونيين برشلونة لتقديم الدعم لمرشح حزبه المحافظ (الحزب الشعبي) خافيير غارسيا-البيول، للانتخابات الاقليمية التي ستُجرى في 21 كانون الاول/ديسمبر.

وكان راخوي دعا الى هذه الانتخابات بعدما أقال الحكومة الانفصالية التي يقودها كارليس بوتشيمون وحل البرلمان، بهدف اعادة “النظام الدستوري”، بعد تصويت البرلمان الكاتالوني على اعلان الاستقلال في 27 تشرين الأول/أكتوبر الذي ردّ راخوي عليه بتعليق حكم الاقليم الذاتي.

ودعا راخوي “كل الشركات التي تعمل أو عملت من قبل في كاتالونيا إلى عدم مغادرتها”، فيما نقلت نحو 2400 شركة مقراتها الى خارج الاقليم، تخوفا من تبعات الانفصال في حال حصوله.

وفي كاتالونيا التي تشهد تظاهرات واضرابات متتالية، تراجعت السياحة بنسبة 15% على الأقل منذ اجراء الاستفتاء في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.

– “ديموقراطية وحرة” –

وقال راخوي “نريد استعادة كاتالونيا الجامعة، الديموقراطية والحرة”، داعيا الاسبان الى مواصلة شراء المنتوجات الكاتالونية.

وتوجه الى الكاتالونيين المؤيدين للبقاء في اسبانيا في المنطقة المنقسمة إلى قسمين شبه متساوين حول الاستقلال، بالقول “يمكننا تحقيق ذلك اذا أسمعت الأكثرية الصامتة صوتها في الانتخابات”.

وتبدو الحملة الانتخابية صعبة بالنسبة الى الحزب الشعبي الذي لم يحصل سوى على 8,5 بالمئة من الاصوات في انتخابات كاتالونيا الاخيرة التي نافسه فيها بشكل كبير حزب “المواطنة” (سيودادانوس) الليبرالي الفتي ثاني قوة سياسية في المنطقة معاد للانفصال.

وتأتي زيارة راخوي غداة تظاهرة حاشدة في برشلونة طالبت بالافراج عن نحو عشرة من القادة الانفصاليين يشكلون النواة الصلبة للحركة وسجنوا في اطار تحقيقات بتهمتي “التمرد” و”العصيان”.

وبحسب الشرطة البلدية، شارك 750 ألف شخص في التظاهرة، ما يثبت أن الحركات الانفصالية لا تزال تملك قدرة كبيرة على التعبئة.

وتجمع مئات المتظاهرين الانفصاليين الكاتالونيين الأحد في بروكسل مطالبين الاتحاد الاوروبي ب”الدفاع عن الديموقرطية” في كاتالونيا باسم “القيم المؤسسة لأوروبا”.

ورفع المحتجون الذين تجمعوا في حديقة في بروكسل بالقرب من المؤسسات الأوروبية، لافتات كتب عليها “أوروبا عار عليك” وأخرى تطالب بالافراج عن “المعتقلين السياسيين”.

وقال انطوني كومين، أحد الوزراء السابقين في حكومة كاتالونيا المُقالة الذي رافق بوتشيمون الى بلجيكا، “أوروبا، مستقبلك يعتمد على ما ستقومين به في كاتالونيا”.

ويوجه الكثيريون في كاتالونيا الانتقادات لراخوي، وبينهم العديد من المعارضين للاستقلال، لأنه حارب الحكم الذاتي الواسع للمنطقة الذي تم الحصول عليه في 2006 بدعم من الاشتراكيين.

وكانت حملة الحزب الشعبي على منح صلاحيات واسعة لاقليم كاتالونيا، أدت الى الغاء سلطات الحكم الذاتي جزئيا بقرار من المحكمة الدستورية في 2010 ما اعتبره كثيرون اهانة.

وتولى راخوي الذي قاد هذه الحملة شخصيا، السلطة في 2011 ورفض باستمرار مطالب كاتالونيا بتوزيع أفضل للعائدات الضريبية للامة، ثم وباصرار، اجراء استفتاء حول حق تقرير المصير قام الانفصاليون باجرائه في نهاية المطاف متجاهلين حظره من قبل القضاء.

– جمهورية ولدت ميتة –

ويؤكد الانفصاليون انهم فازوا في هذا الاستفتاء بتسعين بالمئة من الاصوات وبنسبة مشاركة بلغت 43 بالمئة.

لكن حلمهم بالاستقلال لم يستمر أكثر من بضع ساعات حتى فرض الوصاية على المنطقة.

في المقابل وضع القضاء الاسباني قيد التوقيف الموقت عددا كبيرا من أعضاء السلطة التنفيذية الكاتالونية المقالة وهم ثمانية “وزراء-مستشارين” وأصدر مذكرة توقيف بحق كارليس بوتشيمون وأربعة وزراء آخرين انتقلوا الى بلجيكا.

وعدد الكاتالونيين الذين يؤمنون باستقلال كاتالونيا “في مستقبل قريب الى حد ما” يتراجع. وهم يشكلون حاليا 28 بالمئة من سكان المنطقة مقابل 51 بالمئة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

ودانت رئيسة بلدية برشلونة ادا كولاو توقيف الانفصاليين، لكنها حملت أيضا بعنف على “الحكومة غير المسؤولة” التي يقودها بوتشيمون والتي جرّت كاتالونيا الى “الكارثة”.

من جهة الانفصاليين، من المتوقع أن يقرر حزب الوحدة الشعبي اليساري الأحد اذا كان سيشارك في الانتخابات المقبلة أم لا وبأي شكل.

وتتوقع استطلاعات الرأي نتائج متقاربة جدا بين انصار الاستقلال الذي حصلوا على 47,8 بالمئة من الاصوات في 2015، ومؤيدي البقاء في اسبانيا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية