مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رضا ضراب يتهم الرئيس التركي بانتهاك العقوبات على ايران

صورة ارشيف بتاريخ 17 ك1/ديسمبر 2013 لرضا ضراب وسط الصحافيين عند وصوله الى مركز للشرطة في اسطنبول afp_tickers

اتهم رجل الاعمال التركي الايراني رضا ضراب، الشاهد الرئيسي في محاكمة في نيويورك، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس بالتورط في التحايل على العقوبات الاميركية ضد ايران.

واعتقل ضراب (34 عاما) عام 2016 في اذار/مارس في ميامي ويتعاون مع القضاء حاليا.

ولمح الى ان اردوغان كان يعلم بعلاقاته مع “خلق بنك” الحكومي التركي لمساعدة طهران على الالتفاف على العقوبات الاميركية عبر خطط معقدة لتبييض العائدات الناجمة عن مبيعات النفط والغاز الايرانية.

وفي اليوم الثاني من شهادته أمام محكمة فدرالية، قال ضراب انه في تشرين الاول/أكتوبر 2012، اعطى رئيس الوزراء اردوغان “تعليمات” لمصارف عامة تركية اخرى، مثل بنكي “زراعات” و”وقف”، لتشارك في هذه الخطة.

واضاف عبر مترجم ان وزير الاقتصاد التركي السابق ظريف شاجلايان “ابلغني ان رئيس الوزراء اتفق على ان يقوم المصرفان ايضا بهذا العمل”.

واوضح ان “رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب اردوغان ووزير الخزانة السابق (علي) باباجان اعطيا تعليمات لهما للبدء بالعمل (…) علمت هذا من ظافر شاجلايان”.

وقد اكد ضراب في جلسة الاربعاء انه دفع مبالغ طائلة من الرشى للوزير السابق من اجل تسهيل تهريب ذهب مع ايران.

واوضح ضراب الذي ادلى بشهادته مرتديا زي السجناء قائلا انه موقوف في مكان سري من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي آي”، انه دفع “بين 45 و50 مليون يورو” و”نحو سبعة ملايين دولار رشى الى الوزير بين اذار/مارس 2012 واذار/مارس 2013″.

وقال انه تلقى “تهديدات في السجن” من دون ان يكشف مصدرها.

وساعد رجل الأعمال الشاب في تحويل مليارات اليورو من مداخيل المحروقات الإيرانية التي وضعت في “خلق بنك” الى ذهب تم نقله في حقائب الى دبي، حيث تم بيعه مقابل عملات لا يمكن تتبعها.

بالتالي، يمكن استخدامها في عمليات دفع دولية رغم العقوبات الاميركية والدولية التي تمنع من حيث المبدأ التجارة مع إيران.

وسارع اردوغان الى الرد مؤكدا ان بلاده لم تنتهك العقوبات الاميركية على إيران.

واضاف خلال اجتماع مع نواب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم “لقد تصرفنا بشكل صحيح. لم نخرق الحظر” على إيران.

يذكر ان ضراب اوقف في كانون الأول/ديسمبر 2013 واعتقل لأكثر من شهرين في تركيا مع عشرات المقربين من النظام لضلوعه في عمليات تهريب ذهب مع إيران بمساعدة وزراء في حكومة أنقرة.

وأدت القضية آنذاك الى استقالة أربعة وزراء أو إقالتهم، قبل التخلي في وقت لاحق عن الملاحقات.

ومنذ توقيف ضراب في الولايات المتحدة، لا تتوقف أنقرة، التي طالبت باطلاق سراحه من دون جدوى، عن التنديد ب”مؤامرة سياسية” خططت لها شبكة الداعية فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة والذي تعتبره أنقرة الرأس المدبر للانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في 15 تموز/يوليو 2016.

وتحاول الحكومة التركية منذ عدة أسابيع تشويه سمعة هذه المحاكمة. ووصف المتحدث باسمها بكر بوزداق المحاكمة بانها “مسرحية” قائلا ان تصريحات ضراب “تشهير” تحت ضغوط “من الحكومة الاميركية”.

وأصدرت النيابة العامة التركية الثلاثاء مذكرات توقيف بحق تركيين اثنين متهمين بتزويد القضاء الأميركي مستندات مزيفة في اطار هذه القضية، بحسب وسائل اعلامية تركية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية