مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روسيا تدافع عن دمشق بعد اتهامها “بقصف بغازات سامة” اثار تنديدا دوليا

علاج طفل في مستشفى في خان شيخون بعد هحوم بالغازات السامة الثلاثاء 4 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

سارعت موسكو الاربعاء للدفاع عن حليفتها دمشق التي اتهمتها المعارضة وعواصم غربية بينها باريس ولندن بقصف مدينة في شمال غرب سوريا بـ”الغازات السامة” ما اسفر عن وفاة 72 مدنيا بينهم اطفال، اختناقا.

وأثار الهجوم تنديدا دوليا وتحدثت الامم المتحدة عن “جريمة حرب”، فيما أكدت موسكو ان الطيران الحربي السوري قصف “مستودعا ارهابيا” يحتوي “مواد سامة” في مدينة خان شيخون في محافظة ادلب الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل مقاتلة وجهادية.

ويعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الاربعاء يتمحور حول هجوم خان شيخون الثلاثاء ويعد ثاني اكبر اعتداء بـ”مواد كيميائية” منذ بدء النزاع السوري الذي دخل عامه السابع.

وغداة اتهامه النظام السوري بـ”مهاجمة المدنيين”، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاربعاء “إلى رد فعل من الأسرة الدولية يكون على مستوى جريمة الحرب هذه”.

ووجه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مجددا الاربعاء اصابع الاتهام للنظام السوري. وقال على هامش مشاركته في مؤتمر بروكسل حول سوريا “كل الادلة التي اطلعت عليها توحي بأن ذلك كان نظام الاسد… يستخدم أسلحة غير مشروعة ضد شعبه”.

كما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن “النظام السوري هو المسؤول الرئيسي عن الفظاعات (…) ومن يدعمونه يتقاسمون المسؤولية”.

ونفى الجيش السوري “نفيا قاطعا استخدام أي مواد كيماوية أو سامة في بلدة خان شيخون”، معتبرا ان “المجموعات الارهابية ومن يقف خلفها تتحمل مسؤولية استخدام المواد الكيماوية والسامة”.

وغداة الهجوم، اعلنت وزارة الدفاع السورية ان “الطيران السوري قصف مستودعا ارهابيا كبيرا بالقرب من خان شيخون” كان يحتوي على “مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة”.

واكدت وزارة الدفاع الروسية ان معلوماتها “موثوقة تماما وموضوعية” من دون ان تحدد ما اذا كانت قوات النظام على علم بوجود اسلحة كيميائية في المستودع المذكور.

في نيويورك، قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين الهجوم ويطالب منظمة حظر الاسلحة الكيميائية باجراء تحقيق في أسرع وقت ممكن.

ويطلب المشروع من دمشق ان يسلّم المحققون خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حينها. كما يهدد مشروع القرار بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة.

– “الثلاثاء الاسود” –

وارتفعت حصيلة قتلى “القصف الجوي بالغازات السامة” في خان شيخون الى 72 مدنيا بينهم 20 طفلا، فضلا عن 160 مصابا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتحدثت منظمة الصحة العالمية الاربعاء في جنيف عن “مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة”.

وفي احد مستشفيات خان شيخون، ارتمى المصابون وبينهم اطفال على الاسرة وهم يتنفسون بواسطة اجهزة اوكسيجين.

وشاهد مراسل فرانس برس مسعفين يحاولان انقاذ طفلة من دون جدوى قبل ان يغلق احدهما عينيها، ليحملها والدها ويقبل جبينها ويخرج بها من المستشفى.

وقال احد افراد الطاقم الطبي ان عوارض المصابين تضمنت “حدقات دبوسية واختلاجات وخروج اللعاب من الفم وارتفاع في النبض”.

وافاد المرصد السوري بتنفيذ طائرات حربية صباح الاربعاء خمس ضربات على مناطق في مدينة خان شيخون “غداة يوم الثلاثاء الاسود” على حد قوله.

وندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط الأربعاء بـ”جريمة كبرى وعمل بربري” في خان شيخون. ودانت الحكومة الاردنية “الجريمة المروعة”.

كما ندد البابا فرنسيس “بمجزرة غير مقبولة”.

– “جرائم حرب” –

ولدى وصوله الى بروكسل للمشاركة في مؤتمر دولي حول سوريا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاربعاء أن “هذه الأحداث المروعة تظهر للأسف أن جرائم حرب لا تزال (ترتكب) في سوريا وأن القانون الإنساني الدولي ينتهك بشكل متكرر” في هذا البلد.

وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول حقوق الانسان في سوريا الثلاثاء انها “تحقق” في الهجوم.

ووافقت الحكومة السورية في العام 2013 على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي اميركي أعقب تعرض منطقة الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق، لهجوم بغاز السارين في 21 آب/اغسطس 2013 وتسبب بمقتل المئات.

وتم التوصل الى الاتفاق بعد تهديد واشنطن بشن ضربات على دمشق.

ووصف البيت الابيض الثلاثاء “العمل المروع من جانب نظام بشار الاسد” في خان شيخون بـ”المشين”.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر ان “من مصلحة” السوريين عدم بقاء الاسد.

وبدا أن واشنطن اتخذت موقفاً أكثر حزماً من الاسد الثلاثاء بعد ايام من تصريحات اميركية اعتبرت ان رحيله لم يعد اولوية لواشنطن التي ستركز على مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

الا ان نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اعتبر الاربعاء ان تلك التصريحات “تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم”.

وقال عبد الحكيم بشار خلال مؤتمر صحافي في انقرة “حتى الان هذه الادارة لم تفعل شيئا بل بقيت متفرجة”.

واعتبرت المعارضة السورية ان الهجوم في خان شيخون الذي اتهمت قوات النظام بتنفيذه يضع مفاوضات السلام في جنيف في “مهب الريح”.

وقال كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات الى جنيف محمد صبرا ان “الجريمة تضع كل العملية السياسية في جنيف في مهب الريح، وتجعلنا نعيد النظر بجدوى المفاوضات” بعد ايام على انتهاء الجولة الخامسة منها برعاية الامم المتحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية