مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روسيا تظهر قوتها العسكرية في الذكرى السبعين للانتصار على النازية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) والى جانبه وزير الدفاع سيرغي شويغو خلال احتفال في ذكرى الانتصار على النازية في موسكو في 9 ايار/مايو 2015 afp_tickers

اظهرت روسيا السبت قوتها العسكرية في اكبر عرض ينظم في الساحة الحمراء منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، فيما حرص الرئيس فلاديمير بوتين على تبني خطاب هادىء حيال الغربيين مشيدا بمساهمتهم في الانتصار على المانيا النازية.

وفي ظل مقاطعة قادة الغرب الذين يتهمونه بدعم الانفصاليين في اوكرانيا، احتفل بوتين بالذكرى السبعين لهذا الانتصار الى جانب الرئيسين الصيني شي جينبينغ والهندي براناب موخرجي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

وجرى امام هؤلاء عرض برزت فيه الاسلحة الروسية الجديدة: دبابة ارماتا تي-14 التي يعتبر صانعها انها الاقوى في العالم وصواريخ بالستية عابرة للقارات تناهز زنتها خمسين طنا.

وقال بوتين في خطاب القاه في الساحة الحمراء سبق العرض العسكري الذي شارك فيه 16 الف جندي روسي اضافة الى قوات اجنبية وخصوصا صربية وهندية وصينية، “يجب التذكير بان الجيش الاحمر، وفي اطار هجوم ضخم على برلين، وضع حدا للحرب ضد المانيا-هتلر”، مضيفا ان “الاتحاد السوفياتي شارك في المعارك الاشد دموية”، في اشارة الى 27 مليون روسي قضوا في الحرب.

واضاف “اشكر لشعوب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة مساهمتها في الانتصار”، وذلك قبل دقيقة صمت حدادا على ضحايا الحرب في خطوة غير مسبوقة في تاريخ احتفالات ذكرى التاسع من ايار/مايو في روسيا.

وتبنى الرئيس الروسي الذي سيلتقي الاحد المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في موسكو غداة الاحتفالات، لهجة هادئة حيال الغربيين واحجم عن الاشارة الى الخطر “الفاشي” الاوكراني على جاري عادة الكرملين في الاشهر الاخيرة.

وخلال لقائه مساء نظيره التشيكي ميلوس زيمان، اكد الرئيس الروسي “اننا مستعدون لاعادة علاقاتنا بالكامل” مع الاتحاد الاوروبي الذي تبنى سلسلة عقوبات بحق موسكو على خلفية الازمة الاوكرانية.

من جهته، قال زيمان متحدثا بالروسية “انا واثق تماما بان العلاقات الطبيعية (بين الاتحاد الاوروبي وموسكو) ستعود بعد فتور”.

وبعد العرض العسكري، اطل بوتين مجددا في الساحة الحمراء حاملا صورة لوالده المقاتل السابق وتقدم مسيرة قدرت الشرطة عدد المشاركين فيها باكثر من نصف مليون شخص احياء لذكرى “المدافعين عن الوطن”.

من جانبه، صرح بان كي مون اثر لقائه بوتين في وقت لاحق “كنت مسرورا بمشاهدة وجوه الناس الذين شاركوا في هذه الاحتفالات، ليس فقط جنودا بل ايضا اناسا عاديين”.

واضاف متوجها الى بوتين كما نقل عنه بيان للكرملين “اعتقد فعلا انكم تستحقون محبة الشعب”.

وخارج روسيا، نظم الشرق الانفصالي في اوكرانيا بدوره عرضا عسكريا فيما نظمت السلطات الموالية للغرب في كييف “مسيرة من اجل السلام”.

وسار نحو 1500 مقاتل انفصالي في شوارع معقلهم دونيتسك عارضين خصوصا المدرعات ومضادات الطائرات التي يستخدمونها ضد الجيش الاوكراني في هذا النزاع الذي خلف 6200 قتيل في عام ونيف.

في هذا الوقت، سار حشد من قدامى المقاتلين والسياح وسكان موسكو في وسط العاصمة الروسية مستذكرين الانتصار الكبير.

وقال فياتشيسلاف اوستروفسكي مرتديا بزة ضابط من الحرب العالمية الثانية “انها مناسبة للتفكير في كل الدم الذي اهرقناه لرفع هذا العلم على مبنى البرلمان الالماني. المجد للمدافعين عن الوطن”.

ومنذ ايام عدة، تترقب موسكو ومدن روسيا الكبرى احتفالات “الحرب الوطنية الكبرى” كما يسمي الروس الحرب العالمية الثانية. ووزعت على المسؤولين الحكوميين والموظفين والمواطنين اشرطة برتقالية وسوداء، ارادها الكرملين رمزا للوطنية.

كما انتشرت صور للزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين في مدن روسية عدة وخصوصا في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في اذار/مارس 2014.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية