مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روسيا تعتقل اربعة اشخاص في اطار التحقيق في اغتيال نيمتسوف

قبر المعارض الروسي بوريس نيمتسوف في موسكو في 3 آذار/مارس 2015 afp_tickers

اعتقل مشبوهان اخران في قضية اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف مما يرفع الى اربعة عدد الموقوفين في هذا الملف في محاولة لكشف اسباب الجريمة التي نفذت في وسط موسكو.

واعتقل المشتبه بهم ويتحدرون من الشيشان في شمال القوقاز بعد اسبوع على اغتيال نيمتسوف المنتقد الشديد للرئيس فلاديمير بوتين باطلاق عليه اربع رصاصات في الظهر عندما كان يسير مع صديقته على جسر قرب الكرملين والساحة الحمراء.

والسبت اعلن جهاز الامن الفدرالي ولجنة التحقيق اللذان يتعاونان لكشف خيوط الجريمة التي وصفها بوتين ب”الاستفزاز” توقيف انزور غوباتشيف وزاور داداييف.

والسبت قال امين عام مجلس الامن في جمهورية انغوشيا الروسية المجاورة للشيشان البرت باراخويف، لوكالة انباء ريا نوفوستي ان رجلين آخرين يتحدران من الشيشان اعتقلا مع الشقيق الاصغر لانزور غوباتشيف وشخص اخر.

وقالت ريا نوفوستي ان دادايف كان مساعد قائد لكتيبة ملحقة بوزارة الداخلية الشيشانية في حين كان غوباتشيف يعمل في شركة امن خاصة في موسكو.

ومثل الرجلان الاحد امام محكمة من اجل تمديد محتمل لتوقيفهما، بحسب ما ذكرت متحدثة باسم المحكمة آنا فاداييفا للوكالة. ولم توضح المتحدثة ما اذا كان المشتبه بهما الاخران اللذان اوقفا في انغوشيا سيمثلان ايضا امام المحكمة.

وتتعدد الفرضيات حول دوافع الاغتيال. فحلفاء المعارض يرون فيها عملية من تدبير الكرملين والاجهزة الروسية الخاصة لاسكاته في حين نفت السلطات الروسية هذا الامر بشدة.

واعربت والدة دادايف عن استغرابها لتوقيف ابنها.

وقالت ايماني داداييفا لوكالة انباء انترفاكس مساء السبت “تبلغت اليوم ان ابني زاور دادايف اعتقل للاشتباه بتورطه في مقتل نيمتسوف. اكاد لا اصدق. لا يمكن ان يكون ارتكب هذه الجريمة”.

وكان اغتيال احد اهم معارضي الحكومة الروسية اثار تنديد العديد من الدول وصدم المعارضة الروسية التي تضع بشكل عام الاغتيال في خانة “اجواء الكراهية” التي اشاعتها السلطات الروسية في المجتمع ووسائل الاعلام الرسمية التي تصف بانتظام معارضي الكرملين ب “خونة الوطن” و”عملاء الخارج” و”اعداء الداخل” وهي تعابير تذكر بالحقبة الستالينية.

وقالت زانا نيمتسوفا ابنة نيمتسوف في مقابلة لسي ان ان من المانيا ان لعملية الاغتيال “دوافع سياسية”.

واضافت “في ظل نظام سلطوي اي شخص لا يؤيد السياسات المعتمدة وينتقد وجهة النظر الرسمية يشكل خطرا”.

وتابعت “اعتقد ان روسيا الان تخطت الحدود بعد هذه الجريمة وسيخاف الافراد من التعبير عن آرائهم اذا تناقضت مع وجهة النظر الرسمية”.

وتصريحاتها مشابهة لاقوال منتقدي الكرملين منذ مقتل نيمتسوف على غرار اليكسي نافالني الذي اتهم “القادة السياسيين في البلاد” بالتدبير لتصفية المعارض.

وكان نيمتسوف شكا من مراقبة تحركاته واتصالاته.

ووصف بوتين مقتل نيمتسوف بالمأساة واكد انه لن يوفر جهدا لاحالة المسؤولين عن “الجريمة النكراء والخسيسة” على القضاء.

وكان بوتين قال خلال مؤتمره الصحافي السنوي في 2014 ردا على سؤال حول تأجيج اجواء من الكراهية ضد المعارضة انه “من الصعب على الارجح تحديد علميا اين تنتهي المعارضة ويبدأ الطابور الخامس”.

وقال المحققون ان قتلة نيمتسوف ارادوا زعزعة استقرار روسيا في حين تحدث المسؤولون السياسيون عن مخطط غربي.

لكن المحققين يدرسون ايضا احتمال ان يكون نيمتسوف اغتيل لانتقاده دور روسيا في نزاع اوكرانيا او ادانته في كانون الثاني/يناير للهجوم الدامي الذي نفذه اسلاميان مسلحان على مجلة شارلي ايبدو الساخرة في باريس.

ويعتقد ان نيمتسوف لدى مقتله كان منكبا على دراسة فصلت وجود قوات روسية في اوكرانيا وهو ما نفاه الكرملين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية