مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زعيما الكوريتين سيلتقيان عند الخط الفاصل قبل قمتهما

ناشطون يحملون صورة تجمع الزعيمين الكوريين كتب عليها "السلام بداية جديدة" خلال تظاهرة امام القصرالرئاسي في سيول في 26 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

يلتقي الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون الجمعة عند الخط العسكري الفاصل الذي يقسم شبه الجزيرة الكورية قبل عقد قمتهما التاريخية، في خطوة ذات قيمة رمزية عالية.

وتوجه مون جاي-إن الجمعة إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، بحسب ما أظهرت لقطات تلفزيونية.

وأفادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية بأن كيم غادر أيضا فجر الجمعة بيونغ يانغ للقاء نظيره الجنوبي. وأشارت الوكالة إلى أن “كيم جونغ-اون سيبحث بشكل صريح مع مون جاي-ان في كل القضايا من اجل تحسين العلاقات بين الكوريتين وتحقيق السلام والازدهار وإعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية”.

وعندما يعبر كيم الخط الفاصل بين الكوريتين سيرا، سيصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية قبل 65 عاما.

وسيلاقي مون ضيفه الشمالي عند العوائق الاسمنتية التي ترسم الحدود بين الكوريتين في المنطقة المنزوعة السلاح، وفق ما قال سكرتير الرئاسة في الجنوب ايم جونغ-سيوك.

من جهته، تحدث الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس عن ثلاثة او اربعة مواعيد ممكنة للقائه الزعيم الكوري الشمالي خلال الاسابيع المقبلة، لافتا الى ان هناك خمسة اماكن قيد الدرس.

وكان ترامب اعلن سابقا ان اجتماعه مع كيم سيتم نهاية ايار/مايو او بداية حزيران/يونيو.

وصرح ترامب لشبكة فوكس نيوز “هناك قرار علينا اتخاذه، لدينا ثلاثة او اربعة مواعيد”.

ورد على سؤال عن توقعاته في شأن لقائه المرتقب مع كيم قال “قد اغادر الاجتماع سريعا باحترام وقد لا يتم اللقاء، من يعرف؟ ولكن ما يمكنني قوله انهم (الكوريون الشماليون) يريدونه ان يعقد”.

وتأتي القمة الثالثة من نوعها بين الكوريتين، بعد لقاءين عُقدا في بيونغ يانغ في عامي 2000 و2007 وهي ناتجة عن جهود دبلوماسية حثيثة شهدتها شبه الجزيرة في الأشهر الأخيرة.

ومن المفترض أن تكون مسألة الترسانة النووية الكورية الشمالية مدرجة رأس لائحة الأولويات التي سيتم بحثها.

ومنذ وصول كيم الى الحكم أواخر عام 2011 اثر وفاة والده، عمد إلى تسريع وتيرة تطوير برامج كوريا الشمالية النووية والبالستية، وقد بلغ التوتر في شبه الجزيرة ذروته.

عام 2017، أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الأقوى واختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الاراضي الاميركية.

لكن منذ أن أعلن كيم في الأول من كانون الثاني/يناير مشاركة بلاده في الألعاب الاولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في الجنوب، شهدت الكوريتان تقاربا كبيرا.

– موضوع صعب –

وحذر سكرتير الرئاسة ايم بأن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق وقال “التوصل الى اتفاق حول نزع السلاح النووي في وقت حققت برامج كوريا الشمالية النووية والبالستية تقدما كبيرا، سيكون مختلفا في طبيعته عن اتفاقات نزح السلاح المبرمة في التسعينات وبداية العقد الأول من الألفية”.

وتابع “هذا ما يجعل هذه القمة صعبة بشكل خاص” مضيفا “الأمر الأكثر حساسية سيكون رؤية مدى قدرة الزعيمين على الاتفاق حول ارادة نزع السلاح (الشمال) النووي” وكيف “سيُدوّن ذلك على الورق”.

في الماضي، كان مفهوم “نزع سلاح شبه الجزيرة النووي” يعني بالنسبة لبيونغ يانغ مغادرة 28500 عسكري أميركي موجودين في الجنوب وازالة المظلة النووية الأميركية، وهذان أمران غير واردين بالنسبة الى واشنطن.

وبحسب سيول، يُمكن أن يبحث الزعيمان في ابرام معاهدة سلام لوضع حدّ رسميا للحرب الكورية (1950-1953) التي انتهت باتفاق هدنة بحيث لا يزال البلدان عمليا في حالة حرب.

وقد تتم ايضا مناقشة استئناف عمليات لمّ شمل العائلات التي تشتتت بسبب الحرب.

وأبلغ مون رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أنه سيثير موضوع المخطوفين من قبل عملاء من كوريا الشمالية، الأمر الذي تعتبره طوكيو حساسا جدا.

وبعد لقائهما عند الخط الفاصل الجمعة، سيذهب الزعيمان الكوريان سيرا على الأقدام باتجاه بيت السلام، وهو مبنى من الزجاج والاسمنت يقع في الجهة الجنوبية من قرية بانمونجوم الحدودية في المنطقة المنزوعة السلاح والتي تم فيها توقيع الهدنة.

وسيوقع كيم دفتر الزوار قبل بدء الاجتماع الصباحي، بحسب ايم.

– جبلان وشجرة صنوبر –

وسيتناول الوفدان الغداء بشكل منفصل، بحيث يعبر وفد الشمال الحدود عائدا الى منطقته لتناول الطعام.

وقال ايم إن مون وكيم سيزرعان معا قبل جلسة بعد الظهر شجرة صنوبر “ستمثل السلام والازدهار عند خط ترسيم الحدود، الذي يعتبر رمز المواجهة والانقسام منذ 65 عاماً”.

أما بالنسبة للتراب الذي سيُستخدم لزرع الشجرة، فسيكون من جبل بايكتو وهو مكان مقدس بالنسبة لكوريا الشمالية ومن جبل هالا في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية.

وبعد توقيع الاتفاق، من المتوقع صدور بيان مشترك. وقال سكرتير الرئاسة في الجنوب “قد نسمّيه +إعلان بانمونجوم+”.

وسيضم الوفد الشمالي بحسب إيم شقيقة الزعيم كيم يو جونغ، وهي مستشارته الاقرب التي حضرت الالعاب الاولمبية الشتوية في الجنوب في شباط/فبراير الماضي.

وسيكون الرئيس الفخري لكوريا الشمالية كيم يونغ نام الذي رافق شقيقة الزعيم الى الالعاب الشتوية، في عداد وفد بلاده ايضا الى القمة التاريخية.

ولفت ايم الى أنه “على عكس ما حدث في الماضي، يضمّ الوفد عددا من كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين”.

وقال “لم نتوقع ذلك. نعتقد أن هذا يعني أن كوريا الشمالية ترى الأمر ليس فقط على أنه قمة بين الشمال والجنوب انما من منظور قمة مع واشنطن”.

وفي بروكسل، اشاد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس بتصريحات الزعيم الكوري الشمالي حول وقف التجارب النووية، لكنه رفض اي رفع للعقوبات الدولية عن بيونغ يانغ من دون “تغير ملموس” من جانب النظام.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية