مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زعيم المعارضة الإسرائيلية: نتانياهو لا ينوي التفاوض مع الفلسطينيين

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في مكتبه في مقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في 14 أيلول/سبتمبر 2020 afp_tickers

أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن “لا نية” لدى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لإجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين، وذلك قبل ساعات من توقيع إسرائيل اتفاقيتين تاريخيتين لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين.

وتشهد واشنطن الثلاثاء توقيع إسرائيل الاتفاقيتين مع الإمارات والبحرين، في خطوة هي الأولى منذ تسعينات القرن الماضي.

والإمارات والبحرين هما أول دولتين خليجيتين تقدمان على هذه الخطوة بعد اتفاقيات السلام التي وقعتها إسرائيل مع مصر (1979) والأردن (1994).

ورحب لابيد باتفاقيتي تطبيع العلاقات مع الدولتين الخليجيتين لكنه شدد على وجوب بدء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين.

وقال الزعيم الوسطي لوكالة فرانس برس “تقول الحكومة الحالية إننا أبرمنا اتفاقيات مع دول سنية معتدلة من دون دفع ثمن هذا التفاوض للفلسطينيين”.

وأضاف أن “هذا ليس ثمنا، إنها مصلحة إسرائيلية”.

وندد الفلسطينيون بالاتفاقيتين المعلنتين مع إسرائيل، مشيرين إلى أنها تتعارض مع الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية.

وانتقد لابيد موقف الفلسطينيين معتبرا أنه لم يعد بإمكانهم “البقاء في أماكنهم وانتظار أن يعمل العالم العربي والمجتمع الدولي نيابة عنهم”. وقال “يجب أن يكونوا سباقين ويتوقفوا عن لعب دور الضحية”.

ويرى لابيد أن الفلسطينيين لن يحصلوا على كل مطالبهم لانه ذلك “غير واقعي”.

ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم المستقبلية على أساس حدود العام 1967، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها. كما يطالبون بعودة نحو 760 ألف فلسطيني هاجروا أو نزحوا من ديارهم منذ حرب العام 1948 التي مهدت لقيام دولة إسرائيل.

وبحسب الصحافي السابق “هذا غير مجد”. وقال “إنهم بحاجة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ونحن بحاجة للعودة إلى طاولة المفاوضات”.

– حل الدولتين –

توقفت المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في العام 2014. وقد رفض الفلسطينيون مبادرات الإدارة الأميركية لاستئنافها واتهموها بالانحياز لإسرائيل.

وفي أيار/مايو الماضي، أعلنت القيادة الفلسطينية وقف اتفاقيات التنسيق الأمني مع إسرائيل بسبب مخططها ضم مستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة غور الأردن الاستراتيجية.

وأبدت السلطة الفلسطينية في حزيران/يونيو الماضي، استعدادها لإحياء المفاوضات المباشرة وانفتاحها على إجراء تعديلات طفيفة على الحدود، في اقتراح مضاد لخطة السلام الأميركية المعلنة في كانون الثاني/يناير.

ويضيف الزعيم الوسطي لحزب “هناك مستقبل” (يش عتيد) “أقولها بصراحة، يجب أن نمضي قدما ونتباحث مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين (…) لكن هذه الحكومة ليس لديها نية للتفاوض”

ويتهم زعيم المعارضة حكومة نتانياهو بأنها “لا تنوي مناقشة أي شيء مع الفلسطينيين”، خاصة وأن كثير من الناخبين الإسرائيليين المؤيدين لنتانياهو يعارضون إقامة دولة فلسطينية.

وأشار لابيد إلى المأزق القانوني الذي يواجهه رئيس الوزراء الذي يحاكم بتهم فساد، معتبرا أن هذا سبب آخر لاستبعاد محادثات السلام مع الفلسطينيين من جدول أعماله.

ويستعرض زعيم المعارضة في مكتبه في مقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، صوره مع عدد من قادة العالم وبينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والمرشح الرئاسي الأميركي جو بايدن، في حين غابت صورة الرئيس دونالد ترامب.

وتولى لابيد سابقا حقيبة المالية تحت قيادة نتانياهو.

لكنه التزم المعارضة بعد انتخابات آذار/مارس العام الماضي، قبل أن ينشق حلفاؤه السابقون بيني غانتس وغابي أشكينازي وينضموا لحكومة نتانياهو.

ويشغل غانتس اليوم منصب رئيس الوزراء بالإنابة ويتولى حقيبة الدفاع، في حين أوكلت وزارة الخارجية لأشكينازي.

وحول دور الوزيرين في اتفاقيتي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، يرى لابيد أن الوزيرين “ليس لهما أي تأثير مطلقا” في الحكومة.

وقال زعيم المعارضة إن نتانياهو “وقع الصفقة مع الإمارات ولاحقا البحرين من دون أن يخبرهمل”.

ويضيف “ليس الأمر أنه لم يشاورهما فقط، لم يكونا حتى على دراية” بالأمر.

– فشل كامل –

في الوقت الذي تتجه أنظار العالم إلى مراسم توقيع الاتفاقين في واشنطن، وصف زعيم المعارضة حكومة نتانياهو الائتلافية التي تضم 36 وزيرا وأخفقت في إدارة أزمة كوفيد-19، بأنها “وحش بيروقراطي”.

وأشار لابيد إلى “الفشل الكامل” للحكومة في معالجة الأزمة الصحية هو “السبب الوحيد خلف اتخاذ هذا القرار”، معتبرا أن هذه الخطوة “عدائية للغاية ومدمرة للاقتصاد وليست مفيدة من حيث وقف انتشار الفيروس”.

وغادر نتانياهو اسرائيل متوجها إلى الولايات المتحدة مباشرة بعد إعلانه عن إغلاق شامل على مستوى البلاد لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.

ووفقا لتعداد فرانس برس، تحتل إسرائيل منذ أسبوعين المرتبة الثانية عالميا بعد البحرين في أعلى معدل للإصابات بالفيروس مقارنة بعدد السكان.

وتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين مؤخرا مطالبين نتانياهو بالاستقالة بسبب تهم الفساد الموجهة له، وبسبب ما يرون أنه فشل في إدارة الأزمة الصحية لفيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.

وأبدى لابيد دعمه للمتظاهرين الذي يتجمعون خارج مقر إقامة نتانياهو في القدس مساء كل سبت.

وعلى الرغم من تراجع شعبية نتانياهو، ما زال حزبه الليكود يتصدر استطلاعات الرأي، بينما يأتي حزب لابيد في المرتبة الثالثة بعد حزب “اليمين” (يمينا) المتشدد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية