مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زعيم حزب العمال اد ميليباند يتعهد بانهاء “عزلة” بريطانيا

زعيم المعارضة العمالية اد ميليباند يتحدث في لندن afp_tickers

هاجم زعيم المعارضة العمالية اد ميليباند بعنف الجمعة، وقبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية البريطانية، السياسة الخارجية “والرؤية الانعزالية والضيقة” بشأن اوروبا لرئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون.

وفي خطاب حول السياسة الخارجية قبل الانتخابات المرتقبة في السابع من ايار/مايو، اتهم زعيم حزب العمال خصمه بانه مسؤول عن “اكبر خسارة لنفوذ بلده منذ جيل”، مشيرا خصوصا الى غياب كاميرون عن مفاوضات السلام في اوكرانيا ومجازفته بالامن القومي عبر التعهد باجراء استفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.

واضاف كما ورد في فقرات من خطابه وزعها حزبه “حان وقت التخلص من الانعزالية وضيق الافق الذي اتسمت به الحكومة”، مؤكدا ان “مقاربة هذه الحكومة اضعفت بريطانيا في وقت تواجه فيه تحديات قد تكون الاكبر والاكثر تعقيدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.

ولم تشكل السياسة الخارجية جزءا اساسيا من الحملات الانتخابية الجارية باستثناء مسألة الهجرة غير الشرعية، وهو امر وجد فيه حزب العمال مؤشرا على “تزايد ضيق الافق في سياسات بريطانيا”.

ووصف ميليباند غياب كاميرون عن محادثات السلام حول الازمة الاوكرانية بين قادة فرنسا وبريطانيا وروسيا واوكرانيا بـ”الدليل الاوضح على عزلة بريطانيا وتراجع نفوذها”.

واثارت الانتقادات رد فعل من المحافظين خصوصا بسبب انتقاد ميليباند لـ”اخفاق” كاميرون في ادارة الازمة الليبية بعد سقوط معمر القذافي وكأنه يتهمه بالتسبب جزئيا في مأساة المهاجرين غير الشرعيين الذين يغرقون في البحر المتوسط.

وقالت وزيرة البيئة ليز تراس، التي دعت المرشح العمالي الى الاعتذار، للبي بي سي ان “قول اد ميليباند ان ديفيد كاميرون مسؤول مباشرة عن موت المهاجرين فضيحة وامر مشين”.

وقتل حوالى 1500 مهاجر غير شرعي العام الحالي في حوادث غرق في المتوسط بسبب المراكب المزدحمة التي تنطلق من دول شمال افريقيا، وخصوصا ليبيا التي تعمها الفوضى.

وفي خطابه، قال ميليباند “كان كاميرون مخطئا حين اعتقد ان من الممكن ترك المؤسسات الليبية لتنطلق وتتطور وحدها” بعد التدخل العسكري الغربي للاطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي. ولكن ميليباند لم يربط في كلمته مباشرة “الاخفاق” في ليبيا بازمة المهاجرين غير الشرعيين.

وكان جاء في بيان صحافي قبل الخطاب ان ميليباند “سيقول ان ازمة اللاجئين والحوادث المأساوية الاسبوع الحالي في المتوسط نتيجة مباشرة لفشل التخطيط في مرحلة ما بعد النزاع في ليبيا”.

ووصف كاميرون تلك التصريحات بـ”الضعيفة” فيما اتهم وزير الخارجية السابق المحافظ وليام هيغ زعيم المعارضة بـ”الانتهازي الذي يستغل مأساة انسانية لاغراض انتخابية لحزب العمال”.

وهي المرة الاولى التي يتم فيها الحديث عن السياسة الخارجية والوضع الدولي خلال حملة الانتخابات التشريعية التي ستجرى في السابع من ايار/مايو بينما تشير استطلاعات الرأي الى تعادل العمال والمحافظين.

وحول اوروبا التي تعد من اكثر المواضيع تأثيرا على آراء الناخبين، اتهم ميليباند كاميرون بالاستسلام امام الحزب الرافض للوحدة الاوروبية والمعادي للهجرة “يوكيب” (حزب استقلال المملكة المتحدة) والجناح المشكك في اوروبا في حزب المحافظين بوعده باجراء استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي بعد اصلاحه، في 2017.

وقال ميليباند ان كاميرون “قادنا الى حافة الخروج من الاتحاد الاوروبي لانه ابدى ضعفا كبيرا في السيطرة على حزبه وفي مواجهة صعود حزب يوكيب. الخروج من الاتحاد الاوروبي سيكون مضرا جدا للحياة اليومية لمواطنينا ومستقبل بلدنا ولن نعرض المصلحة الوطنية للخطر عبر التهديد بالمغادرة”.

واكد ميليباند، وهو وزير طاقة سابق، على اهمية التغير المناخي في سياسته الخارجية، داعيا الى هدف يتمثل بغياب كامل لانبعاثات الكربون.

ولا يتوقع ان ينال اي من حزب العمال او المحافظين الغالبية القصوى ما يعني انه سيكون عليهم الاعتماد على التحالفات مع الاحزاب الصغيرة لتشكيل الحكومة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية