مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ستيفن بادوك رجل شديد التوتر مدمن على لعب البوكر

صورة لستيفن بادوك منفذ مجزرة لاس فيغاس في الأول من تشرين الأول/أكتوبر في لاس فيغاس، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من دون ذكر تاريخها أو موقعها afp_tickers

كان منفذ مجزرة لاس فياس ستيفن بادوك رجلا يدمن لعب البوكر يعاني من توتر شديد يعالجه بالفاليوم، وفق ما كشفت وثائق تعود إلى العام 2013 نشرتها شبكة “سي إن إن” الاثنين.

وكشف التقرير تفاصيل جديدة عن خلفيات الرجل البالغ من العمر 64 عاما والذي قام في الأول من تشرين الأول/أكتوبر بقتل 58 شخصا وجرح 489 آخرين مرتكبا مجزرة لم يتمكن المحققون حتى الآن من فهم دوافعها.

في تشرين الأول/أكتوبر 2011 انزلق ستيفن بادوك وسقط في فندق وكازينو “كوسموبوليتان” في لاس فيغاس، وبعد عامين رفع دعوى على الكازينو وأدلى بإفادة من 97 صفحة لمحاميه سلمت إلى مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) وحصلت السي إن إن على نسخة منها.

قال بادوك في إفادته عام 2013 إنه كان في فترة من الوقت “أكبر لاعب بوكر إلكتروني في العالم”، بحسب السي إن إن التي حصلت على نسخة من الوثيقة.

وتصوره هذه الإفادة على أنه متقاعد ثري بخيل ومغرور، مدمن على لعب القمار ويتنقل بين مختلف الكازينوهات في الولايات المتحدة.

وقال لمحاميه “لم يكن هناك من يلعب بقدر ما كنت ألعب وللفترة المطولة ذاتها مثلي” موضحا أنه في العام 2006 كان يلعب “بمعدل 14 ساعة في اليوم، 365 يوما في السنة”.

ويضيف “كنت ألعب طوال الليل (…) وأنام في النهار” مؤكدا أنه لا يشرب الكحول أمام آلة البوكر لأنه “بهذا المستوى من المراهنات لا بد من البقاء متيقظين تماما”.

ويوضح المتقاعد الذي حقق ثروته في القطاع العقاري أنه كان يراهن “ما بين مئة دولار و1350 دولارا” في كل مرة، وحتى حدود مليون دولار في الليلة، وهو ليس بنظره مبلغا ماليا “طائلا”.

كان بادوك في تلك الفترة يقضي وقته ما بين كاليفورنيا ونيفادا وتكساس وفلوريدا ويسافر أحيانا “بحدود ثلاثة أسابيع في الشهر”، وكان يقيم في الكازينوهات التي كانت تقدم له غرفة “95 بالمئة من الأحيان” بصفته من كبار اللاعبين.

وكان يقامر مرتديا سروالا رياضيا ومنتعلا خفين، كما كان يحضر معه مشروبه لتفادي توزيع الكثير من الإكراميات على النادلات.

بدأت رحلاته إلى لاس فيغاس تتباعد اعتبارا من 2007. فمع أزمة الرهون العقارية التي انعكست على الأوضاع في عاصمة القمار في الولايات المتحدة، باتت الكازينوهات “تحد من تقديماتها بصورة متزايدة، ولم يعد من المجدي القدوم إليها بالوتيرة ذاتها”.

وكشف لمحاميه عن بعض تفاصيل سيرة حياته، فهو نشأ في كاليفورنيا وانتسب إلى مدرسة حي “سان فالي” في لوس أنجليس، وعمل لفترة في دائرة الضرائب قبل أن يستثمر في القطاع العقاري.

ولم يتطرق في إفادته إلى موضوع السلاح، مكتفيا بالتأكيد على أنه يملك رخصة لحمل السلاح في تكساس لا يود الكشف عنها.

وقالت شبكة “سي إن إن” إن المحكمة ردت شكوى بادوك ضد كازينو كوسموبوليتان.

وفي الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2017، فتح ستيفن بادوك النار على حشود كانت تحضر مهرجانا لموسيقى الكانتري في لاس فيغاس مرتكبا أكبر مجزرة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

وبحسب آخر معلومات كشفها رئيس شرطة لاس فيغاس جوزف لومباردو الاثنين للصحافيين، فإن عنصر الأمن الذي أصيب حين أطلق بادوك النار عليه من خلال باب غرفته في فندق “ماندالاي باي” أصيب في الواقع في تمام الساعة 21,59، أي قبل ست دقائق من قيام بادوك بإطلاق النار على الحشود.

وهذا ما يثير تساؤلات حول ما منع الشرطة من رصد بادوك في وقت أبكر، وما الذي جعله يضع حدا لهجومه.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية