مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ست دول في مجموعة السبع تقرر التزام قضية المناخ من دون واشنطن

وزير البيئة الاميركي سكوت برويت خلال مشاركته في قمة مجموعة السبع حول البيئة في بولونيا بايطاليا في 11 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

أعادت الولايات المتحدة الاثنين التأكيد على موقفها الأحادي حيال مسألة المناخ عبر رفضها الانضمام إلى إعلان وقعته باقي الدول الشريكة في مجموعة السبع يشدد على أن “لا عودة” عن اتفاق باريس المتعلق بالانبعاثات الكربونية.

ووقع وزراء بيئة مجموعة الدول السبع، باستثناء الولايات المتحدة، اتفاقا مشتركا أعادوا التأكيد من خلاله على التزامهم بتطبيق اتفاق باريس لحماية المناخ عبر الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ونأى سكوت برويت، مدير وكالة حماية البيئة، بنفسه عن هذا الجزء من نص البيان، تماشيا مع قرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس، والذي أثار موجة من الانتقادات حول العالم لواشنطن.

وفي بيان صدر الاثنين، قال برويت “نعاود الحوار (مع دول مجموعة السبع) لنقول بأن (اتفاق) باريس ليس الطريقة الوحيدة لتحقيق تقدم في مجال المناخ”.

ولكن رأيه يعد مخالفا لآراء شركاء واشنطن الستة في المجموعة وأعضاء الاتحاد الاوروبي، الذين يصرون على ضرورة تطبيق اتفاق باريس بشكل كامل.

من ناحيتها، أشادت المدير التنفيذية لمنظمة “غرين بيس” الدولية المدافعة عن البيئة، جينفر مورغان، بـ”قيادة مجموعة الدول الست”، داعية فرنسا وألمانيا واليابان وايطاليا وبريطانيا وكندا إلى العمل على تحقيق طموحاتهم في هذا الصدد بمناسبة قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في ألمانيا في تموز/يوليو.

ومن ناحيته، أكد وزير البيئة الفرنسي نيكولا أولو أن القرار الأميركي، وإن تسبب بمشكلات خاصة في ما يتعلق بالتمويل الذي وعدت به الدول الأكثر تأثرا بالاحتباس الحراري ليس كارثيا.

وأوضح أن “التحول إلى اقتصادات تعتمد على ثاني اكسيد الكربون بشكل قليل يسير إلى الأمام” و”لا يمكن العودة” عنه، حتى في الولايات المتحدة.

وأضاف في تصريحات للصحافيين أدلى بها الاثنين أن الصين فهمت ذلك عبر استثمارها بشكل كبير بالطاقة المتجددة وأن فرنسا تبذل جهودا لـ”تسريع” الحرب ضد الاحتباس الحراري.

– “المضي قدما مهما حصل” –

والأحد، قال إريك سولهايم مدير برنامج البيئة التابع للامم المتحدة ان محادثات الاحد شددت على “العزم المطلق” للدول الست الاخرى الاعضاء في مجموعة السبع من أجل المضي قدما “مهما حصل في البيت الابيض”.

وتابع سولهايم “القطاع الخاص وكبرى الشركات بما فيها في الولايات المتحدة، تقول انها تدعم التحرك (في هذا المجال). هناك عدد ملحوظ من الوظائف الجديدة في الاقتصاد الاخضر والمتجدد والعديد من الارباح التي يمكن أن نجنيها أكثر بكثير من الوقود الاحفوري”.

واثارت مسألة المناخ في أواخر أيار/مايو الماضي، انقساما للمرة الاولى في وحدة دول مجموعة السبع عندما قرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال قمة المجموعة في تاورمينا (ايطاليا) اتخاذ موقف مغاير.

ومثل الولايات المتحدة في اجتماع بولونيا برويت الذي امتنع عن الادلاء بأي تصريح علني. وكان برويت المعارض الشديد على الصعيد المحلي للعديد من المبادرات من أجل حماية البيئة، من أبرز مؤيدي خروج الولايات المتحدة من إتفاق باريس حول المناخ.

في المقابل، يعتبر وزير البيئة الفرنسي مدافعا منذ زمن عن قضايا البيئة ولكنه اضطر للبقاء في فرنسا الاحد بسبب الانتخابات التشريعية ولذلك لم يلتق برويت.

وبما أن الدفاع عن البيئة يمكن ان يتجاوز دور الحكومات، تعهدت وزيرة البيئة الكندية كاثرين ماكينا الاحد “العمل مع كل الجهات الفاعلة،” خصوصا غير الحكومية منها التي ترغب في ذلك، في إشارة الى المدن والولايات الاميركية المعارضة لقرار ترامب.

في هذا الصدد، اعلنت المانيا وولاية كاليفورنيا السبت الاتفاق على العمل معا للحفاظ على اهداف خفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري.

وخلال الاسبوع الماضي بكامله، شهدت بولونيا مبادرات من المجتمع المدني شددت على الدفاع عن المناخ والنمو المستدام والمحيطات.

وبعد ظهر الاحد، تظاهر نحو ألف طالب بهدوء في وسط المدينة الايطالية تحت أنظار مئات من عناصر الشرطة رافعين لافتات مطالبة بالالتزام بالدفاع عن البيئة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية