مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سكان احد معاقل انصار بريكست يريدون مغادرة الاتحاد الاوروبي مهما كان الثمن

سكان يعبرون الطريق في بلدة تيلبوري شرقي لندن في 26 آب/اغسطس 2017. afp_tickers

في مدينة تيلبوري الساحلية على بعد 35 كلم شرقي لندن، لايزال التأييد لخروج من الاتحاد الاوروبي صلبا مع امل انجازه بلا تردد.

وقال المتقاعد ديفيد كونينغهام (65 عاما) الذي لا يخفي نفاذ صبره “آمل ان يخرجونا تماما (من الاتحاد الاوروبي) لاننا صوتنا لذلك”.

واضاف لوكالة فرانس برس “لنفعل ذلك. فكلما تأخرنا كلما زادت صعوبة قطع الروابط”.

ومع بدء بروكسل ولندن جولة مفاوضات جديدة هذا الاسبوع، يؤكد هذا العامل السابق في صناعة السيارات انه يريد “بريطانيا عظمى مستقلة كما في العهد الذي كنا نتاجر فيه مع الجميع”. واضاف “احب القارة (الاوروبية) لكن السوق المشتركة ليست مجدية. وبما ان الامور لا تسير جيدا، لنغادر”.

وتعرف تيلبوري الواقعة عند مصب التاميز، بارصفتها وقلعتها التي تعود الى القرن 17 والتي كانت تحمي العاصمة من اي هجوم بحري. والبلدة التي يبلغ عدد سكانها 12 الف نسمة تعد احد اهم موانىء الحاويات في المملكة المتحدة.

وفي استفتاء 23 حزيران/يونيو 2016 حلت دائرة ثوروك المحلية فيها رابعة (على 382 دائرة) في نسبة مؤيدي خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي مع 72,3 بالمئة ايدوا بريكست.

– الكومنولث بدلا من الاتحاد –

قال ديريك هاورد وهو نجار متقاعد في السابعة والسبعين من العمر، بينما كان يرتشف كأس شاي “كان من الافضل لو بقينا ضمن الكومنولث”.

واضاف ان المدينة “تعبت قليلا” مع “الكثير من البطالة”، مؤكدا ان السكان المحليين يريدون ان تصرف الاموال التي تنفق في بروكسل على الخدمات الاجتماعية والصحة للبريطانيين.

واعتبر التفاوض على فاتورة خروج نهائية من مليارات الجنيهات “سخيفا” لكن قال بتصميم “اذا كان هذا هو الثمن الواجب دفعه، علينا الخروج بطريقة او اخرى”.

وفي حين تفاوض لندن لابرام اتفاقات انتقالية تمتد لعدة سنوات بعد الخروج المقرر من الاتحاد الاوروبي في آذار/مارس 2019، فان استطلاعا لمعهد “يوغوف” هذا الشهر اظهر ان تصميم الناخبين المؤيدين على خروج المملكة من الاتحاد لم يفتر.

واظهر الاستطلاع ان 61 بالمئة منهم يرون ان “الاضرار المهمة التي ستلحق بالاقتصاد البريطاني تشكل ثمنا يستحق الدفع” للتحرر من الاتحاد الاوروبي.

وكان 39 بالمئة من 2043 شخصا تم استجوابهم الشهر الماضي يرون الرأي ذاته بشأن وضعهم الخاص او امكانية ان يفقد احد افراد اسرهم وظيفته.

وقرب نصب يخلد ضحايا الحرب في المدينة يرى دارين (42 عاما) ان الهجرة مثلت العامل الاساسي في التصويت للخروج من الاتحاد.

– بريكست “افضل خيار” –

يؤكد هذا العاطل الذي رفض كشف اسم عائلته “انهم يقومون بوظائفنا. هناك الكثير من فرص العمل هنا. اذا رحل الكثير من هؤلاء الناس، فسيكون الوضع افضل بالنسبة الينا”. ويضيف “اعتقد انه يجب ان يرحلوا. لم يعد البلد بريطانيا البتة” بوجودهم.

وهو يرى ان الخروج من الاتحاد الاوروبي “هو افضل خيار”.

وكانت ارصفة ميناء تيلبوري شهدت وصول اول المهاجرين من الكاريبي في 1948 على متن “ام في امباير ويندروش”.

ورأت جاكي فاليتين (69 عاما) الموظفة السابقة في خدمة الصحة العامة (ان اتش اي) ان “سيكون هناك اثر سلبي على الكثير من الامور”، وذلك رغم انها صوتت لفائدة بريكست لاظهار رفضها “لسياسيي بروكسل الذين يملون علينا ما يجب ان نفعل”.

وتضيف باسف “الممرضات الاوروبيات اللواتي كان يمكن ان يعملن هنا لم يعدن يقدمن طلبات عمل (..) والناس الجيدون الذين كان يمكن ان نستقبلهم في هذا البلد لم يعودوا يأتون” لكن “مع ذلك لن تتوقف الحياة” هنا.

ويقول توني تشيرش (65 عاما) الذي كان يمارس هواية الصيد بهدوء عند مصب النهر “صوت للخروج. فانا ضد ان يحدد اشخاص غير منتخبين ما علي فعله”. ويضيف “لدي انطباع انهم مستعدون بشكل افضل منا للتفاوض. ونبدو وكاننا نجر اقدامنا”.

وتابع “ما آمله فقط هو الا نذعن ونتخلى عن الكثير من الامور”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية