مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سكان لندن يحاولون معاودة حياتهم رغم صدمة الاعتداء

مارة يعبرون جسر لندن، وفي الخلفية ناطحة السحاب شارد في لندن في 5 حزيران/يونيو 2017. afp_tickers

عاد سكان لندن الاثنين الى اعمالهم بتصميم وتحد بعد اعتداء نهاية الاسبوع الذي اوقع سبعة قتلى، لكن بعضهم تحدث في مكان وقوع الماساة عن مخاوفهم.

ولا يزال اعتداء السبت الوحشي يسيطر بقوة على المارة على جسر لندن بريدج والذين يحاولون تجاوز طوق للشرطة في اتجاه بورو ماركت، حيث جرح عشرات آخرون في الهجوم.

تشير شارة مرور تكاد تهوي في الجزء الجنوبي للجسر، إلى المكان الذي ارتطمت به الشاحنة بعد دهس المارة قبل أن ينزل ركابها ويهاجموا الموجودين بالسكاكين.

قالت جيسيكا بوني التي لم تتمكن من الذهاب إلى عملها بسبب طوق الشرطة “أنه أمر مرعب”.

وأضافت لوكالة فرانس برس “المكان عادة ما يكون مزدحما. الناس يعبرون الجسر في طريقهم للعمل. لا يزالون يحاولون الذهاب للعمل، لكل الأجواء مختلفة تماما هذا الصباح”.

وتابعت “هذا ليس شعورا جيدا”.

واوردت جريس ماكجيليك، التي تعمل في الموارد البشرية، إن الهجوم كان “مخيفا للغاية”.

وتابعت “الآن لا يوجد سبب للرعب. يجب أن نتحدى” الارهاب.

وتأكيدا لهذا الشعور بالتحدي والتصميم، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة رجل يمسك بزجاجة بيرة اثناء اجلائه من موقع الحادث.

وعبر أرجاء المدينة، أظهر آخرون الشعور نفسه.

وقال اوليفير سايرس، 27 عاما، “لست خائفا. لن يتمكنوا من تغيير حياتنا”.

وقال المحامي اليستير، 27 عاما، “انه العمل كالعادة”.

لكن الطالبة الإيطالية ماريا كريت اعتبرت إن “الأمر مرعب. ساتفادى الذهاب لهذه المنطقة اذا كان ذلك ممكنا”.

– أجواء “غريبة للغاية” –

في صباح يوم عمل، عادة ما يضيق الجسر بعمال قادمين من محطة قطارات لندن، على الضفة الجنوبية لنهر تايمز، باتجاه مدينة لندن على الضفة الشمالية.

ويعد بورو ماركت، في الجهة الجنوبية من الجسر، سوقا معروفا عالميا للأطعمة ومنطقة تعج بالحياة الليلية قرب ناطحة السحب شارد، أطول بناية في بريطانيا وأحد أشهر المعالم في لندن.

وعلى بعد خمس دقائق سيرا تقع ضفة النهر التي يستخدمها السياح لالتقاط الصور الشهيرة للجسر وبرج لندن.

وقال شارلي دوي الذي يملك كشكا لبيع الصحف في الجهة الجنوبية للجسر إن الأجواء كانت “غريبة للغاية” مع عودة الناس لأعمالهم.

وأضاف “اليوم لا يوجد أحد، جاءني زبون واحد فقط. سأغلق مبكرا اذا استمر الوضع كذلك. عادة هناك كثير من الناس هنا، يتسامرون ويشترون السجائر”.

وتابع “لقد كنت خائفا لكن الآن هناك كثير من الشرطة، الأمن والأمان. أشعر بالارتياح بشكل أكبر”.

وزار رئيس بلدية لندن صادق خان ترافقه قائدة الشرطة كريسيدا ديك المكان، حيث اصطف المارة حول طوق الشرطة للاستماع اليهما.

وقالت ديك “لندن عادت للعمل. الناس يمارسون حياتهم، نعرف ان المجتمعات هي التي تهزم الارهاب”.

ووسط جدل حول تقليص عدد رجال الشرطة، هتف شخص مقاطعا “مزيد من الشرطة! مزيد من الشرطة”.

– “يجب ان نكون حريصين” –

ومع إغلاق الجسر أمام حركة المرور، كان بإمكان المشاة وركاب الدراجات الهوائية عبوره في طريقهم الى مقاصدهم. وترك بعض المارة باقات من الزهور في الجهة الشمالية للجسر.

لم يتمكن يليام نارفيز، من مدينة كالي في كولومبيا، والذي يعمل في شركة لتدوير النفايات قرب سوق بورو من الذهاب لعمله بسبب حاجز الشرطة.

وقال نارفيز البالغ من العمر 55 عاما والذي يعيش في لندن منذ 30 عاما “نحن في صدمة. نحن في زمن الفوضى. في حالة من القلق. يجب أن نكون حريصين جدا لأننا لا نعرف متى يمكن أن يحدث ذلك مجددا”.

وتابع “الوضع صعب ليس فقط للسكان هنا لكن أيضا للسياح. هذا مكان مزدحم للغاية، أنه مكان لا بد من رؤيته للتعرف على المدينة”.

واوضح نارفيز إنه شهد عنفا في مدينته كالي على خلفية الجرائم المرتبطة بالمخدرات، لكنه “ليس على الإطلاق” كما حدث في لندن.

وقال ايضا “هؤلاء الأشخاص أكثر تطرفا، إلى حد انهم يهاجمون أي شخص في الشارع بالسيارات والسكاكين”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية