مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سلطات مطلقة للشرطة في كراتشي تصل الى حد القتل

اسرة الباكستاني سهيل احمد احد اعضاء الحركة القومة المتحدة والذي عثر عليه جثة هامدة في كراتشي، خلال مقابلة مع فرانس برس في 26 شباط/فبراير 2015 afp_tickers

كان سهيل احمد يخرج من احد مساجد كراتشي عندما دفعته مجموعة من الرجال الى داخل سيارة. وعثر عليه بعد شهر ميتا في احد ملاعب كرة القدم وتصر اسرته على ان الشرطة اعدمته دون محاكمة.

وكان احمد احد عناصر الحركة القومية المتحدة البالغة النفوذ في كراتشي. وفي هذه المدينة الشاسعة تتواجه الاحزاب من خلال عصابات للسيطرة على احياء او للقيام بعمليات تهريب.

وبعد اختفاء سهيل في كانون الاول/ديسمبر، لم تتلق اسرته اي طلب لدفع فدية وبدات الشبهات تحوم حول الشرطة التي تقوم منذ ايلول/سبتمبر 2013 بعملية واسعة في المدينة التي شهدت في 2013 اكثر من الفي جريمة قتل.

ويشتبه بان الشرطة تقوم بعمليات اعدام دون محاكمة لفرض النظام في المدينة متذرعة بتفادي وقوع مواجهات مسلحة لتمنح نفسها “الحق بالقتل” بشكل شبه مطلق.

وتساءلت حميراء شقيقة سهيل “الا يعد خطف الناس لتعذيبهم وقتلهم من الارهاب؟”. واتهمت اجهزة الامن الباكستانية بقتل شقيقها الذي كان ينتمي الى حزب على خلاف مع قوات الامن.

واذا كانت العملية التي اطلقت في كراتشي اتاحت بحسب الشرطة خفض نسبة الجرائم ب23% في اكبر مدن باكستان، الا انها اتخذت منحى غير متوقع في اواسط اذار/مارس عندما قام عناصر من القوات شبه العسكرية بتفتيش مقر الحركة القومية المتحدة ليعثروا على كمية من الاسلحة بالاضافة الى شخص متهم بارتكاب جريمة قتل.

وقال حيدر عباس رضوي احد مسؤولي الحركة القومية المتحدة التي يتخذ زعيمها الطاف حسين مقرا له في لندن لوكالة فرانس برس ان 36 شخصا من الحركة “اعدموا من دون محاكمة” وان “12 اخرين هم في عداد المفقودين” غالبيتهم خطفوا او اوقفوا بايدي اشخاص في زي مدني”.

وتنفي الشرطة في كراتشي اي تورط في عمليات القتل او الاختفاء الغامض وتصر على التباهي بنجاح عمليتها.

وصرح غلام حيدر جمالي رئيس شرطة ولاية السند، كبرى مدنها كراتشي، ان “كراتشي كانت تواجه مشاكل ضخمة… وحتم علينا الوضع ان نرد بشكل قوي على المجرمين والمتمردين. ولقد نجحنا في السيطرة على الوضع والحد من نسبة الجرائم”.

وتؤكد الشرطة انها قتلت اكثر من 850 مجرما منذ تموز/يوليو في مواجهات مع عصابات او متمردين. واعلنت مقتل اعضاء من تنظيم القاعدة او من حركة طالبان باكستان في “اشتباك مسلح” لكن دون ان يكون من الممكن تحديد من قتل فعلا او السبب او الملابسات.

ورغم هذا الغموض، فان السكان يقولون انهم يشعرون بامان اكبر. وقال حجي عبد الله شاه بخاري امام حي زهراب غوث الخاضع لسيطرة طالبان “لم يكن من الممكن الخروج ليلا هنا لان العودة الى البيت حيا لم تكن مضمونة. اليوم نشعر بامان اكثر”.

الا ان متابعي الوضع عن كثب في كراتشي يشتبهون بان الشرطة تخفي حقيقة عملياتها.

وفي مستشفى جناح في كراتشي اشار طبيب رفض الكشف عن هويته الى ان ضحايا “المواجهات الكاذبة” عليهم علامات فاضحة يتم اخفاؤها في التقارير الرسمية . واضاف “غالبية الضحايا اصيبت بالرصاص لكن في كثير من الاحيان ليس نتيجة معارك. والسؤال هو التالي:+اذا قتل عشرة اشخاص لماذا لا يحمل اي شرطي اثار اطلاق نار او جروح+؟”.

وافاد طبيب اخر ان الضحايا غالبا ما يتم اطلاق النار عليها عن قرب، الا ان وضع قطعة من اطار السيارة بين البندقية والضحية يحد من اثار اطلاق النار على الجثة ويوحي بان الرصاص اطلق عن بعد خلال مواجهة ما.

وفي حي لياري الذي شهد مواجهات عنيفة بين عصابات على خلفية تنافس بين الاحزاب، بات الانضمام الى احدى العصابات امرا عاديا . ولا تجد سكينة شريف (60 عاما) اي حرج في الاقرار بان نجلها البكر رشيد الذي عثر عليه ميتا قبل عامين كان منضويا في عصابة محلية.

وكان رشيد عائدا الى المنزل مع ابنته عندما اوقفه عناصر شبه عسكريون في الشارع “امام عدة شهود” بحسب سكينة. واضافت “لقد اصطحبوه الى حي مجاور واطلقوا عليه ثلاث رصاصات: في العنق والصدر والبطن”.

وتابعت ان التقرير الرسمي افاد ان رشيد قتل “في مواجهة مسلحة”. وفي العام التالي، فقد اثر نجلها الثاني ارشاد الذي لم يكن على اي اتصال مع عصابات على حد قولها قبل ان يعثر عليه ميتا الى جانب صديق له على جانب الطريق.

ومضت سكينة تقول “لا اريد الانتقام بل العدالة. اربد ان اعلم ما حل بابني وصديقه. الله سينتقم. انا بحاجة لان اعرف من خطف ابني”، رغم انها قد لا تحصل على الرد ابدا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية