مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سيول ترصد مؤشرات في كوريا الشمالية إلى استعدادات لإطلاق صاروخ جديد

جنود كوريون جنوبيون على متن آلية عسكرية في منطقة هواشيون الحدودية. afp_tickers

أعلنت سيول الاثنين انها رصدت مؤشرات تفيد بان كوريا الشمالية تعد لعملية اطلاق صاروخ بالستي جديد فيما عززت دفاعاتها غداة قيام بيونغ يانغ باكبر تجربة نووية واعلانها انها قنبلة هيدروجينية.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان سيول وواشنطن ستنشران المزيد من الدفاعات المضادة للصواريخ التي سبق ان اثارت استياء بكين.

ويأتي ذلك بعدما قامت سيول صباحا باطلاق صواريخ بالستية في اطار التدريبات لمحاكاة هجوم على موقع تجربة نووية لكوريا الشمالية.

وكشفت صور صواريخ بالستية قصيرة المدى من نوع “هيونمو” تطلق في السماء من موقع على الساحل الشرقي للبلاد. كما نشرت السلطات تسجيل فيديو تظهر فيه طائرات “اف-15كي” كورية جنوبية تطلق صوارخ جو ارض.

وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الاثنين ان مؤشرات تفيد بأن كوريا الشمالية “تعد لعملية إطلاق صاروخ بالستي جديد، ترصد بشكل متواصل منذ تجربة الأحد” في إشارة إلى التجربة النووية السادسة التي أجرتها بيونغ يانغ.

ولم تورد الوزارة أي تفاصيل حول التوقيت المحتمل لمثل هذه العملية.

من جهة أخرى أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع خلال اجتماع طارئ في البرلمان أن التجربة النووية السادسة بلغت قوتها 50 كيلوطن.

وأثارت كوريا الشمالية الأحد موجة استياء في العالم بإجرائها أقوى تجربة نووية قامت بها حتى الآن، وأكدت بيونغ يانغ أنها اختبرت “بنجاح تام” قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيد المدى.

وكانت الولايات المتحدة حذرت كوريا الشمالية من انها لن تتوانى عن شن “هجوم عسكري واسع” في مواجهة اي تهديد من كوريا الشمالية، فيما يعقد مجلس الامن الدولي الاثنين اجتماعا للبحث في الرد على هذه التجربة.

– اتهامات بالسعي الى “التهدئة”-

دعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب مستشاريه لشؤون الامن القومي الى اجتماع طارىء واجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة الياباني شينزو آبي للمرة الثانية خلال اسبوع. لكنه لم يتحدث الى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان واتهم سيول بالسعي الى “التهدئة”.

ومون الذي يدعو الى حوار لحمل بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات مجددا، دعا الى فرض عقوبات دولية جديدة على كوريا الشمالية من “اجل عزلها بالكامل”.

كما هدد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية قاسية تشمل “وقف كل التبادل التجاري مع اي دولة تتعامل مع كوريا الشمالية”.

وكان الخبراء الاميركيون رصدوا زلزالا شدته 6,3 درجات بالقرب من الموقع الرئيسي للتجارب في كوريا الشمالية، شعر سكان عدد من المناطق في روسيا والصين به. وقد تلته هزة ارضية على ما يبدو نجمت عن انهيار صخرة.

واكدت بيونغ يانغ التي اجرت في تموز/يوليو تجربتي اطلاق صواريخ بالستية تضع على ما يبدو اجزاء كبيرة من الاراضي الاميركية في مرماها، ان تجربتها النووية السادسة “شكلت نجاحا تاما”.

وقبل ذلك بساعات، نشرت بيونغ يانغ صورا للزعيم الكوري الشمالي وهو يعاين ما وصف بانه قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الجديد الذي يمتلكه النظام الكوري الشمالي.

واثارت التجربة موجة تنديد دولية عارمة حيث اعتبرها الامين العام للامم المتحدة “مزعزعة للاستقرار”.

وخلال قمة في الصين، دانت الدول الخمس الاعضاء في تكتل بريكس “بشدة” التجربة النووية.

وقالت روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا في بيان مشترك خلال قمتها السنوية “ندين بشدة التجربة النووية التي اجرتها جمهورية كوريا الديموقراطية”.

– احتجاج صيني –

اعلنت الصين انها قدمت احتجاجا رسميا لدى كوريا الشمالية بعد التجربة النووية.

وقال المتحدث باسم الخارجية غينغ شوانغ للصحافيين خلال مؤتمر صحافي ان “الصين قدمت احتجاجا لدى الشخص المكلف شؤون سفارة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية في الصين” في اشارة الى كوريا الشمالية.

وأضاف ان “الصين تعارض قيام جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية بتجربة نووية ونحن ملتزمون بنزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة. هذا الموقف معروف كما ان جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية تعلم هذا الامر تماما”.

وبحسب وكالة الانباء الكورية الجنوبية “يونهاب” فان اجهزة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية قالت انه الانفجار الخامس الذي تجريه كوريا الشمالية في نفس النفق الذي يحمل الرقم 2 في موقع التجارب بونغي-ري مرجحا ان يكون انهار.

لكنها اشارت الى ان الشمال انجز بناء نفق ثالث لكي يتكمن من اجراء تجربة اخرى في اي وقت يختاره متحدثة عن العمل على بناء نفق رابع ايضا.

ومع تزايد الادانات والتحذيرات الدولية، يرى خبراء أن أي عمل عسكري ضد نظام كيم جونغ أون محفوف بالمخاطر، لأنه قد يُشعل صراعا إقليميا. في المقابل، لم يأت فرض العقوبات بنتائج فعالة حتى الآن.

وفي هذا الاطار، دعت صحيفة كورية جنوبية سيول الاثنين الى حيازة قنبلة نووية. وكتبت صحيفة “دونغا ايلبو” في افتتاحية “بينما يتم التلويح باسلحة نووية فوق رؤوسنا، لم يعد بامكاننا الاعتماد على المظلة النووية والردع الاميركي”.

وكان الجيش الاميركي قام بتخزين اسلحة نووية في كوريا الجنوبية بعد الحرب الكورية (1950-1953). لكنه سحب هذه الاسلحة في 1991 بعدما اكد الشمال والجنوب معا عزمهما على العمل من اجل جعل شبه الجزيرة منطقة خالية من السلاح النووي.

وقالت الصحيفة ان هذا الاتفاق اصبح قديما. وكتبت “ليس هناك اي سبب للتمسك بهذا الاعلان بما اننا في مرحلة +اخلاء كوريا الجنوبية من السلاح النووي+ وليس +اخلاء شبه الجزيرة الكورية+”.

وتابعت انه على الحكومة الكورية الجنوبية الا تتردد في السماح بعودة الاسلحة النووية التكتيكية الاميركية والبدء في تطوير اسلحتها الخاصة”.

واشار خبراء الى ان اي ضعف في العلاقات بين سيول وواشنطن او شكوك كورية جنوبية في هذه العلاقة — يمكن ان تثيرها تصريحات ترامب — ق تدفع الجنوب الى التفكير في امتلاك سلاح ذري.

وكتب الخبير في جامعة جورجتاو كولن كال في تغريدة ان “تقويض التضامن في هذه المرحلة داخل التحالف سيكون امرا غبيا وخطيرا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية