مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سيول تقترح على كوريا الشمالية استئناف الحوار

صورة التقطت في 11 تموز/يوليو 2017 لحفارة في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين afp_tickers

اقترحت كوريا الجنوبية الإثنين عقد محادثات مع كوريا الشمالية بهدف تخفيف التوترات في شبه الجزيرة، بعد التجربة الناجحة لاطلاق بيونغ يانغ صاروخا بالستيا عابرا للقارات.

عرض الحوار هذا هو الأول من نوعه منذ وصول الرئيس مون جاي إن الى الحكم في أيار/مايو، الذي يعتبر أكثر انفتاحا للمفاوضات من سلفه.

واقترح الصليب الأحمر من جهته تنظيم لقاء في محاولة للم شمل العائلات الكورية المشتتة منذ الحرب (1950-1953).

وعرضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية مقابلة الجمعة مع بانمونجوم “قرية الهدنة”، على الحدود بين الكوريتين. وطلب الصليب الأحمر أن يتم لقاء العائلات في المكان نفسه في أول آب/أغسطس.

واللقاء الذي اقترحته الوزارة هو اللقاء الرسمي الأول بين الكوريتين منذ كانون الأول/ديسمبر 2015. فقد رفضت رئيسة كوريا الجنوبية السابقة باك غوين هي الى استئناف المحادثات طالما لم تتخذ بيونغ يانغ اجراءات ملموسة في مجال نزع السلاح النووي.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان “أننا نقترح عقد لقاء يهدف الى وضع حدّ للأنشطة المعادية التي تؤجج التوتر العسكري على طول الحدود البرية”.

أما الصليب الأحمر فأعرب من جهته عن أمله في “ردّ إيجابي” من الشمال بهدف عقد اجتماع للعائلات في أوائل تشرين الأوّل/أكتوبر.

وفرقت الحرب التي ادت الى تقسيم الجزيرة الكورية ملايين الأشخاص.

– تنفيس بعض من التوتر-

غالبة هؤلاء الاشخاص ماتوا قبل ان يتسنى لهم رؤية عائلاتهم. وانتهى النزاع بهدنة بدلا من معاهدة سلام والكوريتان لا تزالان عمليا في حالة حرب، فالإتصالات والرسائل والمكالمات الهاتفية ممنوعة بين جانبي الحدود.

وبدأت لقاءات العائلات فعليا بعد قمة تاريخية بين الكوريتين عام 2000. في البداية، كان يعقد اجتماع سنوي لكن التوترات التي تشهدها في شبه الجزيرة بشكل منتظم حالت دون الإستمرار في هذه الوتيرة. وقد ألغت كوريا الشمالية لقاءات عديدة بين العائلات في اللحظة الأخيرة.

وصرّح وزير التوحيد في كوريا الجنوبية تشوي ميونغ جيون الى الصحافيين أنه “يجب أن تردّ كوريا الشمالية على اقتراحاتنا الصادقة اذا كانت تريد فعلا السلام على شبه الجزيرة الكورية”.

وأكد أن سيول “لا تسعى الى انهيار كوريا الشمالية أو توحيد الكوريتين من خلال ضمّ الشمال اليها”، وحثّ بيونغ يانغ الى استعادة قنوات التواصل بين الكوريتين.

ووعد الرئيس مون جاي عند انتخابه بمدّ اليد الى كوريا الشمالية، لكن هذه الاستراتيجية سقطت مع تسارع وتيرة برامج بيونغ ياتغ النووية والبالستية.

ونفذت كوريا الشمالية تجربة صاروخية ناجحة عندما اطلقت في 4 تموز/يوليو صاروخا بالستيا عابرا للقارات، بعد ان اجرت منذ 2006 خمس تجارب من بينها اثنين في أوائل عام 2016.

وأدت هذه التجربة، التي تقرّب بيونغ يانغ من هدفها وهو تهديد الولايات المتحدة بالسلاح النووي، إلى إصدار ادانات شديدة اللهجة حول العالم ودفعت البيت الأبيض الى بذل مزيد من الجهد لتشديد العقوبات الدولية.

ورحّبت وزارة الخارجية الصينية الإثنين بمبادرة كوريا الجنوبية آملة “تقدم الفريقين الى نحو ايجابي للخروج من الجمود واستعادة الحوار والمفاوضات”.

ورأى الخبير في معهد “سيجونغ” للأبحاث تشيونغ سيونغ تشانغ أن الإجتماعات المقترحة اذا حصلت ستشكل “مناسبة نادرة لتخفيف حدة التوتر المتصاعدة منذ عشر سنوات”.

وأضاف أنها “ستساعد على الأقل في تنفيس بعض من التوتر في الأزمة الحالية، ولو لم تنوِ كوريا الشمالية على التخلي عن برامجها العسكرية”.

وقال ان الفريقين سيتمكنان في هذه اللقاءات من التفاوض خصوصا في البدء، حول عمليات الترويج التي تحصل على كلي الجانبين من الحدود.”

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية