مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شينزو آبي نحو الفوز بـ”الغالبية العظمى” في انتخابات اليابان

يبدو أن مقامرة رئيس الوزراء عبر دعوته لاجراء انتخابات مبكرة تؤتي ثمارها حيث يقترب من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات afp_tickers

يقترب رئيس الوزراء الياباني المحافظ شينزو آبي الأحد نحو تحقيق فوز ساحق في الانتخابات التشريعية المبكرة حيث تعهد مباشرة “التعامل بحزم” مع تهديدات كوريا الشمالية التي هيمنت على أجواء الحملة.

ويتوقع أن يفوز التحالف المحافظ الذي يتزعمه آبي بأكثر من 310 مقاعد من أصل 465 في البرلمان، بحسب تقديرات قناة “ان اتش كاي” التلفزيونية الرسمية، ما يكسب رئيس الوزراء “الغالبية العظمى” المتمثلة بثلثي المقاعد.

وسيسمح ذلك لآبي اقتراح تعديلات على الدستور الياباني السلمي الذي فرضته الولايات المتحدة والذي يجبر الدولة على التخلي عن الحرب ويحد من قدرات جيشها ليقتصر دوره على الدفاع عن النفس.

وأكد رئيس الوزراء القومي أن الفوز المريح الذي حققه في الانتخابات زاد من عزمه على التعاطي مع التهديد النووي الكوري الشمالي، في وقت تسعى الدولة التي تعد الحليف الأبرز للولايات المتحدة في المنطقة إلى تكثيف الضغط على بيونغ يانغ عقب إطلاق الأخيرة صاروخين فوق اليابان في غضون شهر.

وقال آبي “كما وعدت في الانتخابات، مهمتي الوشيكة هي التعامل بحزم مع كوريا الشمالية”.

وأضاف رئيس الوزراء الذي أقام علاقات ودية مع كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين “لهذا السبب، المطلوب هو دبلوماسية قوية”.

وقال آبي إنه “سيعمق” النقاش في مسألة الدستور التي تنقسم الآراء حولها في البرلمان إلا أنه أكد “لا أخطط اقتراح (التعديلات) عبر التكتل الحاكم فقط، بل سنبذل جهودا لكسب الدعم من أكبر عدد ممكن من الناس”.

ومع ورود النتائج، أظهرت صور تلفزيونية النواب يحتفلون بالنصر الذي حققه التحالف.

– “نتيجة قاسية للغاية” –

وتحدى ملايين اليابانيين الأمطار الموسمية والرياح العاتية للإدلاء بأصواتهم.

وأعلن تلفزيون “ان اتش كاي” الرسمي وفاة شخص وإصابة 11 بجروح جراء الإعصار، فيما قال أحد عناصر حرس الحدود لوكالة فرانس برس إنه تم العثور على جثة رجل سبعيني كان يحاول الهرب من قاربه الذي جنح بفعل العاصفة.

وأجبرت الرياح القوية شركات الطيران على تعليق أكثر من 500 رحلة فيما تم الغاء عدد من خدمات القطارات والعبارات.

ودعت السلطات الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم في وقت مبكر قبل أن يشتد الإعصار.

واستفاد الحزب الليبرالي الديموقراطي بزعامة آبي من ضعف وتشرذم المعارضة، حيث لم يتم تأسيس الحزبين الرئيسيين المنافسين الا منذ أسابيع.

وتلاشى الدعم لحزب الأمل الذي أسسته رئيسة بلدية طوكيو يوريكو كويكي بعد دعاية واسعة حظي بها في البداية متجها بذلك نحو الفوز بخمسين مقعدا، بحسب توقعات قناة “ان اتش كاي”.

وقالت كويكي من باريس حيث كانت تحضر مناسبة بصفتها زعيمة أكبر مدينة في العالم إن “النتيجة قاسية للغاية”.

وأضافت “سأتحمل المسؤولية لانني من أسس الحزب”.

أما الحزب الديموقراطي الدستوري (يسار وسط)، فكان اداؤه أفضل بقليل من التوقعات إلا أنه بقي متأخرا بشكل كبير عن آبي حيث يتوقع أن يحصد 50 مقعدا.

وأرجع الخبير السياسي ميكيتاكا ماسوياما من معهد “ناشونال غراديوايت” لدراسة السياسات فوز الحزب الليبرالي الديموقراطي إلى “عدم قدرة المعارضة على تشكيل جبهة موحدة بكل بساطة”.

– “إغراق” اليابان –

وهيمنت الملفات الاقتصادية والأزمة الدولية المرتبطة بكوريا الشمالية، التي هددت بـ”إغراق” اليابان في البحر وانخرطت في حرب كلامية مع ترامب، على الحملة الانتخابية القصيرة التي استمرت 12 يوما فقط.

وتمسك آبي طوال الحملة بموقفه المتشدد، مؤكدا أن اليابان “لن ترضخ” لتهديدات نظام بيونغ يانغ.

ولكن العديد من الناخبين أشاروا إلى أن إعادة إحياء الاقتصاد الياباني الذي تميز بقوته في الماضي تشكل الأولوية بالنسبة إليهم، حيث لم تصل سياسات آبي للنمو التي يطلق عليها “آبينوميكسس” إلى عامة الشعب.

وقال المتقاعد البالغ من العمر 67 عاما هيديكي كاواساكي “لم تتحسن المعاشات التقاعدية ولا الرواتب (…) لا اشعر بأن الاقتصاد يتحسن على الإطلاق”.

وقالت الناخبة البالغة من العمر 84 عاما ايتسوكو ناكاجيما “أعارض تماما الحكومة الحالية. لقد انهارت الأخلاق. أخشى من انكسار هذا البلد”.

ووعدت كويكي لفترة وجيزة بتحريك المشهد السياسي الهادئ في اليابان من خلال حزبها الجديد إلا أنها لم تترشح لمقعد في البرلمان، وهو ما أثار اللغط بشأن من سيتولى رئاسة الوزراء في حال فوزها.

وفي النهاية، لم تتواجد المذيعة التلفزيونية السابقة في اليابان حتى يوم الانتخابات.

وقال المتقاعد البالغ من العمر 80 عاما كوميكو فوجيموري “اعتقدت أنني سأصوت لحزب الأمل في حال كان قويا بما فيه الكفاية لهزيمة حكومة آبي. ولكن الحزب يعاني من الفوضى (…) وأشعر بخيبة أمل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية