مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صادق خان وجه التنوع والاستمرارية في لندن

النائب العمالي صادق خان بعد فوزه برئاسة بلدية لندن في 7 ايار/مايو 2016 afp_tickers

بعدما أعطى وجها جديدا للندن، أصبح العمالي صادق خان وجها للاستمرارية بفوزه بولاية ثانية على رأس العاصمة البريطانية، بدون أن ينسى أصوله الأجنبية والمتواضعة التي يفخر بها.

فاز المحامي السابق المتخصص بالحقوق الإنسانية والبالغ من العمر خمسين عاما، برئاسة بلدية لندن للمرة الأولى في 2016 واصبح أول مسلم على رأس عاصمة غربية.

وهو صعود مميز لابن مهاجرين باكستانيين عاش في سكن اجتماعي مثل خصمه المحافظ ذي الأصول الجامايكية شون بيلي. وقد فاز عليه بحصوله على 55 بالمئة من الأصوات.

وقال بعد إعلان فوزه “نشأت في سكن اجتماعي صبيًا من الطبقة العاملة ابن مهاجرين، لكنني الآن رئيس بلدية لندن. أنا من سكان لندن. المدينة في دمي لكنني أيضا رجل إنكليزي وطني وبريطاني فخور بتمثيل العاصمة الرائعة للأمة”، متعهدا “ببناء الجسور بين المجموعات السكانية” في السنوات الثلاث المقبلة.

خلال فترة ولايته بنى صادق خان لنفسه سمعة رجل مؤمن بمبادئ أوروبا ومعارض شرس لبريكست والمروج له رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، الذي كان رئيسا للبلدية قبله.

وأثار الرجل ضجة بمناوشاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هاجمه شخصيا خلال موجة من الهجمات الجهادية في لندن. وقال صادق خان في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل أسبوع من الانتخابات “وصفني مرة … بالفاشل. احدنا فقط فاشل، هو وليس أنا”.

– الألعاب الأولمبية –

خلال حملته تبنى صادق خان شعار “وظائف وظائف وظائف” لتنشيط اقتصاد مدينة واجهت الوباء وبريكست الذي شكل ضربة قاسية لقطاعها المالي القوي.

ولضمان “مستقبل أكثر إشراقا” للندن، على أمل تكرار نجاح عام 2012، قال إنه يريد ترشيح المدينة لألعاب أولمبية “دائمة” في 2036 أو 2040، وهذا ما يمكن أن يحفز بناء بنى تحتية تحترم البيئة.

خلال ولايته الأولى، جمد المسؤول المنتخب أسعار النقل العام وأنشأ مناطق منخفضة الانبعاثات لمكافحة التلوث الناجم عن السيارات.

لكنه واجه انتقادات بسبب فشله في وقف الهجمات بالسكين، وهي آفة يعزوها إلى انخفاض عدد أفراد الشرطة الناتج عن إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومات المحافظة.

مؤخرا، أنشأ لجنة لتحسين التنوع في الأماكن العامة في أعقاب حركة “حياة السود مهمة” التي أدت إلى تحطيم تماثيل تجار للرقيق في المملكة المتحدة.

– ملاكمة –

في بلد ما زالت السياسة فيه حكرا على نخبة معظمها بيضاء، قال صادق خان قبل أشهر من انتخابه للمرة الأولى في 2016، إنه “لم يتصور يوما” أن يتم اختياره لخوض السباق إلى منصب رئيس البلدية.

ولد صادق خان في تشرين الاول/اكتوبر 1970 من عائلة باكستانية هاجرت حديثا الى بريطانيا، ونشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في حي توتينغ الشعبي في جنوب لندن. وكان والده سائق حافلة ووالدته خياطة.

درس في مدرسة ثانوية رسمية غير مشهورة في حيه ثم في جامعة نورث لندن. وهو يعرب عن امتنانه لهذا التعليم الرسمي والمجاني.

كان يرغب في بادىء الامر ان يدرس العلوم لكي يصبح طبيب أسنان، لكن أحد أساتذته لمس براعته في النقاش والمواجهة ووجهه نحو دراسة القانون. لذلك، درس المحاماة وتخصص في قضايا حقوق الانسان وترأس على مدى ثلاث سنوات منظمة “ليبرتي” الحقوقية غير الحكومية.

في طفولته تعلم الملاكمة حتى يتمكن من التصدي لكل من يتجرأ على نعته ب”الباكستاني” في الشارع.

وفي سن 15 عاما انضم الى حزب العمال وانتخب عضوا في مجلس بلدية واندسوورث في جنوب لندن عام 1994، المنصب الذي تولاه حتى 2006.

في 2005 تخلى عن مهنة المحاماة وانتخب نائبا عن توتينغ حيث لا يزال يقيم حتى الان في منزل أكبر بعض الشيء من ذلك الذي نشأ فيه، مع زوجته سعدية المحامية وابنتيهما.

بعد ثلاث سنوات، عرض عليه غوردن براون منصب وزير مكلف شؤون المجموعات ثم حقيبة النقل في السنة التالية. واصبح اول مسلم يتولى حقيبة في حكومة بريطانية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية