مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

طائرتان مجهولتا الهوية تقصفان مواقع ميليشيات في طرابلس وحفتر يتبنى

دبابة تشارك في مواجهات بين ميليشيات متخاصمة في محيط مطار طرابلس الدولي في 17 اب/اغسطس 2014 afp_tickers

اعلنت الحكومة الليبية ان طائرتين مجهولتي الهوية قصفتا فجر الاثنين مواقع ميليشيات تخوض قتالا للسيطرة على المطار الدولي قرب طرابلس، في غارات تبنتها قوات اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر بينما اتهم خصومه جهات “اجنبية” بالوقوف وراء الغارات.

وقالت الحكومة الانتقالية التي لا تتمتع بسلطة حقيقية في البلاد “قامت طائرتان مجهولتا الهوية بالإغارة على أهداف مسلحة تابعة للأطراف المتناحرة في ضواحي مدينة طرابلس”.

واضافت في بيان ان “الحكومة لا تملك في الوقت الحاضر أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء ذلك، وطلبت الحكومة من رئاسة الأركان وإدارة الاستخبارات العسكرية فتح تحقيق وتقديم ما لديها من معلومات”، مؤكدة انها “قامت بالاتصال بعدد من الدول الصديقة لذات الغرض”.

الا ان العميد صقر الجروشي احد المقريين من اللواء المتقاعد خليفة حفتر اكد لفرانس برس ان الطائرت التي شنت الغارات تابعة للواء المنشق.

وقال “شنت طائراتنا الغارات”، موضحا ان الهدف كان ميليشيات مصراتة.

في السياق ذاته قال محمد بويصير المستشار السياسي لقوات حفتر “قمت شخصيا باعتباري مستشارا سياسيا لقيادة الجيش الوطني بإبلاغ حكومات دول دائمة العضوية بمجلس الامن، بأن طائرات السوخوي القاذفة البعيدة المدى التابعة للسلاح الجوي الليبي بقيادة طيارين ليبيين شنت الغارة على اهداف لقوات تقصف المدنيين في طرابلس وضواحيها”.

وأضاف “في كل مرة نفعل ذلك سنبلغ العالم، فنحن لا نخجل من حماية أهلنا من العدوان”.

وأكد الرائد طيار محمد الحجازي المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر أن هذه القوات “طورت طائرات السوخوي عبر فنيين ليبيين لتتمكن من الطيران الليلي ولمسافات طويلة”.

وقال في بيان أذاعته قناة موالية لحفتر في وقت متأخر من مساء الإثنين إن “الطائرات الروسية المطورة محليا أصابت أهدافها في طرابلس وبدقة عالية”.

وتدور معارك عنيفة بين كتائب الزنتان (غرب) المتحالفة مع “الوطنيين” والتي تلقى تأييد حفتر، وبين كتائب مصراته (شرق) المتحالفة مع الاسلاميين، وذلك من اجل السيطرة على جسر يعتبر مفتاح محور الطريق المؤدية الى المطار جنوب طرابلس الذي تسيطر عليه حاليا كتائب الزنتان.

غير ان رئاسة أركان القوات الجوية غير المؤيدة لحفتر اكدت في بيان أن “الضربة الجوية وتحديداً عند منطقة وادي الربيع جنوب طرابلس، نفذتها مقاتلات أجنبية وليست محلية، كون عملية القصف تمت بواسطة قنابل موجهة وذكية (…) وهذا نوع غير متاح لدى سلاح الجو الليبي”.

وأشارت الى انها تستبعد “انطلاق هذه الطائرات من قواعد عسكرية محلية، نظراً لعدم وجود مطارات قادرة على الاستخدام ليلاً، أو إمكانية تزويد الطائرات بالوقود، كما نستبعد انطلاقها من المنطقة الشرقية بسبب طول المسافة دون التزود بالوقود جواً أو الهبوط في مطارات أخرى ليلاً “.

ولا تخضع قواعد جوية مهمة في شرق البلاد خصوصا في طبرق (1600 كلم شرق)، وفي بنغازي (1000 كلم شرق) لسيطرة رئاسة الاركان العامة للجيش، إذ أعلنت انشقاقها منذ 16 ايار/ مايو الماضي وانضمت لقوات اللواء حفتر الذي يقود عملية الكرامة العسكرية لتطهير بلاده مما وصفه بالإرهاب.

وفي بيانها اكدت الحكومة الليبية انها “تحمل الأطراف المتناحرة والمتقاتلة التي ترفض الانصياع لأوامر الشرعية المسؤولية الكاملة عن تعرض أرواح وأموال وحياة الليبيين للتدمير”.

كما “طالبت الحكومة من الأطراف المتناحرة ، وقف الاقتتال والقبول بالحلول والحوار والانسحاب من العاصمة ومن المدن الليبية الأخرى”.

ونفت فرنسا الاثنين “شائعات” تحدثت عن غارات ايطالية وفرنسية في ليبيا واعلنت وزارة الخارجية ان “شائعات تحدثت عن غارات جوية في ليبيا قيل ان فرنسا شاركت فيها، لا اساس لها من الصحة، وان اولوية فرنسا هي التوصل الى اتفاق سياسي من اجل وقف المعارك في طرابلس وبنغازي وفي كل الاماكن الاخرى من ليبيا”.

بدورها، نفت واشنطن اي دور لها في الامر وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف ان الولايات المتحدة لا “علاقة لها بهذه الاحداث باي شكل كان”، داعية الاطراف المتحاربة الى “وقف فوري للنار وبدء حوار سياسي”.

وقال سكان في العاصمة الليبية ان طائرات مجهولة حلقت فجر الاثنين فوق طرابلس حيث سمع دوي انفجارات في المدينة التي تشهد مواجهات مسلحة بين ميليشيات متناحرة.

وحلقت اولى هذه الطائرات حوالى الساعة الثانية فجرا. وقال احد السكان ان دوي انفجار قوي سمع بدون التمكن من التعرف على الطائرات ولا على مكان الانفجار الذي تلته انفجارات اخرى.

واضاف هذا الرجل لوكالة فرانس برس ان “الانفجارات كانت تسمع بوضوح في احياء شرق طرابلس” على بعد نحو 15 كلم عن وسط المدينة.

وقالت قناة التلفزيون المحلية “ليبيا اولا” القريبة من الضابط المنشق اللواء خليفة حفتر ان “الطيران العسكري قصف عدة مواقع” بالقرب من طرابلس بدون ان تضيف اي تفاصيل.

ويشن اللواء حفتر عملية ضد “المجموعات الارهابية” التي تفرض سلطتها في بنغازي (شرق) منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

وكان مجلس النواب الليبي (البرلمان)، اعلى سلطة في البلاد، اقر الاسبوع الماضي قرارين يقضيان بحل كافة المليشيات المسلحة ودعوة المجتمع الدولي للتدخل الفوري لحماية المدنيين والمؤسسات الليبية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية