مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

طالبان تؤكد عقد لقاء في قطر مع الموفد الأميركي الى أفغانستان

الموفد الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد في واشنطن في 27 نيسان/إبريل 2016 afp_tickers

أعلنت طالبان السبت أن وفدا من الحركة التقى المبعوث الأميركي الى أفغانستان زلماي خليل زاد في قطر لبحث سبل وضع حد للنزاع في هذا البلد، في أول تاكيد رسمي للقاء بين الولايات المتحدة والحركة المتمردة.

وتأتي المفاوضات المباشرة، التي لطالما طالبت بها طالبان، في وقت يسعى فيه خليل زاد لتنسيق الجهود مع الدول الإقليمية، بما في ذلك باكستان والسعودية، من أجل إقناع أكبر حركة تمرّد في أفغانستان بالانخراط في محادثات.

وأوضح المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان أن “وفدا من المكتب السياسي (…) التقى فريق التفاوض الأميركي برئاسة زلماي خليل زاد” الجمعة في الدوحة.

وتابع البيان أن مفاوضي طالبان والولايات المتحدة ناقشوا سبل التوصل إلى “نهاية سلمية لغزو أفغانستان”، في إشارة إلى التدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة الذي أطاح نظام طالبان في 2001.

وأضاف المتحدث في البيان أنّ طالبان أبلغت خليل زاد أن وجود قوات أجنبية في أفغانستان يشكل “عقبة كبيرة” أمام السلام، مشيرا إلى أن الجانبين “وافقا على مواصلة عقد لقاءات مماثلة”.

ورفض متحدث باسم السفارة الأميركية في كابول التعليق على بيان طالبان.

وفي بيان مقتضب، قال خليل زاد إن كل الأفغان “يجب أن يكونوا جزءا من عملية المصالحة”، دون أن يشير إلى الاجتماع مع ممثلي طالبان.

– انتصار لطالبان –

وكانت تقارير سابقة قد أفادت بأن حركة طالبان التقت مسؤولين أميركيين في تموز/يوليو، بينهم أليس ويلز، وهي مسؤولة رفيعة المستوى في مكتب وزارة الخارجية لشؤون وسط وجنوب آسيا.

ولم يؤكد أي من الجانبين اللقاء، لكن مذّاك سادت تكهنات بأن التحضيرات قائمة لعقد مزيد من اللقاءات.

وجاء اللقاء الذي عقد في تموز/يوليو في أعقاب هدنة غير مسبوقة في حزيران/يونيو بعثت على التفاؤل بامكانية وضع حد للنزاع المستمر منذ 17 عاما.

لكن سلسلة هجمات نفذتها طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية في الأشهر الأخيرة، طغت على التفاؤل بالتوصل الى السلام.

ويقول محللون إن إصدار طالبان لبيان حول اللقاء يشكل مؤشرا لاعتبارها أن المحادثات مع خليل زاد انتصار دعائي لها.

ولطالما دعت طالبان لعقد محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة ما رفضته مرارا واشنطن مشددة على أن المحادثات يجب أن تكون أفغانية-أفغانية.

لكن، وبهدف كسر حالة الجمود، يبدو أن واشنطن غيّرت مقاربتها في حزيران/يونيو عندما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده مستعدة “للمشاركة” في المحادثات.

وقال المحلل السياسي الأفغاني عطا نوري إن “اللقاء شكل انتصارا بالنسبة لطالبان. لطالما طالبوا بعقد لقاء مباشر مع الأميركيين وقد نالوا أخيرا مطلبهم”.

وتابع نوري “على الرغم من عدم التوصل لأي اتفاق… لكنهم قد يتمكنون من الالتفاف على الحكومة الأفغانية”.

وصدر البيان بعد عودة خليل زاد إلى كابول منهيا جولة اقليمية شملت زيارته أفغانستان للمرة الاولى منذ تعيينه في منصبه، قبل أنّ يسافر إلى باكستان والسعودية وقطر لعقد مزيد من المباحثات.

والاثنين، التقى خليل زاد الرئيس الأفغاني أشرف غني وكبار المسؤولين في كابول.

وفي اليوم نفسه، دعت حركة طالبان إلى استهداف قوات الأمن الأفغانية لإفشال الانتخابات التشريعية المقررة في 20 تشرين الأول/أكتوبر.

وخليل زاد البالغ 67 عاما، أحد أبرز الدبلوماسيين الأميركيين وشخصيات معسكر المحافظين الجدد في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، ولد في مزار شريف في أفغانستان قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة حيث أصبح سفيرا للولايات المتحدة في كابول وبغداد والأمم المتحدة.

وقد تم تكليفه مطلع الشهر الفائت بإدارة جهود السلام في أفغانستان.

ويتحدث زلماي البشتو والداري بطلاقة، كما سبق أنّ عمل مستشارا لإدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان إبان ثمانينيات القرن الماضي.

ويعرف عنه أنه مفاوض بارع يتبنى وجهات نظر معسكر الصقور في السياسة الخارجية الأميركية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية