مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عبد الله يرفض نتيجة الانتخابات الرئاسية الافغانية والازمة تتفاقم

عبدالله خلال حديث له في كابول afp_tickers

اعلن المرشح عبد الله عبد الله انه الفائز في الانتخابات الرئاسية الافغانية رافضا تقدم خصمه اشرف غني عليه الناجم برايه من تزوير مكثف، ما ينذر بتفجير ازمة جديدة وربما اعمال عنف قبلية.

واعلنت المفوضية الانتخابية المستقلة مساء الاثنين ان عبد الله عبد الله حل وراء اشرف غني بفارق كبير وانه حصل على 43,5% من الاصوات مقابل 56,4%، وفق النتائج الموقتة للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 14 حزيران/يونيو.

لكن عبد الله الذي كان يبدو الاوفر حظا للفوز لانه حصد في الدورة الاول 45% من الاصوات مقابل 31,6% لاشرف غني، رفض الموافقة على تلك النتائج التي قال انها نتيجة عملية تزوير كثيفة لصالح خصمه.

وزاد الثلاثاء في رفضه معلنا امام الالاف من انصاره المتجمعين ظهر الثلاثاء في كابول تحت خيمة كبيرة تأوي عادة اجتماعات اللويا جيرغا (المجلس التقليدي الافغاني) “نحن الفائزون بهذه الانتخابات من دون ادنى شك!”.

وقد انسحب عبد الله من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الاخيرة العام 2009 منددا بعمليات تزوير مكثفة لصالح منافسه حميد كرزاي الذي انتخب مجددا، لكنه هذه المرة بدا عازما على عدم ترك “انتصاره” لخصمه.

واذ يدرك انه يؤجج التوتر لدى انصاره، حاول عبد الله طمأنة المجتمع الدولي القلق من المنحى الذي اخذته التطورات.

وقال “نريد الوحدة الوطنية وكرامة افغانستان، لا نريد الحرب الاهلية”.

واثارت هذه التوترات قلق المجتمع الدولي ابتداء من الولايات المتحدة اكبر جهة مانحة وداعمة عسكريا لافغانستان منذ 2001.

وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء من اي محاولة استيلاء على السلطة بشكل غير مشروع في افغانستان، مهددا بقطع المساعدة المالية والامنية عن البلاد، كما حذر من احتمال تشكيل “حكومة موازية” تحدث عنها فريق عبد الله عبد الله.

واحترس عبد الله من سلوك هذه الطريق الثلاثاء طالبا من انصاره ان يتركوا له مزيدا من “الوقت” لاتخاذ قرارات خلال الايام المقبلة.

واكد انه تحدث هاتفيا صباح الثلاثاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وجون كيري في دلالة على اهتمام اميركي كبير بنتيجة الاقتراع، واضاف عبد الله ان كيري سيزور كابول الجمعة.

وقد حذر رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات احمد يوسف نورستاني من ان تلك النتائج ليست “نهائية” وانها “لا تعلن الفائز” بالانتخابات، وما زالت هناك مرحلة النظر في الطعون التي ستقوم بها لجنة الطعون كما قال.

لكن المفوضية لم تعلن عدد الاصوات التي قد تلغى اثر تلك الطعون.

وسارع فريق عبد الله الذي ما انفك يندد بحشو صناديق الاقتراع لصالح غني، الى التاكيد انه “انقلاب” على ارادة الشعب حاكته المفوضية المستقلة للانتخابات، في حين اكد غني انه فاز “طبقا للاصول”.

من جانبه دعا الرئيس حميد كرزاي الثلاثاء في بيان المرشحين الى “التعاون مع اللجان الانتخابية”.

غير ان الرئيس تعرض لانتقادات معسكر عبد الله الذي اتهمه بالتلاعب بالانتخابات لصالح اشرف غني، وذهب بعض انصار عبد الله صباح الثلاثاء في خيمة اللويا جيرغا الى حد ازالة صور كرزاي واستبدالها بصور عبد الله.

وقال احدهم المدعو امين الله انوش (27 سنة) “اتينا هنا لنستمع لزعيمنا وما سيأمر به سنفعله”، منددا “بالاصوات المسروقة” و”عمليات التزوير المكثفة”.

وقد حصل عبد الله في الدورة الاولى مطلع نيسان/ابريل على 45% من الاصوات مقابل 31,6% لاشرف غني، في اقتراع يرتقب ان يقرر من سيخلف حميد كرزاي الذي قاد البلاد منذ سقوط نظام طالبان نهاية 2001.

ومنذ ذلك الوقت، يدعو عبد الله الى “تقييم عميق” للتزوير في الدورة الثانية، اكثر عمقا مما اجرته حتى الان المفوضية الانتخابية.

واعترف رئيس المفوضية احمد يوسف نورستاني مساء الاثنين بحصول تزوير. وقال “ان المفوضية تقر بانه رغم بذلها اقصى جهودها لضمان افضل انتخابات، حصلت اخطاء تقنية وثغرات في العملية الانتخابية”.

وشارك اكثر من ثمانية ملايين شخص في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الافغانية في 14 حزيران/يونيو بحسب ارقام المفوضية، مقابل نحو ستة ملايين في الدورة الاولى من اصل عدد ناخبين مقدر ب13,5 مليون ناخب.

من جهتها ، تجنبت ازيتا رافات المتحدثة باسم حملة غني ابداء اي شعور بالانتصار مساء الاثنين وصرحت لوكالة فرانس برس “نرحب باصدار المفوضية النتائج الاولية. لقد بذلنا جهدا كبيرا (…) لكننا لا نستطيع توقع النتائج النهائية التي سنقبلها مهما كانت بعد النظر في الشكاوى”.

ولم يخف انصار غني فرحتهم فرقصوا في شوارع كابول وقندهار. وفي العاصمة سمع ليلا اطلاق نار ابتهاجا.

ويخشى بعض المراقبين ومنهم الامم المتحدة ان تواجه العملية الانتخابية مازقا يسفر عن توترات او حتى اعمال عنف في مرحلة حساسة حيث تستعد قوات حلف شمال الاطلسي لمغادرة البلاد في نهاية العام الحالي مع استمرار حركة التمرد التي يشنها عناصر طالبان.

وفي حال استمرار المازق السياسي، يخشى بعض المراقبين عودة التوتر بين الطاجيك الذين يشكلون الغالبية في الشمال، معقل انصار عبد الله، وبين الباشتون في الجنوب والشرق الذين ينتمي اليهم غني. ويعيد هذا السيناريو شبح الحرب الاهلية الدامية من 1992 الى 1996 التي سبقت استيلاء طالبان على السلطة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية