مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عدد المهاجرين الذين وصلوا عبر البحر الى اسبانيا ارتفاع ثلاثة اضعاف في 2017

صورة فرانس برس لعام 2017 وهي لمهاجر يحاول الاستنجاد بسفينة منظمة سي ووتش الالمانية غير الحكومية في البحر الابيض المتوسط في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2017. afp_tickers

انضم جزائريون ومغاربة في 2017 إلى موجة المهاجرين عبر البحر المتوسط نحو إسبانيا التي شهدت ارتفاع عدد الوافدين إلى سواحلها ثلاثة اضعاف في رحلات خطيرة اودت بحياة اكثر من مئتي شخص.

وقالت المنظمة غير الحكومية “المفوضية الاسبانية لمساعدة اللاجئين” ان “الحصيلة تبقى مؤسفة في نهاية هذا العام”.

وتفيد آخر ارقام نشرتها منظمة الهجرة الدولية التابعة للامم المتحدة ان عدد الذين لقوا حتفهم في المتوسط انخفض من 4967 في 2016 الى 3116 هذه السنة، لكن عدد الذين لقوا مصرعهم خلال سعيهم للوصول الى سبانيا ارتفع الى اكثر من 223 مهاجرا.

ومن الاول من كانون الثاني/يناير الى 21 كانون الاول/ديسمبر 2017، وصل 21 الفا و468 شخصا الى المياه او السواحل الاسبانية مجازفين بحياتهم في مراكب هشة بعد دفع اموال لمهربين، اي اكثر بحوالى ثلاث مرات من 6046 الرقم الذي سجل العام الماضي.

وقال وزير الداخلية الاسباني المحافظ خوان اينياسيو زويدو للاذاعة “نواجه ضغط الهجرة في كل منطقة المتوسط”.

في المقابل يتراجع تدفق المهاجرين على اليونان وايطاليا.

وما زالت ايطاليا بوابة الدخول الرئيسية للمهاجرين الى اوروبا اذ وصلها 119 الف مهاجر ولقي 2832 آخرين مصرعهم. لكن هذا العدد تراجع اكثر من الثلث مقارنة بـ2016 مع انخفاض عدد الرحلات انطلاقا من ليبيا.

وتأتي بعد ذلك اليونان التي وصل اليها 28 الفا و800 شخص (اقل بست مرات عن 2016) ووفاة 61 شخصا (اقل بسبع مرات)، بعد توقيع اتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا لوقف تدفق اللاجئين.

– السفر على الواح الركمجة –

تنتقد منظمات غير حكومية حتى الآن هذا النوع من الاتفاقات، مؤكدة ان الاتحاد الاوروبي لا يطمح سوى الى ابقاء هؤلاء المهاجرين خارج اوروبا بدلا من تحسين مصيرهم بشكل فعلي.

وما زالت فاعلية هذه الاتفاقات مشكوك فيها اذ ان ايستريلا غالان الامينة العامة للمفوضية الاسبانية لمساعدة اللاجئين ترى ان زيادة الواصلين الى اسبانيا “يدل على انه عندما يغلق طريق للمهاجرين ينشط آخر”.

وفي السنوات الاخيرة، كان جزء كبير من المهاجرين الذين وصلوا الى اسبانيا عبر البحر قادمين من افريقيا جنوب الصحراء. والامر الجديد هذه السنة هو ارتفاع عدد الجزائريين والمغاربة الذين يبحرون للهجرة.

وقال كارلوس ارسي من جمعية الحقوق الانسانية في الاندلس لوكالة فرانس برس “هذه السنة سجلت زيارة كبيرة في الاشخاص المتحدرين من الجزائر”.

ونسب ارسي ذلك الى “الوضع الاقتصادي الذي تدهور في السنوات الثلاث الاخيرة في الجزائر” التي تأثرت بتراجع اسعار النفط وعائداتها من القطع الاجنبي.

وسجلت المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة من جهتها زيادة في عدد المغاربة. وقالت في تقرير الشهر الماضي ان هؤلاء “يستخدمون كل الوسائل للوصول الى اسبانيا (بحرا) من الجيت سكي وألواح الركمجة والزوارق المطاطية والمراكب الخشبية التي تنقل احيانا اكثر من ستين شخصا”.

– محتجزون في سجن –

يرى ارسي انه في حالة المغرب، كانت لحركة الاحتجاج التي بدأت في منطقة الريف في الشمال في نهاية 2016 عواقب. وقال ان قوات الشرطة “باتت تركز على القمع اكثر من مراقبة حركة الهجرة على ما يبدو” ما سهّل ابحار مراكب.

وشهدت اسبانيا في تشرين الثاني/نوفمبر جدلا حادا عندما وضع حوالى 500 مهاجر معظمهم من الجزائريين في سجن في بلدة ارخيدونا في الاندلس.

وقال اليخاندرو كورتينا مدير جمعية ملقة لاستقبال اللاجئين انه في الاسبوعين الاخيرين طرد “مئات الاشخاص الى الجزائر” بينهم “عدد كبير من القاصرين”.

وقالت السلطات ان مراكز الاحتجاز للاجانب باتت مكتظة وان هذا السجن مزود “بحمامات وتدفئة واسرة وقاعات رياضية”.

وصرح وزير الداخلية الاسباني “لا يمكننا قبول بقاء هؤلاء الاشخاص احرارا بذريعة وصولهم في مراكب واننا نستطيع انقاذهم”.

لكن خوسيه فيلاهوز محامي جمعية الجزيرة الخضراء لاستقبال اللاجئين قال ان “الحرمان من الحرية يجب ان يقتصر على الذين يرتكبون جنحا وهذا لا ينطبق” على المهاجرين”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية