مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عشرات الاف السوريين محاصرون في منبج بعد تطويق الجهاديين داخلها

نازحة سورية من منبج 10 يونيو 2016 afp_tickers

بات عشرات الاف المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج في شمال سوريا، بعد تمكن قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية من تطويق تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على المدينة منذ عامين.

وجنوب دمشق، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية تفجيرين انتحاريين استهدفا منطقة السيدة زينب السبت وتسببا بمقتل 20 شخصا واصابة اخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

ففي ريف حلب الشمالي الشرقي، تحاصر المعارك بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم الدولة الاسلامية الذي بات شبه معزول داخل مدينة منبج، عشرات الاف المدنيين داخل المدينة بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “بات عشرات الاف المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج التي تتعرض لضربات مستمرة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما تم قطع كل الطرق في محيطها”.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق مدينة منبج الجمعة وقطع كل طرق الامداد الى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف وباتجاه الحدود التركية.

وبحسب عبد الرحمن، يعيش عشرات الاف المدنيين “حالة من الرعب” خشية القصف الجوي المكثف، لافتا الى “توقف الافران عن العمل وشح المواد الغذائية خصوصا بعد قطع كل الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة”.

وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في 31 ايار/مايو هجوما في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على منبج التي استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية العام 2014. ويقدم مستشارون اميركيون وفرنسيون الدعم لهذه القوات في هجومها في المنطقة.

وافاد المرصد السوري ان المعركة لاستعادة منبج التي سيطرت خلالها قوات سوريا الديموقراطية على 79 قرية، اسفرت عن 252 قتيلا على الاقل هم 193 جهاديا و22 مقاتلا في قوات سوريا الديموقراطية و37 مدنيا. واوضح المرصد ان غالبية المدنيين قتلوا في غارات لقوات التحالف.

– “نحن في امان” –

وجال مراسل لفرانس فرانس على عدد من هذه القرى، حيث شاهد منازل تضررت جزئيا او دمرت بالكامل جراء قصف التحالف الدولي مشيرا الى عودة خجولة للمدنيين الذين نزحوا خوفا من المعارك.

وفي قرية جب حسن اغا، الواقعة على بعد 13 كيلومترا جنوب شرق منبج، يقول الشاب منذر صالح لفرانس برس “نحن في امان هنا وسعيدون بذلك وان شاء الله تتحرر منبج حيث يوجد اقرباء لنا”.

وتحدث عن القيود التي كان تنظيم الدولة الاسلامية يفرضها على اهالي القرية المعروفة بتهريب الدخان مضيفا “كان التنظيم يلاحقنا دائما”.

وطردت قوات سوريا الديموقراطية مقاتلي التنظيم من هذه القرية الصغيرة ذات المنازل الطينية المتواضعة قبل نحو اسبوع.

وتقول ضحى حاج علي وهي في الثلاثينات من عمرها وتضع حجابا اخضر بلكنة ريفية “يخرب بيت داعش فرجونا نجوم الضهر”، مضيفة “كانوا يطلبون منا تغطية عيوننا ويقولون لا تخافوا منا خافوا من الله (..) ويمنعوننا من وضع المكياج والاحتفالات والأعراس”.

وعلى رغم سرورهم بطرد التنظيم، فان الهم الابرز للاهالي حاليا هو توفير قوتهم اليومي في ظل النقص في المواد الغذائية والخبز. ولا يتردد طفل في الخامسة من عمره في طلب الخبز من كل عابر طريق مكررا انه لم ياكل خبزا منذ يومين.

وهجوم منبج هو واحد من ثلاثة هجمات يتصدى لها التنظيم المتطرف لحماية طريق امداده الرئيسية الى الرقة في شمال سوريا، مرورا بمدينة الطبقة في المحافظة ذاتها، حيث يواجه من جهة الشمال قوات سوريا الديموقراطية ومن الجهة الجنوبية الغربية قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية، وصولا الى منبج فجرابلس على الحدود التركية.

وبحسب المرصد، باتت قوات النظام ومقاتلون من قوات “صقور الصحراء” الموالية لها على بعد 15 كيلومترا من مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، في اطار هجوم بداته مطلع الشهر بدعم جوي روسي لاستعادة السيطرة على مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو خمسين كيلومترا غرب الرقة ويسيطر عليها الجهاديون منذ نحو عامين.

وتمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون لها السبت الماضي من دخول محافظة الرقة للمرة الاولى منذ سيطرة الجهاديين عليها صيف العام 2014.

-قتلى جنوب دمشق-

جنوب العاصمة السورية، قتل عشرون شخصا على الاقل هم 13 مدنيا وسبعة مسلحين موالين لقوات النظام جراء تفجيرين انتحاريين متزامنين، استهدفا منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وفق حصيلة للمرصد السوري.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية في خبر مقتضب نشرته وكالة “اعماق” التابعة له الهجوم متحدثا عن “ثلاث عمليات استشهادية بحزامين ناسفين وسيارة مفخخة لمقاتلين من الدولة الاسلامية في السيدة زينب في دمشق”.

وتضم المنطقة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصدا للزوار الشيعة خصوصا وتحيطه اجراءات امنية مشددة. وشهدت المنطقة تفجيرات عدة اكبرها في شباط/فبراير، تبناه تنظيم الدولة الاسلامية واوقع 134 قتيلا بينهم على الاقل تسعون مدنيا.

من جهة اخرى، دخلت السبت قافلة مساعدات الى منطقة الحولة التي تحاصرها قوات النظام في ريف حمص الشمالي، وفق ما اعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس.

وضمت القافلة 31 شاحنة محملة مواد غذائية تكفي لـ14,200 عائلة ولقاحات ومستلزمات النظافة وفرشا وبطانيات بالاضافة الى معدات لاصلاح الابار ومضخات مياه ومولدات وكابلات وانابيب.

وياتي ادخال هذه القافلة السبت بعد دخول قافلتين مماثلتين الى مدينتي داريا ودوما المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق، تباعا يومي الخميس والجمعة.

واوضح الناشط في المجلس المحلي لداريا شادي مطر لفرانس برس السبت ان “عملية توزيع المساعدات لم تبدأ اليوم نظرا لاستمرار القصف الجوي من قوات النظام منذ يوم امس”.

واضاف “الاهالي ينتظرون الحصول على المساعدات لكن القصف يشل الحركة كليا” ويدفعهم “للنزول الى الاقبية او الاختباء داخل حفر استحدثوها في منازلهم خشية البراميل المتفجرة”.

من جهة اخرى، أعلن متحدث عسكري أميركي ان قوات التحالف قد تكون قتلت خطأ عناصر من المعارضة السورية المعتدلة خلال قصف جوي في نهاية ايار/مايو الماضي في شمال سوريا.

وقال الكولونيل باتريك رايدر المتحدث باسم القيادة العسكرية الاميركية للشرق الاوسط (سنتكوم) ان قوات التحالف علمت بأن “اربعة عناصر من مجموعات تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية” قد يكونوا لقوا حتفهم في قصف جوي في الثامن والعشرين من ايار/مايو قرب مدينة مارع (شمال).

وقال المتحدث ان “تحقيقا فتح” لكشف ملابسات الحادث، ليؤكد بذلك معلومات نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية