مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عشرات الجرحى اثر صدامات بين قوات الامن ومتظاهرين في الحسيمة

اسفرت مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن في الحسيمة بشمال المغرب في 20 تموز/يوليو 2017 عن سقوط عشرات الجرحى من الجانبين afp_tickers

أسفرت مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن في الحسيمة بشمال المغرب الخميس عن سقوط عشرات الجرحى من الجانبين، كما أفاد مصدر رسمي.

ونقل متظاهر في حالة غيبوبة الى المستشفى ليل الخميس الجمعة اثر هذه الصدامات.

ونقلت وكالة انباء المغرب العربي عن مديرية الحسيمة مساء الخميس ان “72 من عناصر الامن العام جرحوا (…) بحجارة (رشقها المتظاهرون) (…) واحد عشر متظاهرا اصيبوا بسبب الغاز المسيل للدموع”.

وشهدت المدينة والبلدات المجاورة لها الخميس صدامات بين متظاهرين وقوات الامن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع ولجأت الى القوة لمنع مسيرة كبيرة كانت مقررة منذ فترة طويلة.

وقالت مديرية الحسيمة ان “كل الجرحى غادروا المستشفى الذي نقلوا اليه باستثناء اثنين من رجال الامن تعتبر حالتهم خطيرة”.

واشارت الى ان “آليتين لقوات الامن تضررتا واحرقتا من قبل متظاهرين في أجدير” بالقرب من الحسيمة.

ونقلت وكالة انباء المغرب عن سلطات الحسيمة ان متظاهرا أصيب بجروح في الرأس “بسبب رشق حجارة”، موضحة انها فتحت تحقيقا “لمعرفة ملابسات هذا الحادث”.

وقالت الوكالة المغربية ان المصاب سينقل بمروحية الى أحد مستشفيات الرباط.

وكان مؤيدو الحراك، الاسم الذي يطلق على الحركة الاحتجاجية في منطقة الريف المتمردة تاريخيا في المملكة، ابقوا على دعوتهم الى المسيرة على الرغم من حظر السلطات لها، من اجل المطالبة بالافراج عن رفاقهم.

وقد بدأوا التجمع بعد ظهر الخميس في عدد من نقاط المدينة. لكن قوات الامن التي نشرت تدخلت بشكل منهجي لضرب المتظاهرين وتفريق كل تجمع ما ادى الى صدامات بين الجانبين.

وهتف المتظاهرون “يحيا الريف! يحيا الزفزافي!”‘ في اشارة الى زعيم الحراك ناصر الزفزافي الذي اوقف في نهاية ايار/مايو.

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان المحتجين تمكنوا من التظاهر بشكل متقطع في حي سيدي عابد وبالقرب من الساحة المركزية في المدينة، لكن قوات الامن قمعتهم بسرعة.

ودان رئيس فرع الرابطة المغربية لحقوق الانسان في الحسيمة علاش مصطفى “العراقيل الكبيرة امام الحريات”. وقال لفرانس برس “منذ بداية الاحتجاج، لم تشهد المدينة حالة حصار كهذه”، مشيرا الى “اعتقال عدد كبير من المتظاهرين”.

– اتصالات مقطوعة –

وتباطأت الاتصالات عبر شبكة الانترنت بشكل كبير وقطعت في بعض الاوقات، بينما تشهد اتصالات الهاتف اضطرابات.

وبعيد ظهر الخميس بدأت الشرطة في الانتشار في الساحات الكبرى في المدينة التي اغلقت كل المحلات التجارية فيها تقريبا.

وتحدث صحافيون في المكان، لفرانس برس انهم شهدوا اعتقال حوالى عشرة اشخاص بينهم الحميد المهداوي رئيس موقع الكتروني اخباري محلي.

واعلنت نيابة الحسيمة مساء الخميس فتح تحقيق حول هذا الصحافي المغربي الملتزم المتهم بانه “دعا” اشخاصا الى “المشاركة في تظاهرة محظورة وبالمساهمة في تنظيمها”.

وتمت الدعوة منذ فترة طويلة الى هذه التظاهرة التي اطلق عليها منظموها اسم “المسيرة المليونية” من اجل ادانة تهميش المنطقة.

لكن بعد توقيف الزفزافي واكثر من 150 من انصاره بتهمة “المساس بالامن الداخلي للدولة” اصبح المطلب الرئيسي الافراج عنهم.

وحظرت السلطات المغربية التظاهرة محذرة من ان “كافة التدابير اللازمة” اتخذت لتطبيق هذا القرار.

– تدقيق في الهويات واستجواب –

قال عدد من الشهود العيان ان قوات الامن كانت تقوم الاربعاء بالتدقيق في هويات القادمين الى الحسيمة واستجوابهم.

وخلال فصل الصيف يعود عدد من سكان الريف المقيمين في اوروبا الى المغرب، وتشاهد في الشوارع سيارات تحمل لوحات تسجيل معظمها من هولندا.

ومنذ مقتل بائع سمك سحقا داخل شاحنة لجمع النفايات في الحسيمة نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2016، أصبح الزفزافي (39 عاما-عاطل عن العمل) أحد قادة حركة الاحتجاج ضد السلطة في منطقته.

ونظمت على امتداد ثمانية أشهر تظاهرات سلمية شبه يومية في مدينة الحسيمة وبلدة امزورين المجاورة جمع بعضها آلاف الاشخاص للمطالبة بالتنمية في منطقة الريف التي يعتبرون انها مهمشة ومهملة من السلطات.

ولم يكف اعلان السلطات عن خطة استثمارات واسعة ومشاريع للبنى التحتية وزيارات الوزراء، لنزع فتيل الازمة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية