مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عشرات القتلى والجرحى في اضخم تفجير يستهدف مدينة القامشلي السورية

موقع احد التفجيرين في القامشلي في 27 تموز/يوليو 2016 afp_tickers

قتل 44 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح الاربعاء في تفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا، وهو الاكبر في هذه المنطقة منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من خمس سنوات.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” عن مصادر طبية وصول “جثامين 44 شهيدا” اضافة الى 140 جريحا الى عدد من مشافي القامشلي بعد تفجير “ارهابي انتحاري لسيارة مفخخة” في القسم الغربي من المدينة، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن 48 قتيلا بين مدنيين وعناصر من القوات الكردية.

وذكرت القيادة العامة لقوات الاسايش الكردية في بيان ان التفجير نجم عن “شاحنة مفخخة”. ونقل مراسل وكالة فرانس برس عن عناصر كردية في موقع التفجير ان “انتحاريا” كان يقود الشاحنة.

واظهرت مقاطع فيديو التقطها مصور فرانس برس دمارا هائلا في شارع واسع على جانبيه مبان مدمرة جزئيا ويتصاعد الدخان من عدد منها. ويسير رجل مسرعا وهو يمسك بيد طفله والدماء والغبار تغطي وجهيهما وعلى بعد امتار منه يتصاعد صراخ امرأة تسير مسرعة مع طفلين.

وفي مشاهد اخرى، يهرول عشرات الناجين ومصابون تسيل الدماء منهم وهم مذهولون ويصرخون في وسط الشارع وسط انتشار للقوات الكردية. ويساعد شبان نساء ورجالا متقدمين في العمر على السير فوق الركام، في وقت يعمل شبان وعناصر بزي عسكري على اخراج مصاب يصرخ وهو عالق في سيارته التي لم يبق منها الا هيكلها الحديدي.

وتبدو سيارة اخرى مدمرة بالكامل وداخلها جثة سائقها يحاول احد الشبان سحبها. وعلى مقربة منه، اربعة شبان يحملون رجلا من يديه ورجليه والدماء تغطي جسده.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية التفجير. وجاء في بيان صادر عن “ولاية البركة”، وهو الاسم الذي يطلقه التنظيم على محافظة الحسكة، تناقلته مواقع جهادية “تمكن الاخ الاستشهادي ابو عائشة الانصاري من الوصول بشاحنته المفخخة وسط كتلة مبان لمرتدي الاكراد” قبل ان “يفجر شاحنته المفخخة وسط جموعهم”.

واورد ان تنفيذ هذا الهجوم ياتي “ردا على الجرائم التي ترتكبها طائرات التحالف الصليبي” على مدينة منبج، معقل التنظيم المحاصر من قوات سوريا الديموقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية في شمال سوريا.

وتحاول قوات سوريا الديموقراطية منذ 31 ايار/مايو السيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط الامداد الرئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة، ابرز معاقله في سوريا، والحدود التركية.

على صعيد اخر، افاد المرصد ان 800 من سكان منبج فروا الى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية الاربعاء.

الى ذلك، قال وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الاربعاء ان التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين لا يزال يعمل على فتح جبهة جديدة ضدهم في جنوب سوريا بالاضافة الى المعارك الدائرة في شمال شرق البلاد.

– انفجار خزان المازوت –

واعقب تفجير الشاحنة المفخخة بعد دقائق دوي انفجار ثان تبين انه ناجم عن انفجار خزان مازوت قريب يستخدم لامداد المولدات الكهربائية التي تغطي القسم الغربي من المدينة، وفق ما اكد المرصد السوري وعناصر من قوات الاسايش الكردية في المكان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “انفجار خزان المازوت ضاعف حجم الاضرار وعدد الضحايا”.

– مقار امنية وادارية –

وبحسب مراسل فرانس برس، وقع التفجير بالقرب من نقطة امنية قرب مقر للمؤسسات التابعة للادارة الذاتية الكردية في المدينة بينها وزارة الدفاع.

وتعرضت القامشلي في الاشهر الاخيرة لتفجيرات مماثلة استهدف بعضها القوات الكردية التي تخوض معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق عدة من سوريا.

ويتقاسم الاكراد وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي منذ العام 2012 حين انسحبت قوات النظام تدريجا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي. واثبت المقاتلون الاكراد انهم قوة رئيسية في التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية.

وبعد انسحاب قوات النظام، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في مناطق كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، اطلق عليها اسم “روج آفا” (غرب كردستان). وفي اذار/مارس الماضي اعلنوا النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.

– قصف في حلب –

على جبهة حلب (شمال)، قتل 18 مدنيا على الاقل الاربعاء في قصف لقوات النظام السوري على الاحياء الشرقية في مدينة حلب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واظهر شريط فيديو حصلت عليه وكالة فرانس برس مبنى من طابقين مهدما جزئيا ومحالا تجارية دمرت واجهاتها واجزاء منها وتبعثرت محتوياتها جراء القصف على حي الصاخور.

وتزامن القصف الاربعاء مع دعوة قيادة الجيش السوري مقاتلي الفصائل المسلحة في حلب الى تسليم اسلحتهم وتسوية اوضاعهم، بعد التقدم الذي احرزته هذه القوات خلال الاسابيع الاخيرة محكمة الحصار على مناطق المعارضة التي تعاني نقصا في المواد الغذائية والاساسية.

في مجال اخر، انقطع التيار الكهربائي في محافظة حلب اثر قصف بالصواريخ استهدف محطة الكهرباء نسبته وكالة الانباء السورية الى “الارهابيين”.

الى ذلك، اعلن التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين فتح “تحقيق رسمي” بعد تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين الاسبوع الماضي بالقرب من منبج في شمال سوريا في غارات نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية