مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عملية عسكرية لحزب الله اللبناني في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا

صورة وزعها المكتب الاعلامي لحزب الله اللبناني يظهر فيها عناصر من الحزب يطلقون نيران مدفعية في الحادي والعشرين من تموز/يوليو ضد جهاديين على الحدود بين سوريا ولبنان afp_tickers

أعلن حزب الله اللبناني الجمعة ان مقاتليه يشنون عملية عسكرية ضد “مسلحين ارهابيين” في منطقة جرود عرسال الحدودية مع سوريا، انطلاقا من مواقع عسكرية تابع له على جانبي الحدود اللبنانية السورية.

وافادت قناة المنار الناطقة باسم حزب الله عن “بدء العملية العسكرية لتطهير جرود عرسال والقلمون من المسلحين الارهابيين”.

وفي وقت لاحق، نعى حزب الله اثنين من مقاتليه سقطا في اليوم الاول من المعارك.

على الصعيد الرسمي، صدر القليل من التعليقات من جانب المسؤولين حول العملية واكد رئيس الجمهورية ميشال عون انه “يتابع التطورات العسكرية”.

وتقع جرود عرسال، التي تتمركز فيها مجموعات جهادية قدمت من سوريا، في المناطق الجبلية المشرفة على البلدة التي تحمل الاسم نفسه. كما فيها مخيمات تضم الاف اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في سوريا.

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله أعلن الاسبوع الماضي ان “الذين في جرود عرسال هم تهديد للجميع بما فيها مخيمات النازحين السوريين (…) آن الأوان للانتهاء من هذا التهديد”.

اما منطقة القلمون فتقع غرب سوريا على مقربة من الحدود مع لبنان. ويقاتل حزب الله الى جانب قوات النظام السوري في سوريا منذ سنوات عدة، الفصائل المسلحة المعارضة والفصائل الجهادية.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اعلن الثلاثاء ان الجيش يستعد للقيام بعملية عسكرية قرب مخيمات اللاجئين في جرود عرسال، حيث سبق ان تعرض جنود لبنانيون لاعتداءات عدة.

في غضون ذلك، افاد بيان ان الجيش اللبناني “يستهدف بالاسلحة الثقيلة مجموعة إرهابية كانت تحاول التسلل عبر مراكزه إلى عرسال ويصيب كامل أفرادها”.

وكان الجيش اعلن في وقت سابق انه “سمح لمجموعة من النساء والاطفال بالدخول الى عرسال من مخيم مدينة الملاهي القريب من مراكز المسلحين”.

ويستقبل لبنان اكثر من مليون نازح سوري على اراضيه فروا من الحرب الدائرة في بلادهم، كما يعيش نحو 45 الف لاجىء سوري مسجلين لدى الامم المتحدة في بلدة عرسال.

– الصليب الاحمر متأهب-

واعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان كريستوف مارتن لوكالة فرانس برس ان اللجنة مستعدة لاستقبال اي جرحى محتملين من جرود عرسال في بلدة عرسال.

وقال “نقدم الدعم لمستشفيين في عرسال، وسلمناهما المزيد من الادوية والمعدات الخاصة بالعمليات الجراحية، لان مواردهما محدودة”.

والمعروف ان منطقة عرسال تشكل بؤرة توتر أمني منذ سنوات عدة.

ففي عام 2014 قام الفرع السوري لتنظيم القاعدة مع تنظيم الدولة الاسلامية بخطف نحو ثلاثين جنديا وعنصر امن لبنانيين اثر مواجهات في هذه المنطقة. وتم اعدام أربعة منهم في حين توفي خامس متأثرا بجروح اصيب بها، كما اطلق سراح 16 منهم عام 2015. ولا يزال تسعة محتجزين لدى تنظيم الدولة الاسلامية.

وأعلنت وسائل اعلام حزب الله ان العملية العسكرية انطلقت من محورين، الاول من بلدة فليطا السورية، والثاني من القسم الجنوبي لجرود عرسال على الجانب اللبناني من الحدود، حيث يحظى حزب الله بنفوذ.

وكان الرئيس عون حذر قبل أيام من خطورة مشاعر العداء ضد اللاجئين السوريين اثر ظهور حملات ضد اللاجئين على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان.

وقام الجيش اللبناني في نهاية حزيران/يونيو بحملة مداهمات في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في جرود عرسال، وأعلن عن قيام خمسة انتحاريين بتفجير أنفسهم ما أدى الى مقتل فتاة صغيرة واصابة سبعة جنود بجروح. كما اعتقل عشرات الاشخاص.

وبعد ايام اعلن الجيش اللبناني وفاة اربعة سوريين بين المحتجزين اثر عمليات المداهمة هذه، موضحا انهم كانوا يعانون من مشاكل صحية. الا ان منظمات غير حكومية طالبت بفتح تحقيق مستقل، ملمحة الى امكان وفاتهم تحت التعذيب.

وأوقعت الحرب في سوريا منذ العام 2011 أكثر من 330 الف قتيل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية