مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عودة الحركة جزئيا الى مطار بروكسل، وبلجيكا تحاول طي صفحة الاعتداءات

اجراءات امنية للشرطة البلجيكية عند مدخل مطار بروكسل في 29 اذار/مارس 2016 afp_tickers

شهد مطار بروكسل الدولي الاحد اقلاع عدد من طائرات الركاب هي الاولى بعد الاعتداءات الدامية في 22 اذار/مارس، في مؤشر الى اعادة تشغيل جزئي للمطار وعودة الامور الى طبيعتها في بلجيكا.

واقلعت طائرة تابعة لخطوط “براسيلز ايرلاينز” في اجواء صافية قرابة الساعة 13,40 (11,40 ت غ) من مطار بروكسل متجهة الى فارو (جنوب البرتغال) بعد ان ادى لها التحية رجال الاطفاء واجهزة الاسعاف ورجال الشرطة الذين وقفوا قرب المدرج.

وصفق وزيران من الحكومة ومسؤولو المطار ونحو خمسين من موظفيه لدى اقلاع الطائرة وكانوا وقفوا دقيقة صمت قبل ذلك.

وقال رئيس مجلس ادارة مطار بروكسل ارنو فيست بعد اقلاع الطائرة “استؤنف العمل”.

وكان معظم الركاب وصلوا باكرا صباح الاحد بسبب الاجراءات الامنية المشددة التي تقررت بالتشاور مع الشرطة.

واقامت قوات الشرطة وجنود مدججون بالسلاح حاجزا وقاموا بتفتيش الركاب وحقائبهم قبل ان يدخلوا المبنى. ومنع من يرافقهم من الخروج من موقف السيارات.

ومع هذه الرحلة الاولى “الرمزية” بعد 12 يوما من الاعتداءات التي استهدفت المطار والمترو في العاصمة البلجيكية واوقعت 32 قتيلا و340 جريحا، يعود المطار جزئيا الى العمل. واقلعت بعد ذلك رحلتان اخريان الى اثينا وتورينو (ايطاليا).

وستعود الطائرات الثلاث مساء الى بروكسل وعلى متنها اول مجموعة من المسافرين القادمين الى البلاد من الخارج عبر مطار “زافنتم”.

وتتطلب الاضرار الجسيمة في قاعة المغادرة التي تحطم زجاجها وتضررت اعمدتها ودمر سقفها، اشغالا كثيفة لاعادة تاهيلها. ونصبت السلطات في بضعة ايام بنية موقتة من خيم بيضاء كبيرة خارج القاعة، تتيح تسجيل حوالى 800 راكب في الساعة، اي ما يوازي معدل ست رحلات، وهو ما يشكل 20% فقط من قدرات المطار في الاوضاع الطبيعية.

وردا على سؤال وجهه صحافيون، رغب رب عائلة كان يهم بايصال مجموعة من الشباب يغادرون للمشاركة في دورة رياضية في فارو في ان يبدو متفائلا. وقال مبتسما “اعتقد ان هذا هو المطار الاكثر امانا في العالم الآن، اليس كذلك”؟.

– “تخطي الخوف” –

وقال لوكا باسوكوس “لا اعرف كيف سنتعامل مع المشاعر التي ستنتابنا عندما نفكر ان الكثير من الابرياء لقوا حتفهم هناك”.

وقد وصل لوكا وهو طالب في علوم الكمبيوتر (20 عاما) قبل اربع ساعات من رحلته الى أثينا. وقال “كنت سعيدا لان ذلك يجنبني ساعة ونصف ساعة بالسيارة للذهاب الى لييج”، احد المطارات الاقليمية التي حولت اليها بعض الرحلات بعد الهجمات.

وقال باناجيوتيس الذي كان يقل لوكاس الى المطار “يجب تخطي الخوف”. واضاف “الاجراءات الامنية مشددة جدا ولا اعتقد اننا سنواجه مشكلة كبيرة”.

واعتبارا من الاثنين سيتم توسيع نطاق العمل بصورة تدريجية ليشمل رحلات شركات اخرى ووجهات ابعد.

واكد فيست ان “هدفنا هو بلوغ اقصى قدرة متاحة لحركة المغادرة في عطلة نهاية حزيران/يونيو وبداية تموز/يوليو”.

واوردت وسائل الاعلام ان المطار سيستعيد في افضل الظروف 40% من قدراته العادية هذا الصيف لكنه لن يستعيد طاقته الكاملة الا في نهاية السنة.

في غضون ذلك، اعلنت شركة دلتا ايرلاينز الاميركية الاحد انها لن تستأنف قبل اذار/مارس 2017 رحلاتها بين بروكسل واتلانتا، محطتها الرئيسية في الولايات المتحدة، “نظرا لعدم اليقين الذي لا يزال يخيم على إعادة فتح المطار (…) وتراجع الطلب”.

ورغم تظاهرات سادها توتر السبت في بروكسل، استؤنفت الحياة مجددا في العاصمة وسائر انحاء البلاد، فيما تواصل الشرطة ملاحقة الفارين المشتبه بهم، بمن فيهم “الرجل صاحب القبعة” الذي ظهر في كاميرات المراقبة وترك حقيبة مليئة بالمتفجرات داخل صالة المغادرة في المطار.

وفي وسط بروكسل في ساحة البورصة حضر نحو الف شخص ظهر الاحد حفلا غنائيا. وقال احد منظمي هذا الحفل “ان الموسيقى تريح وتجمع وهذا ما تحتاج اليه بروكسل والعالم اجمع”.

من جهته، لا يزال صلاح عبد السلام الناجي الجهادي الوحيد من المجموعة التي ارتكبت اعتداءات باريس وسان دوني في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، ينتظر تسليمه الى فرنسا. وكان اعتقل في 18 اذار/مارس في بروكسل وسجن في بروج.

وعاود المترو في العاصمة البلجيكية نشاطه بسرعة، ولو جزئيا، بعد الهجمات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية