مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عودة المحادثات الأفغانية إلى مسارها مع إعلان وقف إطلاق النار

عناصر أمن أفغان في موقع شهد انفجار سيارة مفخخة قرب مبنى تابع للاستخبارات الأفغانية في مدينة ايبك بتاريه 13 تموز/يوليو 2020 afp_tickers

عادت محادثات السلام التي تأجّلت طويلا بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى مسارها الثلاثاء على ما يبدو، بعدما أعلن الرئيس أشرف غني أن المفاوضات قد تبدأ الأسبوع المقبل بينما اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.

وأبدت الولايات المتحدة التي كانت تأمل منذ توقيعها اتفاقا تاريخيا مع طالبان في نهاية شباط/فبراير بتسجيل اختراق على صعيد التعاون بين المتمردين وكابول “ترحيبها بالإعلان عن وقف إطلاق النار” ودعت إلى “الإسراع” لإطلاق مفاوضات أفغانية-أفغانية.

ومن المقرر أن تبدأ الهدنة أول أيام عيد الأضحى الجمعة لتستمر خلال العطلة.

وعرضت طالبان وقف إطلاق النار بعدما تحدث غني عن تحقيق تقدم في عملية تبادل السجناء التي عرقلت بدء المحادثات.

وقال غني أثناء خطاب أدلى به في القصر الرئاسي “للتعبير عن التزام الحكومة بالسلام، ستستكمل جمهورية (أفغانستان) الإسلامية قريبا إطلاق سراح 5000 سجين من طالبان”، في إشارة إلى عدد متمردي الحركة المحتجزين لدى السلطات والذين كان من المفترض أن يتم الإفراج عنهم بموجب اتفاق أبرمته طالبان مع واشنطن في شباط/فبراير.

وأضاف غني “نتطلع عبر هذه الخطوة لبدء المفاوضات المباشرة مع طالبان خلال نحو أسبوع”.

وقال المتحدث باسم الرئاسة صديق صديقي لفرانس برس إن كابول ستلتزم وقف إطلاق النار، لكنه حذّر من أن الهدنة ليست كافية.

وصرّح “يطالب الشعب الأفغاني بوقف دائم لإطلاق النار وبدء محادثات مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية”.

ويأتي إعلان كابول استعدادها لاجراء المحادثات بعدما أشارت طالبان الأسبوع الماضي إلى أنها على استعداد كذلك للتفاوض بعد عطلة العيد.

وأمر المتحدّث العسكري باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان عناصر الحركة “بالامتناع عن تنفيذ أي عمليات ضد العدو خلال أيام عيد الأضحى الثلاثة”.

لكنه أضاف أن أي هجوم “يشنّه العدو” سيقابل بالقوة.

وأعلن سفير الولايات المتحدة في كابول روس ويلسون “أرحب بالإعلان عن هدنة في عيد الأضحى. الأفغان يستحقون الاحتفال بالعيد بسلام”.

وكتب السفير على تويتر “أتطلّع لوفاء الجانبين بالتزاماتهما والانتقال سريعا لإجراء مفاوضات أفغانية-أفغانية”.

وستكون الهدنة حال تطبيقها ثالث وقف رسمي لإطلاق النار منذ اندلعت الحرب في أفغانستان عام 2001. وتم وقف إطلاق النار في حزيران/يونيو 2018 وأيار/مايو هذا العام.

وبينما سهّلت الهدنتان عمليات إيصال المساعدات إلى أنحاء أفغانستان إلا أنهما لم تستمرا إذ سرعان ما عاود المتمردون شن هجمات شبه يومية.

– مقتل 3500 جندي أفغاني –

ونصّ الاتفاق الذي أبرمته طالبان مع واشنطن في 29 شباط/فبراير على مغادرة جميع القوات الأجنبية أفغانستان خلال الأشهر القادمة مقابل عدة تعهّدات أمنية قدّمها المتمردون.

كما نص على بدء طالبان وكابول محادثات سلام مباشرة في العاشر من آذار/مارس، بعد استكمال عملية تبادل السجناء.

لكن الموعد انقضى وسط سجالات سياسية في كابول وخلافات بشأن تبادل السجناء، إذ أشارت السلطات الأفغانية إلى أن بعض سجناء طالبان الذين أطلق سراحهم عادوا للقتال.

وسلّط غني الضوء على حصيلة المدنيين والعسكريين الذين لقوا حتفهم منذ أبرم الاتفاق، فأعلن مقتل أكثر من 3500 جندي أفغاني. كما أفاد أن 775 مدنيا قتلوا بينما أصيب 1609 بجروح.

وحمّلت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان حركة طالبان المسؤولية عن نحو نصف الضحايا المدنيين خلال النصف الأول من 2020، وحمّلت القوات الأفغانية المسؤولية عن نحو ربعهم.

وأسفر العنف الذي صرف الانتباه عن وباء كوفيد-19 الذي يجتاح البلاد، عن مقتل وإصابة مئات الأطفال كذلك.

وندد زعيم طالبان هيبة الله أخوند زاده في وقت سابق الثلاثاء بالجيش الأميركي على خلفية ضربات جوية ضد المتمردين تم تنفيذها ردا على هجمات شنها عناصر من الحركة.

وقال “إن الهجمات بطائرات بدون طيار والتفجيرات والغارات والقصف المدفعي لأسباب لا مبرر لها لا تخدم مصلحة أحد ولا تساعد في كسب الحرب. بل على العكس، فإن هذه الأعمال تأتي بنتائج عكسية”.

ولم يصدر أي رد بعد من الجيش الأميركي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية