مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غارات جديدة على القوات المتمردة جنوب اليمن واتهام ايراني للسعودية ب”الخيانة”

قائد الحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري في طهران في 2012 afp_tickers

شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية الاثنين غارات جديدة على مواقع الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في جنوب اليمن حيث استمرت المواجهات على الارض، فيما اتهم قائد الحرس الثوري الايراني السعودية ب”الخيانة” في اليمن.

وقتل خمسة مدنيين من عائلة واحدة في غارة شنها طيران التحالف على مبنى حكومي في مدينة عدن بجنوب اليمن ما تسبب بانهيار خمسة منازل مجاورة، بحسبما افاد مسؤول محلي.

كما قتل 12 جنديا من القوات الموالية لصالح والمتحالفة مع الحوثيين، في غارات شنها الاثنين طيران التحالف العربي ضد مواقع في عتق كبرى مدن محافظة شبوة بجنوب اليمن، بحسب مصادر عسكرية.

واكدت المصادر ان طيران التحالف شن غارات على خمس مدارس حولها الحوثيون المتهمون بتلقي الدعم من ايران وحلفاؤهم الى مقرات عسكرية ومخازن ذخيرة وكانت تحتوي ايضا على دبابات وعربات مدرعة.

ودمرت الغارات غالبية هذه المعدات كما اسفرت عن مقتل 12 جنديا من القوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بحسب المصادر.

كما قصفت طائرات التحالف عدة مواقع للحوثيين وحلفائهم في عدن، كبرى مدن الجنوب، لاسيما في احياء دار سعد وخور مكسر ومواقع اخرى عند المدخلين الشمالي والشرقي للمدينة.

وشن طيران التحالف ايضا غارتين على مواقع للقوات الموالية لصالح في ضواحي مدينة لودر، ثاني اكبر المدن في محافظة ابين الجنوبية، ما أسفر عن تدمير عدد من الاليات والعربات العسكرية بالاضافة الى سقوط قتلى وجرحى.

واكدت مصادر محلية ان الغارات شملت جبل ثرة جنوب لودر ومواقع في المنطقة الرابطة بين لودر ومحافظة البيضاء المجاورة.

واستمرت المواجهات في عدة انحاء من جنوب اليمن، بين مسلحي “المقاومة الشعبية” المؤيدة للرئيس المعترف به دوليا، وقوات صالح والحوثيين، وذلك لليوم الثاني على التوالي.

وتركزت الاشتباكات في لودر وعدن وتعز.

وشوهد مئات من سكان تعز، المدينة الكبيرة في جنوب غرب البلاد، يغادرون منازلهم باتجاه مناطق نائية هربا من المواجهات العنيفة المستمرة منذ يومين في وسط المدينة.

وارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين في المدينة الى 17 شخصا في يومين من المواجهات بحسب مصادر محلية.

وقد اعلنت الفصائل المناهضة للحوثيين تشكيل “مجلس قيادة المقاومة الشعبية في محافظة عدن”، على ان يعمل المجلس على “إدارة المقاومة حتى انتهاء العدوان وخروج الغزاة المعتدين وعودة الأمن والاستقرار”.

واكد المجلس في بيان تشكيله على “دعم شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي” وتاييد عمليات التحالف العربي.

وعلى الجهة الاخرى من الحدود، اكدت السلطات السعودية وصول “طلائع” قوات الحرس الوطني بعد ان امر الملك سلمان بمشاركتها في العمليات العسكرية.

وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان طلائع قوات الحرس الوطني وصلت “لمنطقة نجران للمشاركة في الدفاع عن حدود المملكة العربية السعودية الجنوبية إلى جانب القوات العسكرية الأخرى، وذلك لمواجهة أي تهديدات محتملة على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي للمملكة”.

ويعد الحرس الوطني الذي يضم عددا كبيرا من ابناء القبائل، قوة مستقلة من 125 الف رجل لها وزارتها الخاصة التي تلعب دورها في الامن الداخلي والدفاع الخارجي على حد سواء.

وسلاح الحرس الوطني هو بري ومدرع بشكل اساسي، الا انه ابرم اتفاقيات لاقتناء مروحيات قتالية من طراز اباتشي وبلاك هوك.

وفي السعودية ايضا، اجرى ولي عهد ابوظبي الاحد ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الاماراتية الشيخ محمد بن زايد زيارة الى قاعدة الملك فهد الجوية في مدينة الطائف التقى خلالها وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان وقوات سلاح الجو الاماراتي المشاركة في العمليات في اليمن.

واكد الشيخ محمد بن زايد في تصريحات نقلتها صحيفة الاتحاد الصادرة اليوم الاثنين ان القرار الذي اتخذه الملك سلمان بالتدخل عسكريا في اليمن “وقفة شامخة سترسم المسار السياسي والتنموي في المنطقة لعقود قادمة”.

وقال الشيخ محمد “خيارنا الوحيد هو الانتصار في امتحان اليمن لمصلحة منبع العروبة والمنطقة”.

وذكر انه مع اعلان انتهاء عملية “عاصفة الحزم” وبدء عملية “اعادة الامل”، “ننتقل الى مرحلة جديدة في التصدي للتطورات والأحداث المؤسفة في اليمن بعد أن تمكنا من تحييد الخطر الواضح الذي يمتد خارج اليمن” في اشارة على ما يبدو الى تدمير القدرات الصاروخية والجوية للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

واعتبر الشيخ محمد ان المرحلة الجديدة “تعتمد على استراتيجية متعددة الأدوات تستند إلى البعد العسكري وتسعى من خلال الجوانب السياسية والإنمائية والتنموية إلى عودة الشرعية التي تحفظ لليمن كيانه وعودته إلى المسار السياسي الذي تم الانقلاب عليه بما يخلق اجماعا لا يستثني أحدا وينأى عن سيطرة العنف والسلاح”.

واعلن مجلس الوزراء السعودي الاثنين ان الدول العربية التسع في التحالف “تؤكد حرصها على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقراره بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية وليتمكن من بلوغ ما يصبو إليه من آمال وطموحات وليعود لممارسة دوره الطبيعي في محيطه العربي”.

وفي بيان نشر في ختام الاجتماع الاسبوعي برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز اضاف المجلس ان “القوات المسلحة فرضت سيطرة جوية لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول المنطقة”.

من جهته، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي سيلتقي الاثنين نظيره الايراني محمد جواد ظريف انه سيحض الاخير على المساعدة في انهاء اعمال العنف في اليمن، محذرا من ان مستقبل هذا البلد ينبغي الا يقرره “اطراف خارجيون”.

وجاء ذلك بعدما اتهم قائد الحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري السعودية ب”الخيانة” في اليمن وبانها “تحذو حذو اسرائيل في المنطقة”.

وقال جعفري ان “السعودية الخائنة تحذو حذو اسرائيل والصهاينة”، مضيفا ان “اعداء الثورة الاسلامية بدات تتضح معالمهم”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية.

وكان المرشد الاعلى شبه السعودية باسرائيل في التاسع من نيسان/ابريل عندما شن حملة شديدة على الضربات الجوية التي يشنها التحالف مطالبا بوقف هذه “الاعمال الاجرامية”.

وفي نيويورك، انتقد وسيط الامم المتحدة السابق في اليمن جمال بنعمر حظر الاسلحة الذي فرضته المنظمة الدولية على المتمردين الحوثيين في اليمن، معتبرا انه يمكن ان يعرقل وصول المساعدة الانسانية الى اليمنيين.

وعقد مجلس الامن الدولي الاثنين جلسة مغلقة حول النزاع في اليمن استمع خلالها الى تقرير اخير لبنعمر قبل ان يخلفه الدبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد.

واعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الاثنين ان وزراء خارجية دول المجلس سيعقدون الخميس في قاعدة الرياض الجوية اجتماعا برئاسة خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري، سيتم خلاله التطرق الى الازمة في اليمن.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية