مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غارات على مواقع للحوثيين في محيط صنعاء غداة اعتراض صاروخ فوق الرياض

الدخان يتصاعد من احد المباني اثر غارة جوية نسبت الى التحالف العسكري في العاصمة صنعاء في 6 كانون الاول/ديسمبر. afp_tickers

شنت طائرات التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية الأربعاء سلسلة غارات في محيط مدينة صنعاء وفي مناطق اخرى من البلد الغارق في نزاع مسلح، غداة اعتراض صاروخ بالستي فوق الرياض أطلقه الحوثيون.

في هذا الوقت، شن مسلحون مجهولون هجوما مباغتا على منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل على أيدي المتمردين، وقتلوا بعض حراس المبنى من الحوثيين.

وقال شهود لوكالة فرانس برس ان غارات استهدفت معسكرا للمتمردين جنوب صنعاء، ومعسكرا ثانيا غرب العاصمة، ومواقع اخرى شمال المدينة. وذكر مصدر أمني مقرب من المتمردين ان طائرات التحالف شنت هذه الغارات.

وفي صعدة، معقل المتمردين، قتل 11 مدنيا واصيب ثمانية اخرون بجروح في غارة أصابت مجموعة منازل، بحسب ما افاد مسؤول محلي فرانس برس.

واعلن البيت الابيض الاربعاء ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب تحدث هاتفيا الى الملك سلمان بعد استهداف الرياض بصاروخ بالتسي.

وقال بيان البيت الابيض “اعرب الرئيس ترامب عن التضامن مع السعودية بعد الهجوم بالصاروخ البالستي الذي استهدف مقر الملك سلمان الرسمي (…) وهو هجوم مكّنته قوات الحرس الثوري الايراني الاسلامي”.

واتهمت الولايات المتحدة والسعودية ايران بتزويد المتمردين الحوثيين بصواريخ بالستية بعد هجوم سابق بصاروخ على الرياض الشهر الماضي، وقامت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي بعرض ادلة وصفتها بانها “دامغة” على ان الصاروخ “صنع في ايران”.

وتنفي ايران تزويد الحوثيين بأي صواريخ بالستية.

من جهتها، قالت قناة “المسيرة” المتحدثة باسم المتمردين ان بين القتلى نساء واطفالا، متهمة طيران التحالف بشن الغارة.

وباستثناء الغارة على صعدة، لم تؤكد مصادر امنية وطبية تحدثت اليها فرانس برس وقوع قتلى او جرحى في الغارات الاخرى، الا ان ان وكالة “سبأ” المتحدثة باسم المتمردين قالت ان 38 شخصا قتلوا في أنحاء مختلفة من اليمن جراء الضربات الجوية.

ووقعت الغارات غداة قيام الحوثيين باستهداف العاصمة السعودية بصاروخ بالستي جرى اعتراضه فوق الرياض قبل أن يصيب هدفه.

وقال المتمردون ان “هدف الصاروخ البالستي اجتماع موسع لقادة النظام السعودي في قصر اليمامة” حيث عقدت الحكومة اجتماعا برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أعلنت خلاله موازنة العام المقبل.

ويشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر 2014.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وتزامن اطلاق الصاروخ الثلاثاء مع نحو ألف يوم من التدخل السعودي.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تبنى المتمردون الحوثيون اطلاق صاروخ بالستي يبلغ مداه نحو 750 كيلومترا واستهدف مطار الرياض. وجرى اعتراضه فوق المطار وكانت هذه المرة الاولى التي يقطع فيها صاروخ اطلق من اليمن هذه المسافة داخل السعودية.

وتتهم الرياض وواشنطن ايران بالوقوف خلف الهجمات الصاروخية ضد السعودية. وكانت الولايات المتحدة أعلنت قبل أيام ان الصاروخ البالستي الاول “من صنع ايراني”، وهو اتهام نفته طهران.

ونفى ناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية “بحزم” الاربعاء الاتهامات الاميركية والسعودية لطهران بتسليح المتمردين الحوثيين في اليمن.

– الحل السياسي مستبعد –

بعيد اعتراض الصاروخ الاول، فرض التحالف العسكري حصارا شاملا على اليمن لنحو ثلاثة اسابيع أغلق خلاله المنافذ الرئيسية التي تدخل عبرها المساعدات الانسانية وأهمها ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين.

الا ان التحالف أصدر بيانا الاربعاء يؤكد انه لن يغلق الميناء غداة اعتراض الصاروخ الثاني.

وقال عبر وكالة الانباء السعودية الرسمية ان “قيادة التحالف تعلن استمرار فتح ميناء الحديدة للمواد الإنسانية والإغاثية، والسماح بدخول السفن التجارية بما فيها سفن الوقود والمواد الغذائية لمدة ثلاثين يوماً”.

وفي مؤتمر صحافي في الرياض مساء الاربعاء، قال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي انه سيتم السماح بادخال ثلاث رافعات جديدة الى ميناء الحديدة رغم انه اتهم الحوثيين بتهريب “الاسلحة الايرانية” الى اليمن عبر هذا الميناء والمنافذ الاخرى.

وراى ان استمرار اطلاق الصواريخ البالستية “تصعيد خطير من الميليشيات الايرانية”، وان هذه الصواريخ تثبت “استمرار تهريب الاسلحة عن طريق المنافذ الاغاثية”.

وتحدث عن اطلاق اكثر من 80 صاروخا بالستيا باتجاه السعودية منذ تدخل المملكة في النزاع، وسقوط اكثر من 65 الف “مقذوف حربي” في اراضي المملكة.

كما قال ان التحالف قتل اكثر من 11 الف متمرد حوثي منذ اذار/مارس 2015.

وشهد النزاع اليمني تصعيدا اضافيا في الرابع من كانون الاول/ديسمبر عندما قُتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بأيدي الحوثيين بعد أيام من انهيار التحالف معهم ما أدى الى اندلاع مواجهات دامية في صنعاء. كما اطلقت القوات الحكومية اثر ذلك حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الاحمر غربا.

ومساء الثلاثاء، أفاد سكان في الحي المجاور لمنزل الرئيس السابق وسط العاصمة ان مسلحين مجهولين هاجموا بالاسلحة الرشاشة عناصر من المتمردين في محيط المنزل وقتلوا معظم المسلحين المكلفين حراسة المبنى ثم لاذوا بالفرار.

ولم يعرف عدد القتلى في الهجوم او الجهة التي تقف خلفه.

وفي هذا السياق، اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان الحل السياسي في اليمن لم يعد ممكنا بعد قتل المتمردين حليفهم السابق، مؤكدا ان حكومته لن تدخل في حوار معهم الا بعد ان يتخلوا عن السلطة.

وقال هادي في لقاء مع عدد من السفراء في محل اقامته الموقت في الرياض مساء الثلاثاء “اثبتت الميليشيات (…) انها لا تجنح للسلم وان اي عمليات سلام معها قبل انتزاع السلاح يعتبر اهدارا للوقت وخدمة مجانية للميليشيات”.

وأكد “لن تتوقف العمليات العسكرية حتى تحرير كافة التراب اليمني ولا يمكن اجراء اي حوار او مشاورات إلا على قاعدة المرجعيات الثلاث التي تنص بصورة واضحة على انهاء الانقلاب وتسليم السلاح وعودة مؤسسات الدولة”.

تسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصا منذ اذار/مارس 2015 واصابة عشرات الاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الالاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.

وحاولت الامم المتحدة التوسط بين اطراف النزاع للتوصل الى حل سياسي الا ان مساعيها باءت بالفشل.

جج-حمو-عهح-مع/سام

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية