مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غارة أميركية توقع ضحايا مدنيين في كابول خلال زيارة ماتيس وستولتنبرغ

وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الافغاني اشرف غني في كابول في 17 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

اعلن حلف شمال الاطلسي سقوط “العديد من الضحايا المدنيين” في كابول بسبب “خلل” في عمل صاروخ اطلقته طائرة اميركية ردا على هجوم شنه متمردو طالبان على مطار العاصمة الافغانية بعيد وصول وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس والأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في “خطأ” ارخى بظلاله على هذه الزيارة البالغة الاهمية.

وقالت عملية “الدعم الحازم” التي ينفذها الحلف الاطلسي في افغانستان في بيان “للاسف، ادى خلل في عمل صاروخ الى سقوط العديد من الضحايا المدنيين”.

وكان متمردو حركة طالبان اطلقوا صواريخ وقذائف هاون على المطار وعلى حي سكني محاذ له بعد بضع ساعات من وصول وزير الدفاع جيم ماتيس الى العاصمة الافغانية.

واوضح الحلف ان القوات الاميركية بادرت عندها الى تقديم “دعم لقوات التدخل السريع الافغانية عبر شن غارة جوية”، معربا عن “اسفه العميق” ومعلنا “اجراء تحقيق حول كيفية تنفيذ العملية والخلل في عمل الذخيرة”.

وتبنت حركة طالبان على تويتر الهجوم الذي قالت إنه “استهدف طائرة وزير الدفاع الاميركي”. وبحسب وزارة الدفاع الافغانية فقد قتلت امرأة واصيب 11 مدنيا آخرين بقصف طالبان للمطار ومحيطه.

ولم تتضح حتى مساء الاربعاء الحصيلة المحددة لهذه العمليات، وذكرت وسائل اعلام محلية انها قد تكون اكبر مما اعلن رسميا.

واورد الحلف الاطلسي في بيانه “نتخذ كل التدابير الممكنة لتفادي سقوط ضحايا مدنيين رغم ان اعداء افغانستان يواصلون عملياتهم في مناطق يتعمدون فيها تعريض المدنيين للخطر”.

وهذه الاخطاء المرتبطة غالبا بغارات جوية يشنها الجيش الاميركي في اطار مكافحة الارهاب، تزيد من استياء السكان الافغان وغضبهم حيال القوات الغربية.

كذلك، فان عدد الضحايا المدنيين جراء العمليات الجوية ازداد منذ بات الجيش الافغاني ينفذ العمليات بنفسه، وفق الامم المتحدة.

– “الطيبون” –

وارخى هذا الخطأ على الزيارة البالغة الاهمية لماتيس وستولتنرغ للعاصمة الافغانية، لا سيما وانها اول زيارة لمسؤول كبير في ادارة الرئيس دونالد ترامب منذ اعلن الاخير في آب/اغسطس تعزيز القوات الاميركية في افغانستان.

وقال ماتيس في مؤتمر صحافي مشترك مع ستولتنرغ “نحن الناس الطيبون”.

وبموجب الاستراتيجية الجديدة التي اعلنها ترامب سيتم ارسال ثلاثة الاف جندي اميركي لدعم 11 الفا منتشرين في افغانستان حيث تخوض الولايات المتحدة اطول حرب لها منذ العام 2001.

وقال ماتيس في المؤتمر الصحافي المشترك ان هذه التعزيزات وقسم منها في طريقه الى افغانستان “ستعطينا دفعا فعليا لمواجهة كل محاولات طالبان ضد” القوات الافغانية، مضيفا “لن نتخلى عن افغانستان امام عدو بلا رحمة يحاول الاستيلاء على السلطة عبر القتل”.

واعتبر الوزير الاميركي ان اطلاق الصواريخ على المطار “او على اي مطار دولي اخر جريمة ضد أبرياء وهو بمثابة كشف عن نوايا طالبان وما هم عليه وعن نهجهم”.

وشدد ماتيس على انه “من غير الوارد السماح لطالبان وتنظيم الدولة الاسلامية وشبكة حقاني بتعزيز وجودها في البلاد”.

من جهته، اعتبر ستولتنبرغ انه “كلما حافظت افغانستان على استقرارها، زاد الامان لدينا”، مذكرا بان “اكثر من 15 دولة أعضاء في الحلف الاطلسي وافقت على إرسال قوات إضافية”.

واضاف في تغريدة أن “الاطلسي لا يدير ظهره عندما تسوء الامور. نحن نلتزم بوعودنا”.

ودعت الولايات المتحدة الحلف الاطلسي الى زيادة عديد قوة الدعم الحازم والبالغ 5 الاف عنصر حاليا وجدد غني الطلب الاربعاء قائلا “الان وقد قرر الجنرال ماتيس ارسال عدد إضافي من الجنود آمل ان تحذو دول الحلف الاطلسي حذوه”.

في اواسط ايلول/سبتمبر اقر رؤساء اركان الدول ال29 الاعضاء في الحلف الاطلسي “ضرورة تلبية” هذا الطلب لكنهم امهلوا انفسهم حتى تشرين الاول/اكتوبر لاعلان قرارهم.

واوضح الجنرال الاميركي جاك نيكولسون قائد قوة الاطلسي ان المعطيات الجديدة التي اعلنتها الولايات المتحدة ساهمت في رفع معنويات القوات الافغانية.

وصرح للصحافيين “في ساحة المعركة، تراجعت معنويات طالبان ولا تزال خسائرهم كبيرة جدا. لقد اثر هذا الامر بالتأكيد”.

ووصل ماتيس الذي يقوم بزيارته الثانية الى افغانستان بعد توقف قصير في 24 نيسان/ابريل، صباح الاربعاء قادما من الهند في سياق تصعيد سياسي عسكري مع كوريا الشمالية.

– طالبان وروسيا وايران –

وعلق ماتيس ايضا على الادعاءات بان روسيا وايران تزودان حركة طالبان بالاسلحة لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية والتي صدرت ايضا عن الحكومة الافغانية.

وقال ماتيس “لقد عانت هاتان الدولتان من الارهاب ولن يكون من الحكمة ابدا دعم الارهاب لدى الغير على امل النجاة منه”.

كشف دونالد ترامب في نهاية آب/أغسطس وبعد فترة طويلة من التردد عن “استراتيجيته الجديدة” لدعم نظام كابول بوجه المتمردين الإسلاميين، معتبرا أن انسحابا من هذا البلد سيولد “فراغا” يستفيد منه “الإرهابيون”.

وأوضح البنتاغون لاحقا أنه سيتم نشر ثلاثة آلاف عسكري إضافي بات قسم منهم في طريقه إلى افغانستان، ودعا كذلك الحلفاء الأطلسيين إلى زيادة عديد قواتهم.

وتسجل القوات الأفغانية تراجعا في وجه المتمردين الذين سيطروا على أكثر من ثلث أراضي البلاد، فيما عمدت الحكومة غلى تركيز قواتها في محيط المدن لمنع سقوطها بأيدي طالبان.

وعملية “الدعم الحازم” التي يقودها الجنرال الاميركي جون نيكولسون مكلفة بصورة أساسية تدريب وتقديم المشورة للقوات الأفغانية التي تتكبد خسائر فادحة، كما تنفذ الولايات المتحدة بموازاة هذه المهمة عمليات ضد التنظيمات الإسلامية في سياق “مكافحة الإرهاب”.

وفي هذا السياق، يجيز البيت الابيض للجيش الأميركي الذي أقر مؤخرا بأن عديد قواته في أفغانستان يبلغ 11 ألف عسكري، بتنفيذ غارات جوية على المتمردين بمواكبة القوات الجوية الأفغانية .

الاحد، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية دولت وزيري ان القوات الحكومية شنت اكثر من 20 الف عملية عسكرية ضد المتمردين في الاشهر الستة الاولى من العام.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية