مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غضب دولي عارم بعد اجراء كوريا الشمالية تجربة نووية خامسة “ناجحة”

علم كوريا الشمالية على مبنى سفارتها في بكين، 9 ايلول/سبتمبر 2016 afp_tickers

اعربت الدول الكبرى الجمعة عن غضبها بعد ان اعلن النظام الكوري الشمالي اطلاق راس نووي يمكن تحميله على صاروخ في خامس تجربة نووية “ناجحة”، ما استدعى اجراء محادثات عاجلة في الامم المتحدة ودعوات لفرض عقوبات جديدة.

ودانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين التجربة التي جرت قرب موقع بيونغيي-ري، بقوة انفجار تعادل حوالى 10 كيلوطن وهو اقوى انفجار يقوم به الشمال حتى اليوم.

وفي نيويورك حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة مجلس الامن الدولي على “البقاء موحدا والتحرك في شكل مناسب” خلال اجتماعه المتوقع الساعة 19,00 ت غ.

وقبل بضع ساعات من اجتماع المجلس، ندد الامين العام ب”اكبر قدر من الحزم” بما اعتبره “استفزازا” من جانب بيونغ يانغ.

وصرح للصحافيين “انه انتهاك صارخ جديد لقرارات مجلس الامن” التي تحظر على بيونغ يانغ اي نشاط نووي او بالستي تحت طائلة التعرض لعقوبات.

من ناحيتها قالت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي ان “صبرنا وصبر المجتمع الدولي بلغ مداه”، منتقدة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون و”طيشه المجنون”.

كما دان الرئيس الاميركي باراك اوباما التجربة ووصفها بانها “تهديد خطير للامن الاقليمي وللسلام والاستقرار الدوليين” متوعدا بفرض عقوبات دولية.

ونددت اليابان بالتجربة التي وصفتها بانها “غير مقبولة على الاطلاق” فيما اعربت روسيا عن “القلق البالغ”، وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان التجربة هي “انتهاك سافر” للعديد من قرارات مجلس الامن.

وصرح بان كي مون للصحافيين قبل اجتماع مجلس الامن الذي دعت اليه الولايات المتحدة واليابان “اطلب من مجلس الامن ان يبقى متحدا وان يتخذ العمل المناسب. علينا ان نوقف هذا التصعيد المتسارع”.

وقال اوباما انه اتصل بقادة كوريا الجنوبية واليابان للتباحث في هذه الازمة، مؤكدا ان رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي ورئيسة كوريا الجنوبية وافقا كذلك على التعاون الوثيق.

– بحث عن ادلة –

تم رصد زلزال عند الساعة 00,30 بتوقيت غرينتش بالقرب من موقع بيونغيي-ري في يوم ذكرى تأسيس كوريا الشمالية في 1948.

وبعد ذلك، نقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لم تسمه ان “قوة الانفجار تعادل حوالى 10 كيلوطن وهو اقوى انفجار يقوم به الشمال حتى اليوم”.

وقال كيم نام-ووك الذي يعمل في وكالة الارصاد الجوية الكورية الجنوبية ان قوة التفجير “اكبر بمرتين من قوة التفجير السابق واقل بقليل من قنبلة هيروشيما التي بلغت قوتها نحو 15 كيلوطن”. وكانت التجربة النووية الثالثة التي اجرتها كوريا الشمالية في شباط/فبراير 2013، تعتبر الاقوى وحررت كمية من الطاقة تقدر بما بين ستة وتسعة كيلوطن.

وسيحقق الخبراء في هذه التجربة الاخيرة لمحاولة تحديد ما اذا كان الشمال قد نجح في تحقيق تقدم جديد وما اذا كان التفجير هو لقنبلة نووية او هيدروجينية اقوى بكثير.

وفي حال تمكنت بيونغ يانغ من انتاج قنبلة ذرية صغيرة بدرجة كافية لتحميلها على صاروخ وتعزيز دقتها ومداها وقدرات القذائف الناقلة لها، فانها ستقترب بذلك من الهدف الذي اعلنته مرارا وهو امكان الوصول الى اهداف اميركية.

وكان الخبراء في الماضي يشككون في اعلانات من هذا النوع.

وفي اليابان، ذكرت قناة التلفزيون “ان اتش كي” ان وزارة الدفاع تستعد لارسال طائرات عسكرية من اجل تحليل عينات من الهواء ورصد اي اشعاعات محتملة.

– تجاهل للدعوات –

منذ تجربتها النووية الاولى في 2006، فرضت على كوريا الشمالية خمس مجموعات من العقوبات التي صدرت عن مجلس الامن الامن الدولي، لكن ذلك لم يدفعها الى التراجع.

وقال شونجي هيرايوا الاستاذ في جامعة كوانسي غاكوين والخبير في الشؤون الكورية ان الصين التي ينتظر منها الغربيون ان تعيد بيونغ يانغ الى الصواب “ستجد نفسها في اكثر المواقف حساسية”.

واكدت الصين الجمعة انها “تعترض بشدة” على التجربة. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان كوريا الشمالية “اجرت اليوم مجددا تجربة نووية على الرغم من المعارضة العامة للاسرة الدولية”، مؤكدة انها “تجربة تعترض عليها الحكومة الصينية بشدة”.

واضافت الوزارة “ندعو بقوة الجمهورية الشعبية الديموقراطية الكورية الى احترام التزاماتها في الحد من انتشار السلاح النووي وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي في هذا المجال والامتناع عن اي عمل يمكن ان يؤدي الى تدهور الوضع”.

ودعا وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر بكين الى ممارسة مزيد من الضغوط على كوريا الشمالية بعد ان اجرت تجربة نووية جديدة، معتبرا ان الصين تتحمل “مسؤولية” في معالجة المشكلة.

وصرح كارتر للصحافيين اثناء زيارة الى اوسلو “يجب ان نضاعف الضغوط على كوريا الشمالية”.

واضاف “الصين تشترك في مسؤولية مهمة بالنسبة لهذا التطور، وعليها مسؤولية مهمة لوقفه”.

واكد ان “من المهم ان تستغل (الصين) وضعها وتاريخها ونفوذها لجعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الاسلحة النووية”.

وكانت بيونغ يانغ اطلقت الاثنين ثلاثة صواريخ بالستية من منطقة هوانغجو في غرب كوريا الشمالية وسقطت في بحر اليابان، بعد اسبوعين على اطلاق غواصة كورية شمالية صاروخا بالستيا.

وقد رفضت ادانة مجلس الامن لاطلاقها هذه الصواريخ. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان بيان مجلس الامن “عمل لا يمكن القبول به يدوس كرامتها وحقها في الوجود وسيادتها وحقها في تأمين الدفاع عن نفسها”.

وتحظر القرارات الدولية على كوريا الشمالية اي برنامج نووي او بالستي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية