مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غضب صربي بعد تبرئة زعيم حرب بوسني سابق من جرائم حرب

ناصر اوريتش زعيم الحرب الصربي السابق يغادر المحكمة في ساراييفو في 9 تشرين الاول/اكتوبر. afp_tickers

اثارت تبرئة زعيم الحرب البوسني السابق ناصر اوريتش الاثنين في ساراييفو من تهم ارتكاب جرائم حرب عندما كان يدافع عن جيب سريبرينيتسا المسلم خلال الحرب البوسنية غضبا لدى الصرب.

وقد أعلنت براءة ناصر اوريتش (50 عاما) ورفيق دربه صباح الدين موهيتش (49 عاما) من قتل ثلاثة اسرى صرب في ضواحي سريبرينيتسا خلال النزاع الطائفي الذي اوقع نحو مئة الف قتيل بين 1992 و 1995.

وكان ناصر اوريتش هادئا لدى اعلان حكم محكمة دولة البوسنة، لكن عشرات الاشخاص استقبلوه بالترحاب لدى خروجه من المحكمة. واستقل بسرعة سيارة جيب رباعية الدفع، وقال “ليس لدي ما اقوله، المحكمة قالت ما كانت تريد قوله”.

ويعتبر البوسنيون اوريتش “بطل” جيب سريبرينيتشا الواقع في شرق البوسنة والذي حاصرته القوات الصربية حتى سقوطه في تموز/يوليو 1995.

وخلال أيام قامت القوات التي يقودها راتكو ملاديتش الملقب بـ “جزار البلقان” بقتل حوالى ثمانية آلاف رجل وشاب بوسني في جريمة اعتبرها القضاء الدولي ابادة. ومن المقرر ان تصدر المحكمة الجزائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر القرار ضد ملاديتش.

ومع حصار ساراييفو، تبقى مجزرة سريبرينيتسا الأسوأ على الاراضي الاوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، رمزا للاهوال التي حصلت خلال النزاع في البوسنة.

– الحكم “يعرض السلام للخطر”-

لكن الصرب سواء كانوا صرب البوسنة او في دولة صربيا المجاورة، يعتبرون اوريتش “قاتلا” شن هجمات على قرى صربية لإفراغها من سكانها.

وفي بلغراد، قال وزير الدفاع الصربي ألكسندر فولين الداعم السابق لسلوبودان ميلوسيفيتش ان “المحكمة التي تستطيع تحرير مجرم مدان، جزار مثال ناصر اوريتش، هي محكمة تعرض للخطر السلام والامن والثقة والمصالحة في جميع دول البلقان”.

ويتلاقى رد الفعل هذا مع رد فعل صرب البوسنة. وقال زعيمهم السياسي ميلوراد دوديك ان التبرئة “دليل على ان لا عقاب في البوسنة للذين يدانون بجرائم ضد الصرب”، معتبرا ان “مسلما حاكم مسلما”.

وفي رأي زعيم “الجمهورية الصربية”، كيان صرب البوسنة، ان هذه التبرئة تفتح الباب “لاستفتاء” حول مشاركة مجموعته في المؤسسات القضائية البوسنية.

ودائما ما هدد في السابق باجراء استفتاء حول استقلال الجمهورية الصربية الذي كانت ستنجم عنه عواقب وخيمة على المؤسسات الاتحادية والمتعددة الطوائف التي لا يتم احترامها كثيرا.

-تطرف سياسي-

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال فينكو لالي رئيس هيئة لقدامى الحرب الصربية في سريبرينيتسا “نشعر اننا قد تعرضنا للاهانة من جراء هذا الحكم، حتى لو اننا كنا ننتظره”. ونبه الى ان “هذا الحكم سيقود الوضع السياسي الى التطرف”.

وكانت محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة برأت اوريتش في الاستئناف في 2008. ومنحت الكثير من الاسباب التخفيفية لهذا القائد الذي اختير للقيادة في سن الخامسة والعشرين بدون ان تكون لديه خبرة واسعة. وشددت المحكمة على ظروف الحياة الصعبة لحياة آلاف البوسنيين الذين لجأوا الى سريبرينيتسا مع بدء الهجوم الصربي في 1992.

لكن القضاء الصربي اصدر في 2014 مذكرة توقيف دولية ضد اوريتش. واوقفته سويسرا بعد عام واحد لكنها رفضت بعد ذلك تسليمه.

وكانت السلطات الصربية بدأت محاكمته في ساراييفو بتهمة قتل ثلاثة صرب بين تموز/يوليو وكانون الاول/ديسمبر 1992.

أكد شهود عيان بينهم جندي بوسني ادلى بافادته بدون ان تكشف هويته، ان اوريتش قام بذبح احد هؤلاء الصرب الثلاثة في تموز/يوليو 1992.

وشددت المحكمة الاثنين على “التصريحات المتناقضة” لهذا الشاهد.

وقالت كادا هوتيتش نائبة رئيسة جمعية أمهات سريبرينيتسا التي قتل اقرباء لها في مجزرة 1995 “كنا ننتظر هذا الحكم لأن هذا الرجل ليس مذنبا”. وذكرت جمعيات صربية انه لم يحكم على اي بوسني حتى اليوم في جرائم حرب ارتكبت ضد الصرب في منطقة سربرينيتسا.

ويحاكم ثلاثة جنود بوسنيين سابقين منذ نيسان/ابريل 2016 في ساراييفو على قتل وفقدان حوالى عشرة من أسرى الحرب الصرب في سريبرينيتسا في تموز/يوليو 1992.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية