مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غموض حول مصير الهدنة في سوريا بعد يومين من العنف

حي كرم الجبل في حلب 18 سبتمبر 2016 afp_tickers

تنتهي الهدنة السارية في سوريا منذ اسبوع مساء اليوم الاثنين، بحسب مصدر عسكري سوري، من دون ان يتم الاعلان عن تمديدها حتى الآن، بعد يومين هما الأكثر دموية منذ بدء تطبيقها.

في هذا الوقت، تستمر المعارك عند اطراف دمشق الشرقية وفي دير الزور في شرق البلاد، بينما لا يزال سكان الاحياء الشرقية المحاصرة والواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب (شمال) ينتظرون وصول المساعدات الانسانية اليهم، البند الذي اعتبر بندا رئيسيا في الاتفاق الروسي الاميركي.

وكان الاتفاق الذي اعلنه وزيرا الخارجية الاميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف نص على تنسيق اميركي روسي في الضربات الجوية ضد الجهاديين من تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) بعد سبعة ايام من الهدنة. الا ان هذا البند كان يفترض تحديد المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتبرة معتدلة من جانب واشنطن، الامر الذي لم يحصل.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس “أعلن الجيش السوري وقف العمليات القتالية حتى مساء الاحد، إلا أن الروس أعلنوا تمديدها بعد ذلك، ما يعني أنها ستنتهي مساء اليوم الاثنين عند الساعة السابعة مساء (16,00 ت غ)”.

واضاف “لا نعلم بعد اذا كان سيجري تمديد العمل بها”.

وبدأ سريان الهدنة مساء الاثنين الماضي، ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام. وكان الجيش السوري اكد في يوم بدء العمل بالهدنة التزامه بوقف العمليات العسكرية لغاية “الساعة 23،59 يوم 18/9/2016”.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على اسئلة صحافيين الاثنين ان “الوضع الحالي غير مرض (…) ومعقد للغاية، لكن العمل يتواصل ووزير خارجيتنا على اتصال دائم مع نظيره” الاميركي.

ويتوقع أن يسيطر الوضع الهش في سوريا على نقاشات اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ الاثنين والمخصصة للهجرة.

وشهدت بعض الجبهات السورية خلال اليومين الماضيين تصعيدا هو الاكثر خطورة على الصعيدين الميداني والدبلوماسي منذ بدء العمل بها.

– معارك حول دمشق –

ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان منذ مساء 12 ايلول/سبتمبر مقتل 26 مدنيا، بينهم ثمانية اطفال في مناطق سريان الهدنة، و66 قتيلا بينهم 21 طفلا في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.

وقتل عشرة مدنيين بينهم طفلان في قصف مروحي استهدف بلدة في محافظة درعا جنوبا خلال نهاية الاسبوع.

كما استهدفت السبت غارات جوية نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري أحياء حلب الشرقية للمرة الاولى منذ بدء سريان الهدنة، ما أسفر عن مقتل امرأة، واثار الخشية من اشتعال هذه الجبهة الرئيسية في البلاد مرة اخرى.

وتصاعدت اعمال العنف على جبهات اخرى بينها الاطراف الشرقية لدمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والفصائل الاسلامية المتواجدة في حي جوبر.

وقال مصدر عسكري في محور جوبر لفرانس برس اليوم ان “الجيش صد هجوما واسعا هو الثالث من نوعه لفصائل فيلق الرحمن، وبدأ عملية عسكرية واسعة على تخوم العاصمة باتجاه حي جوبر”.

وافاد سكان في حي العباسيين القريب من الجبهة عن سماع اصوات اشتباكات عنيفة منذ الصباح.

– متاجر خالية –

بالاضافة الى توتير الجبهات، لم تصل المساعدات الانسانية الى المحتاجين.

وينتظر سكان الاحياء الشرقية في حلب البالغ عددهم 250 الفا، منذ بدء الهدنة وصول المساعدات، بينما الشاحنات المحملة بالمواد الاغاثية لا تزال تنتظر في منطقة عازلة عند الحدود السورية التركية.

في حي بستان القصر، قال محمد صابر امام متجره الخالي من البضائع لوكالة فرانس برس “لا يوجد في محلي أي نوع من أنواع البضائع وانا افتح المحل بضع ساعات خلال النهار من أجل التسلية وتمضية الوقت”.

وأعرب مسؤول تنسيق العمليات الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الاثنين عن “اسفه وخيبته لعدم تمكن قافلة تابعة للأمم المتحدة حتى الان من دخول سوريا والوصول إلى شرق حلب”.

في هذا الوقت، افاد المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في مدينة غازي عنتاب التركية فرانس برس عن قافلتي مساعدات في طريقهما اليوم الى 84 الف شخص في مدينة تلبيسة المحاصرة في ريف حمص (وسط) الشمالي و78 الفا آخرين في بلدة اورم الكبرى في ريف حلب الغربي. ولم يعرف ما إذا كانتا وصلتا الى وجهتيهما.

وتتبادل الولايات المتحدة وروسيا منذ ايام الاتهامات حول اعاقة تطبيق الاتفاق.

وترى موسكو ان واشنطن لم تف بالتزاماتها، وخصوصا في ما يتعلق بتحديد مناطق تواجد الفصائل المعارضة وعناصر جبهة فتح الشام، في حين تهدد واشنطن بعدم التنسيق عسكريا مع روسيا في حال عدم ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.

وارتفع منسوب التوتر بينهما بعد الضربة الاميركية السبت على مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور العسكري، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود السوريين. وقال التحالف ان القصف حصل عن طريق الخطأ.

وتدور منذ السبت معارك عنيفة بين الجيش السوري وتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على كامل محافظة دير الزور باستثناء المطار واجزاء من المدينة. وسيطر التنظيم الجهادي على كامل جبل الثردة حيث وقعت الغارات الاميركية والمطل على المطار العسكري.

وقال مصدر عسكري ان الجيش “بدأ فجر اليوم عملية عسكرية بغطاء من الطائرات الروسية والسورية لاستعادة كافة النقاط التي تسلل اليها داعش”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية