مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فرنسا تحت تهديد الفيضانات والاضرابات والاعتداءات قبل خمسة ايام من كأس اوروبا

صورة جوية لنهر السين 4 يونيو 2016 afp_tickers

قبل خمسة ايام من انطلاق مباريات كأس اوروبا لكرة القدم، بدت الاجواء ملبدة الاحد في فرنسا، حيث اوقعت الفيضانات اربعة قتلى خلال اسبوع، فيما لا تزال البلاد تحت تهديد الاضرابات والمخاوف الامنية.

وحده فوز منتخب فرنسا في اخر مباراة تحضيرية حمل بعضا من الفرح وعنونت صحيفة “جورنال دو ديمانش” “لنحتفل رغم كل شيء” فوق صورة لشرطيين من قوة النخبة تحت المطر امام ستاد دو فرانس.

وفي هذا الاطار لم يخف الرئيس الفرنسي مخاوفه من احتمال حصول اعتداء ارهابي في فرنسا خلال كأس اوروبا 2016.

وقال هولاند الاحد في تصريح لاذاعة فرانس انتر الرسمية “هذا الخطر سيبقى قائما ويا للاسف لوقت طويل”، مضيفا “لذلك علينا ان نتخذ كل الاحتياطات لكي تكون كأس اوروبا 2016 ناجحة”.

واضاف ان فرنسا التي لا تزال تعيش حالة الطوارىء منذ اعتداءات الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر في باريس (130 قتيلا) “عبأت كل الوسائل لضمان” الامن خلال هذه المباريات.

وسيشارك اكثر من 90 الف دركي وشرطي وعنصر امن خاص في حماية ملاعب كرة القدم التي ستستقبل نحو سبعة ملايين متفرج من العاشر من حزيران/يونيو الى العاشر من تموز/يوليو.

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف قبل ايام “هدفنا هو ان يكون كأس اوروبا مناسبة كبرى للاحتفالات، لكن يجب ان نقول الحقيقة للفرنسيين وهي ان اتخاذ الاحتياطات بنسبة مئة بالمئة لا يعني ان المخاطر تبددت بالكامل”.

-انحسار الفيضانات-

واوقعت فيضانات ناجمة عن امطار غزيرة اربعة قتلى خلال اسبوع في ضواحي باريس ووسط البلاد وتسببت بخسائر تراوح بين 600 مليون وملياري يورو بحسب شركات التأمين.

وعلق باسكال ديربي (62 عاما) عند مشاهدته ارتفاع منسوب نهر السين في باريس “كنا بغنى عن هذه الفيضانات، ومع الاضرابات المتكررة والخوف من الاعتداءات تجند السلطات كل امكاناتها لمواجهة اي طارىء”.

وتجنبت العاصمة الفرنسية الاسوأ، فقد بلغ منسوب نهر السين اعلى مستوى له منذ 1982 قبل ان يبدأ بالانحسار السبت بدون التسبب باضرار خطيرة.

والاحد تأكد انحسار النهر فتراجع الى 5,77 امتار فوق منسوبه العادي ظهرا لينزل الى 5،5 امتار مساء، فيما كان بلغ 6,10 امتار.

لكن الحذر يبقى قائما وامضت نصف منطقة النورماندي (شمال غرب) الليل في حالة تاهب قصوى قبل ان تعود الى مستوى التاهب العادي الاحد.

وفي اماكن اخرى كانت تجري عمليات شفط المياه والتنظيف الى جانب سحب السيارات المتروكة. وفي المنازل كان المواطنون يحاولون انقاذ ما امكن من مقتنياتهم.

وبعد ظهر الاحد كانت 14 دائرة فرنسية في وسط البلاد والنورماندي (غرب) وضواحي باريس لا تزال في حالة حذر، كما كانت الكهرباء لا تزال مقطوعة عن 11 الف منزل.

وتأتي هذه التطورات المناخية قبل ايام من انطلاق اشارة الانطلاق مساء الجمعة لمباريات كأس اوروبا.

– اضرابات-

وتطرق هولاند الى الاضرابات التي تعرقل العمل في مناطق عدة من البلاد وقال ان “احدا لن يفهم” ان يضرب عمال السكك الحديد (منذ الثلاثاء) وطيارو شركة اير فرانس (ابتداء من اخر الاسبوع المقبل) وان يمنعوا المشاهدين من التنقل بين المدن العشر التي تستقبل مباريات هذه الكأس.

وحول اضراب عمال السكك الحديد قال الرئيس الفرنسي “نحرز تقدما في السعي لايجاد حل”.

وفي الاطار نفسه حاول رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس السبت اقناع عمال السكك الحديد باستئناف العمل. وقال ان هذا التحرك “غير مفهوم على الاطلاق” في المناطق التي غمرتها الفيضانات.

وسبق ان دعت الحكومة الاشتراكية، الحريصة على انهاء خلاف يمكن ان يحدث خللا في حركة النقل بين المدن العشر المضيفة للمباريات، منفذي الاضراب الى التحلي بحس من “المسؤولية” مع اقتراب كأس اوروبا.

لكن دعواتها لم تلق اصداء حتى الان. والاحد، اقتصر العمل على نصف عدد القطارات على الخطوط الرئيسية.

الا ان ما يكثف الضغوط، اعلان طياري شركة الخطوط الجوية الفرنسية “اير فرانس” عن اضراب من 11 الى 14 حزيران/يونيو.

وهذه الاضرابات تهدف الى تحقيق مطالب لكن اساسها يعود الى نقمة واسعة احتجاجا على اصلاح قانون العمل. وتثير منذ ثلاثة اشهر تظاهرات تشوبها اعمال عنف في بعض الاحيان.

وحتى الان تصر الحكومة ومعارضوها على مواقفهم ومن المرتقب تنظيم تظاهرة كبرى في باريس في 14 حزيران/يونيو.

وافاد استطلاع للراي نشر الاحد ان غالبية الفرنسيين (54 بالمئة) يعارضون الاضرابات والتظاهرات القائمة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية