مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فرنسا ستساعد النيجر في مجال التنمية لمواكبة العمل العسكري ضد المتشددين

بعد تفقّد القوات الفرنسية في النيجر شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت على ضرورة دعم التنمية في دول الساحل، معتبرا أنه عامل لا بد منه للاستقرار في هذه المنطقة على المدى الطويل afp_tickers

بعدما تفقّد القوات الفرنسية في النيجر شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت على ضرورة دعم التنمية في دول الساحل، معتبرا أنه عامل لا بد منه للاستقرار في هذه المنطقة على المدى الطويل.

وقال ماكرون لنظيره النيجري محمدو يوسفو “نجاحكم هو نجاحنا”، واصفا زيارته القصيرة لنيامي بأنها زيارة “عمل وصداقة”.

وكثيرة هي التحديات في النيجر، أحد أفقر بلدان العالم الواقع في منطقة الساحل الإفريقي التي تعاني من نشاط جماعات متشددة ومهرّبين وأزمة مهاجرين.

وقال الرئيس النيجري في مؤتمر صحافي إن “الأمن والديموقراطية والتنمية تشكل معا” طرق مواجهة هذا الواقع الصعب المرتبط “بالفقر وانعدام الأمن وضعف الديموقراطية”، وأن “الحل لا يمكن أن يكون أمنيا فقط”.

ووصف محمدو يوسفو الرئيس الفرنسي بأنه صديق للنيجر، وطالب فرنسا بتقديم المساعدة من خلال “خطة النهضة” التي أثارت اهتمام الشركاء الدوليين المجتمعين في باريس والمستعدين لاستثمار 23 مليار يورو في هذا البلد.

وشدد إيمانويل ماكرون في المؤتمر الصحافي نفسه على أن إطلاق البرنامج الفرنسي سيساعد النيجر على زيادة عدد الفتيات اللواتي يتابعن التحصيل الدراسي في مرحلة ما بعد التعليم الأساسي، وهي نسبة ضعيفة حاليا.

وهذا البرنامج الذي رصدت له فرنسا 15 مليون يورو يرمي إلى “تعزيز سياسية تمكين الفتيات”، بحسب ماكرون الذي سبق أن جعل هذا الهدف من الأولويات في خطابه إلى “الشباب الافريقي” الذي ألقاه في واغادوغو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

– زيادة سكانية مرتفعة –

وهذا البرنامج يتيح تمويل المساعدات العائلية التي ستكون مشروطة بإرسال الأولاد إلى المدرسة، وخصوصا الفتيات.

وقال ريمي ريو المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية الموجود في نيامي “في كل البلدان التي مُنح فيها هذا النوع من المساعدات، لاحظنا تحسّنا” في نسبة الالتحاق بالمدارس.

ورأى يوسفو أن هذه السياسة من شأنها أن تساهم في “وضع حد للزيجات المبكرة” التي لا توفّر أحيانا فتيات في الثانية عشرة ينجبن مرات عدة وهن في سن المراهقة.

وذكّر بأن النمو السكاني “يشكّل تحديا رهيبا للشعب النيجري” إذ تبلغ نسبة الزيادة السكانية 4 % سنويا بسبب نسبة الإنجاب التي تبلغ سبعة أطفال لكل امرأة، وهي الأعلى في العالم.

وحذّر يوسفو من أن بقاء هذه النسبة على حالها يعني أن عدد النيجريين سيتضاعف كل 18 سنة، وقال “نحن 21 مليونا، وسنصبح 42 مليونا بعد 18 عاما، وسنكون ثاني أكبر بلد في الغرب الإفريقي من حيث الاكتظاظ السكاني في العام 2050 بعد نيجيريا”.

ورأى يوسفو أن الحد من الزيادة السكانية يساهم في مكافحة الهجرة وانتشار الجماعات المتشدّدة أيضا.

وفي شأن ترسيخ الديموقراطية في هذا البلد الذي عاش على وقع انقلابات عسكرية ولم يشهد في تاريخه تسلما وتسليما بين رئيسين، قال ماكرون ليوسفو “لديكم هدف، هو تأمين انتقال ديموقراطي للسلطة في العام 2021 سيكون التجربة الأولى للانتقال الديموقراطي في النيجر”.

وتعهّد الرئيس الفرنسي مواكبة هذه الانتخابات مشددا على وجود ثلاثة “أركان” لا يمكن التفريط بواحد منها، “الأمن والديموقراطية والتنمية”.

وتباحث الرئيسان في الشؤون العسكرية والمسائل الأمنية.

وقال الرئيس النيجري إن بلاده تنفق 15 % من مواردها في الأمن داعيا دول المنطقة إلى أن تحذو حذوها إذ “لا يمكنها أن تواجه هذه التهديات وحدها”.

وتركزت المحادثات أيضا على قوة مجموعة الساحل (مالي وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا) التي تدعمها فرنسا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية