مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فرنسا في حداد بعد اعتداء نيس الدامي الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية

ورود تكريما للضحايا في نيس afp_tickers

بدأت فرنسا السبت حدادا يستمر لثلاثة ايام بعد اعتداء نيس الذي اوقع 84 قتيلا على الاقل بينهم عشرة اطفال وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وتتواصل في فرنسا التجمعات التضامنية مع الضحايا على ان يتم تنظيم دقيقة صمت ظهر الاثنين (10,00 ت غ) في عموم البلاد.

في هذه الاثناء، يواصل المحققون العمل على فهم دوافع وطريقة تحرك محمد لحويج بوهلال الذي قال رئيس الوزراء مانويل فالس انه “لا شك ارهابي على صلة بالاسلام المتطرف بشكل او بآخر”.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية السبت الاعتداء.

وقالت وكالة “اعماق” التابعة له ان “منفذ عملية الدهس في نيس بفرنسا هو احد جنود الدولة الاسلامية”، مشيرة الى انه “نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل الدولة الاسلامية”.

وفي وقت لاحق، اكدت اذاعة “البيان” ان “جنديا من الدولة الاسلامية” نفذ العملية التي وصفتها ب”النوعية” باستعمال “شاحنة كبيرة لدهس رعايا فرنسا الصليبية”.

وهددت الاذاعة الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي ينفذ غارات جوية ضد الجهاديين في سوريا والعراق منذ صيف 2014، بمواصلة الهجمات.

وكان المدعي العام الفرنسي المكلف مكافحة الارهاب فرنسوا مولنس قال في وقت سابق ان الاعتداء يمثل استجابة “للنداءات المتكرررة للقتل التي تطلقها المنظمات الجهادية”.

لكنه اضاف ان منفذ الاعتداء الذي كان يعمل سائقا ويواجه قضية طلاق “لم يكن معروفا على الاطلاق لدى اجهزة الاستخبارات ولم يتم استحداث ملف له او حتى اشارة الى اعتناقه التطرف”، ولكنه كان معروفا لقضايا تتعلق “بالتهديد والعنف والسرقة ومخالفات ارتكبها بين 2010 و2016”.

ويهدد تنظيم الدولة الاسلامية باستمرار فرنسا بالانتقام لمشاركتها في التحالف الدولي الذي يحاربه في سوريا والعراق.

وقال جيران الرجل البالغ من العمر 31 عاما والاب لثلاثة اولاد انهم لم يعرفوا عنه تدينه ولكنه كان قليل الكلام وعنيفا لا سيما مع زوجته السابقة، لا بل غير متزن.

وافاد السبت مصدر قضائي عن توقيف اربعة اشخاص هم رهن التحقيق لمعرفة صلتهم بمنفذ الاعتداء الذي لا تزال زوجته السابقة موقوفة منذ الجمعة.

– اكثر من مئتي جريح –

وقال محمد منذر لحويج، والد التونسي الذي قتل برصاص الشرطة بعد الاعتداء، لوكالة فرانس برس في مساكن بشرق تونس ان ابنه لم يكن متدينا. وفي بداية العام 2000، “واجه مشكلات واصيب بانهيار عصبي فبات متشنجا وكان يبكي ويحطم كل ما يجده امامه”.

وتحدث جار سابق له في مبنى كان يعيش فيه مع زوجته قبل ان يرحل قبل 18 شهرا، عن عدم اتزانه. وقال “عندما انفصل عن زوجته كان يقضي حاجته في كل مكان، وطعن دمية ابنته بالسكين، ومزق الفراش”.

واضاف ان زوجته طلبت الطلاق منه “اثر مشاجرة عنيفة”.

وعثر المحققون في شاحنة التبريد التي تزن 19 طنا على مسدسين وعلى اسلحة مزيفة.

وكان ثلاثون الف شخص متجمعين لمشاهدة الالعاب النارية بمناسبة العيد الوطني عندما انقضت الشاحنة على الحشد في الحادية عشرة مساء الخميس (21,00 ت غ) ودهست الناس تحت عجلاتها الضخمة على مدى كيلومترين.

وقتل عشرة من الاطفال والفتية وفق مولنس الذي توقع ارتفاع الحصيلة نظرا لوجود 52 جريحا في حالة حرجة “بين الحياة والموت” من اصل مئتين وجريحين.

وبين القتلى 17 اجنبيا على الاقل بينهم ثلاثة المان واميركيان وثلاثة تونسيين وثلاثة جزائريين.

وقال الرئيس فرنسوا هولاند “لم ننته بعد من الارهاب”، بعد ان ارتفعت حصيلة قتلى الاعتداءات في فرنسا الى 231 قتيلا ومئات الجرحى خلال 18 شهرا.

ويعقد هولاند السبت اجتماعا ثانيا لمجلس الدفاع قبل اجتماع للحكومة. وكان اعلن تمديدا لثلاثة اشهر لحال الطوارىء التي اعلنت بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر لتسهيل عمليات المداهمة ووضع المشتبه بهم قيد الاقامة الجبرية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية