مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فرنسا مهددة بالشلل مع اتساع الاحتجاج ضد تعديل قانون العمل

طوابير سيارات امام محطة وقود في كومبور غرب فرنسا، الثلاثاء 24 ايار/مايو 2016 afp_tickers

في مواجهة توسع الاحتجاجات الاجتماعية التي تركز على قطاعات النقل، تعمل الحكومة الفرنسية على تفادي حالة من الشلل في البلاد قبل اقل من ثلاثة اسابيع من بدء مباريات كأس أوروبا لكرة القدم.

وتطور النزاع الى مواجهة بين الحكومة الاشتراكية والاتحاد العام للعمل (سي جي تي) المقرب تاريخيا من الحزب الشيوعي واكبر نقابة عمالية في فرنسا.

واستخدمت قوات الشرطة فجر الثلاثاء القوة لفك الطوق عن مصفاة لتكرير النفط ومستودع للبنزين في “فوس سورمير” قرب مرسيليا جنوب شرق البلاد بعد ان احتل مداخلها مساء الاثنين ناشطون من الاتحاد العام للعمل المعارض لتعديل قانون العمل الذي يعتبر انه يخدم مصالح الشركات.

ولكن يتوقع ان تظهر بؤر احتجاج اخرى مع تهديد نقابات الطيران المدني بوقف العمل من 3 الى 5 حزيران/يونيو ومع احتمال اضراب سائقي مترو الانفاق والقطارات بعد دعوة الاتحاد العام للعمل العاملين في السكك الحديد الى الاضراب كل اربعاء وخميس.

وهو سيناريو تخشاه الحكومة التي تتوقع قدوم سبعة ملايين زائر الى فرنسا اعتبارا من 10 حزيران/يونيو لمباريات كأس أوروبا 2016.

وبعد شهرين ونصف شهر من طرح تعديل القانون اتسعت الاحتجاجات خلال الايام الماضية مع اغلاق مستودعات للوقود ومحطات تكرير قام بها المئات من ناشطي الاتحاد العام للعمل.

وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء باغلاق المنشآت النفطية باعتباره “استراتيجية الاقلية”.

وقال رئيس الوزراء مانويل فالس الذي يزور اسرائيل “من غير المطروح ان يعاني الفرنسيون من انقطاع (البنزين) وان يعاني اقتصادنا من الحصار”.

وتوعد فالس “برد حازم للغاية” متهما الاتحاد العام للعمل بانه “يعاني من مأزق” ويسعى الى فرض حالة من الشلل على البلاد.

ورد الامين العام للاتحاد فيليب مارتينيز بقوله ان رئيس الوزراء “هو الذي يلعب لعبة خطرة” عبر سعيه الى وضع “الاتحاد العام للعمل في مواجهة مع الفرنسيين”.

واضاف ان “الراي العام” لا يزال مؤيدا لحركة الاحتجاج على قانون العمل، داعيا الى تعميم حركة الاضراب.

– زعيم المعارضة –

وكتبت صحيفة “لوموند” الثلاثاء ان مارتينيز “ارتقى الى مستوى زعيم المعارضة”. ولكن “هل يمكن للاتحاد العام للعمل شل الحركة في البلاد؟” تساءلت صحيفة “ليبراسيون” اليسارية الثلاثاء مؤكدة ان النقابة التي تعاني من مشكلات داخلية “لا تمتلك بالضرورة الامكانيات التي تؤهلها لتحقيق طموحاتها”.

وشملت حركة الاحتجاجات منذ مساء الاثنين ست محطات تكرير من اصل ثمان في البلاد متسببة بنقص في تزويد محطات الوقود بالبنزين، ودفع الناس للتزود بالوقود.

وما يزيد من التهديد بنقص الوقود تصويت العاملين في منافذ مرفأ هافر” النفطية التي تؤمن 40% من واردات فرنسا على الاضراب اعتبارا من مساء الثلاثاء.

وقال وزير الدولة للاقتصاد الان فيدالي ان 20 بالمئة من المحطات مغلقة او تعاني من نقص حاد من اصل 12 الف محطة في البلاد.

ودعت السلطات اصحاب السيارات الى عدم شراء كميات احتياطية من البنزين معتبرة ان هذا الامر “ليس له ما يبرره”.

لكن شركة توتال التي تشغل خمسا من المصافي المطوقة قالت انها ستراجع استثماراتها في القطاع في فرنسا.

وتتوقف التطورات الى حد كبير على ما ستقوم به الحكومة، وفق ما ذكر عدد من الصحف الفرنسية الثلاثاء. وكتبت “ليبراسيون” ان حركة الاحتجاج تراجعت في الجامعات وحركة “الوقوف ليلا” في ساحة الجمهورية في باريس “تخبو”.

ويبدو ان حركة احتجاج سائقي الشاحنات التي بدأت قبل اسبوع تراجعت كذلك بعد ان وعدتهم الحكومة بدفع ساعات العمل الاضافية. اما اضراب السكك الحديد الاثنين فشمل شبكة باريس وضاحيتها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية