مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فصائل المعارضة تتقدم في اتجاه محافظة السويداء في جنوب سوريا

جندي سوري في السويداء afp_tickers

تمكنت فصائل المعارضة السورية من السيطرة على اجزاء من مطار عسكري مهم في جنوب البلاد، في تقدم هو الاول من نوعه في محافظة السويداء حيث تحكم قوات النظام سيطرتها منذ بدء النزاع قبل اربعة اعوام.

وقال المتحدث باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس لوكالة فرانس برس الخميس ان “الجبهة الجنوبية حررت مطار الثعلة العسكري وجاري التمشيط والتعامل مع ما تبقى”.

ويعد مطار الثعلة من اكبر المطارات العسكرية في جنوب سوريا.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته سيطرة فصائل المعارضة على اجزاء من المطار بعد قصف عنيف متبادل مع قوات النظام منذ الخميس، مشيرا الى استمرار المعارك العنيفة في محيطه.

وقال ان قوات النظام “استقدمت تعزيزات عسكرية الى المنطقة”.

ونفى الاعلام الرسمي السوري الخبر.

ونقلت وكالة الانباء السورية “سانا” عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحبطت عدة محاولات تسلل للارهابيين الى مطار الثعلة وأوقعت بينهم مئة قتيل على الاقل ودمرت لهم عشرات العربات المصفحة”.

وفي وقت لاحق، اعلن التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل استهداف فريق عمله في السويداء “بقذائف صاروخية”، ما تسبب بمقتل السائق واصابة كل من المراسل والمصور.

ويعد هذا التقدم الاول من نوعه لفصائل المعارضة داخل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية والخاضعة لسيطرة قوات النظام. ونفذت فصائل مسلحة عمليات محدودة عدة خلال عامي 2013 و2014 في بعض ارياف المحافظة من دون ان تتمكن من السيطرة على منطقة محددة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان تقدم فصائل المعارضة في السويداء “يعد تراجعا كبيرا للنظام الذي يتلقى ضربة تلو الاخرى في الاسابيع الاخيرة”.

وتضم الجبهة الجنوبية مجموعة من كتائب المعارضة المعتدلة بينها الفيلق الاول وفصائل اسلامية بينها احرار الشام. ويبلغ تعدادها الاجمالي 35 الف عنصر، بحسب ناشطين، وتحظى بدعم سعودي واردني واميركي.

واكدت الجبهة في بيان صادر عنها الخميس ان “أبناء السويداء هم أخوتنا وأهلنا واننا لم ولن نقاتلهم”، مضيفة انها “تمد يدها للأهل والأخوة في محافظة السويداء وفي جميع المناطق السورية من أجل مواجهة خطر داعش”، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية.

وسيطرت الجبهة الجنوبية قبل ايام على مقر اللواء 52 في محافظة درعا (جنوب)، وهو احد اكبر القواعد العسكرية في سوريا ويبعد عشرة كيلومترات عن الثعلة.

وبعد انسحاب قوات النظام التي كانت متمركزة في مقر اللواء الى مطار الثعلة وبلدة الدارة المحاذية له، اعلنت فصائل المعارضة بدء معركة “تحرير مطار الثعلة العسكري وقرية الدارة”.

وتزامنت الاشتباكات داخل المطار مع اعلان الجبهة الجنوبية “اسقاط طائرة ميغ” تابعة لقوات النظام بواسطة مضاد ارضي من عيار 23 مليمتر”، وفق الريس.

واقر الاعلام الرسمي بالخبر. ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري ان “التحقيق جار لتحديد الاسباب”.

واشار المرصد السوري من جهته الى تضارب في المعلومات حول اسباب سقوط الطائرة، لكن عبد الرحمن اشار الى معلومات عن نجاة قائد الطائرة بعد قفزه بالمظلة ووصوله الى مستشفى السويداء.

وليست هذه المرة الاولى الي تتمكن فيها فصائل المعارضة من اسقاط طائرات حربية او مروحية تابعة للنظام.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل عشرون درزيا على الاقل برصاص عناصر من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) اثر خلاف بين الطرفين تطور الى اطلاق نار في قرية قلب لوزة.

وروى عبد الرحمن ان قياديا في جبهة النصرة يحمل جنسية تونسية حاول امس “مصادرة منزل مواطن درزي” في القرية، بحجة ان “صاحبه موال للنظام، الا ان افرادا من عائلة صاحب المنزل حاولوا منعه، فحصل تلاسن، ثم احتجاج، ثم اطلاق نار” شارك فيه آخرون من النصرة.

وتسبب اطلاق النار بمقتل عشرين شخصا بينهم مسنون وطفل، بحسب المرصد، بينما تحدثت وكالة “سانا” عن “مجزرة مروعة” راح ضحيتها ثلاثون شخصا.

واعتبرت الجبهة الجنوبية في بيانها ان “المجزرة المروعة التي تعرض لها أهلنا (…) على يد جبهة النصرة جريمة بحق العيش المشترك”، مبدية استعدادها “للقيام بدور فعال في حماية القرى الدرزية” في إدلب.

وكانت فصائل الجبهة الجنوبية سيطرت بالتعاون مع جبهة النصرة على معبر نصيب الحدودي مع الاردن في جنوب البلاد، مطلع شهر نيسان/ابريل، قبل توتر العلاقة بينهما. واعلنت فصائل الجبهة بعدها “رفض كل اشكال التعاون مع جبهة النصرة” بسبب “تجاوزاتها وانتهاكاتها”.

وفي الرقة (شمال) معقل تنظيم الدولة الاسلامية، واصل مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية الخميس تقدمهم في اتجاه مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا، مدعومين من طيران التحالف الدولي الذي نفذ وفق المرصد غارات عدة استهدفت مواقع الجهاديين.

وقال المرصد ان “الوحدات الكردية مدعومة من فصائل مقاتلة (عربية) تمكنت من اقتحام بلدة سلوك والسيطرة على القسم الشرقي من البلدة الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الرقة”.

وبات الاكراد على بعد حوالى عشرين كيلومترا شرق معبر تل ابيض الحدودي الخاضع لسيطرة الجهاديين والمغلق من الجانب التركي، وعلى بعد عشرة كيلومترات من المدينة من ناحية الغرب (ريف عين العرب او كوباني في محافظة حلب).

وتقضي “خطة الاكراد بمحاصرة تل ابيض”، وفق عبد الرحمن الذي اكد تقدم الاكراد “في عمق اراضي محافظة الرقة”.

وتسببت هذه الاشتباكات بنزوح اكثر من 6600 شخص منذ الاربعاء الى تركيا وفق ما اكد مصدر رسمي تركي لفرانس برس، مشيرا الى وصول “7000 نازح في الاسبوع الفائت”.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب بمقتل اكثر من 230 الف شخص منذ اربع سنوات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية