مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فوز تحالف ماكري في الانتخابات التشريعية الارجنتينية

الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري بعد ادلائه بصوته في انتخابات منتصف الولاية التي جرت في 22 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

فاز تحالف الرئيس ماوريسيو ماكري في الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية التي جرت في الأرجنتين الأحد، ما سيسمح له بمواصلة اصلاحاته الاقتصادية الليبرالية، وفقا لتعداد نهائي تقريبا للأصوات.

من جهتها، نالت الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر مقعدا في مجلس الشيوخ، ما يشكل عودة لها إلى الساحة السياسية التي هيمنت عليها لـ12 عاما قبل استقالتها عام 2015.

وقد حصلت بذلك على حصانة نيابية تجنبها دخول السجن اذا ادينت بقضايا فساد تتهم بها.

وقال ماكري لأنصاره في بوينوس ايرس “لم نحقق الفوز كحزب فحسب، بل الفائز هو اليقين بأنه بإمكاننا تغيير مسار التاريخ والبناء”.

وأضاف أن “لا حدود للارجنتين طالما أن لديها الرغبة (في الازدهار)، لا يمكن وقفنا”.

من جهتها قالت كيرشنر أن حزبها الجديد (يسار وسط) والمدعو “يونيداد كيوندادانا” أو (وحدة المواطن) نجح في إبراز نفسه على أنه البديل الوحيد لحكومة ماكري.

وفي هذا السياق، قالت لأنصارها “يجب أن نكون فخورين بهذه النتائج. لقد برز +يونيداد كيوندادانا+ كالمعارضة الاقوى في مواجهة هذه الحكومة”.

وأضافت “لم ينته شيء هنا، بل بدأ كل شيء”.

وتفيد نتائج شبه نهائية صدرت الاثنين ان تحالف “كامبيموس” أو (لنُغير) فاز في 13 من ولايات الارجنتين الـ23 إضافة إلى العاصمة بوينوس ايرس.

واعتبرت انتخابات الأحد التي بلغت نسبة المشاركة فيها 78 بالمئة، بمثابة استفتاء على ماكري بعد قضائه عامين في السلطة والتي يسعى الرئيس من خلالها إلى الفوز بتفويض من أجل المضي قدما في إصلاحاته لاقتصاد الدولة العضو في مجموعة العشرين المنهك.

ونجح ماكري حتى الآن في تطبيق برنامج إصلاحي صعب بمساعدة حلفائه، رغم سيطرته على 87 مقعدا فقط في مجلس النواب البالغ عدد اعضائه 257 و15 من مقاعد مجلس الشيوخ الـ72.

وأفادت تقديرات بثتها قناة “تي ان” ان التحالف الحاكم سيشغل 108 مقاعد في مجلس النواب، وهو ما سيكون كافيا لحرمان المعارضة من الحصول على الأغلبية بثلثين التي تسمح لها بحجب إصلاحات ماكري.

أما تكتل الحركة “البيرونية” المعارض فسيحافظ على الـ145 مقعدا التي يسيطر عليها حاليا.

وقالت المحللة ماريل فيروني إن “البيرونية سجلت تراجعا في الانتخابات”.

من جهته رأى الخبير السياسي روزيندو فراغا أن “فوز ماكري يعني أن الشعبوية ابتعدت (عن المشهد السياسي) وستتم المحافظة على الاتجاه الاقتصادي ذاته”. وأضاف أن الحديث بات الآن عن الفترة المؤدية إلى “إعادة انتخاب ماكري في 2019”.

وإلى جانب ولاية ومدينة بوينوس ايرس، تقدم التحالف الحاكم بقوة في المراكز الانتخابية الرئيسية الأخرى — كوردوبا وسانتا في وميندوزا.

وتركزت حملة كيرشنر على الوعود بـ”وضع حد” لخفض ماكري للرسوم الجمركية على الصادرات الزراعية وتمويل الانفاق العام عبر الاقتراض وتخفيف قوانين العمل.

من جهته، دعا ماكري الناخبين إلى “عدم العودة إلى الماضي” منتقدا سياسيات الرئيسة السابقة الشعبوية.

وقال الاستاذ سيرجيو بيروتي (48 عاما) “صوت لصالح مرشحي الحكومة. لست مقتنعا أبدا ولكنني انتخبت ماكري عام 2015. الأهم هو أن لا تعود كيرشنر إلى السلطة”.

ويضم تحالف ماكري أحزابا من اليمين واليمين الوسط والديموقراطيين الاشتراكيين من حزب “الاتحاد المدني الراديكالي”. ورغم عدم امتلاكه الأغلبية التشريعية، تمكن ماكري من تمرير قوانين عبر الاتفاق مع خصوم كيرشنر في الحركة البيرونية ومع حكام الولايات الذين يعتمدون على التمويل الفدرالي في ميزانياتهم.

– فساد –

وفاز الرئيس السابق كارلوس منعم (87 عاما) كذلك بفترة ثالثة في مجلس الشيوخ، مانحا نفسه بذلك أربع سنوات أخرى من الحصانة رغم إدانته بتجارة السلاح بشكل غير شرعي إلى الاكوادور وكرواتيا.

وشهد أول عام لماكري على رأس السلطة في الارجنتين انخفاضا بنسبة 30 بالمئة في قيمة العملة الوطنية وانكماشا للميزانية بلغت نسبته 2,3 بالمئة.

ولكن الاقتصاد بدأ يتعافي، حيث تم تسجيل نمو نسبته 1,6 بالمئة خلال النصف الأول من العام.

إلا أن النمو لا يزال أقل من المستوى الذي وصل إليه قبل العام 2010 في ظل حكومات الزوجين نيستور وكريستينا كيرشنر المتعاقبة من عام 2003 حتى 2015.

ودعمت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومؤسسات الإقراض الدولية إصلاحات ماكري الاقتصادية.

وماكري في الأصل هو مهندس متحدر من عائلة غنية أوجدت امبراطورية تجارية. وانطلق إلى السياسة من رئاسته لنادي “بوكا جونيورز” لكرة القدم الذي فاز بألقاب محلية ودولية عدة تحت قيادته.

وعلى الضفة الأخرى، فإن كيرشنر كانت في أكثر فصائل الحركة البيرونية نشاطا خلال سبعينات القرن الماضي عندما حكمت ديكتاتورية عسكرية قمعية البلاد.

وتمت ملاحقتها قضائيا بسبب اتهامها بالفساد اثناء ولايتها في حين تصر على أنها ضحية ملاحقة سياسية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية