مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قبرصي تركي قد ينتخب نائبا في البرلمان الأوروبي للمرة الاولى في جزيرة قبرص

الاستاذ الجامعي نيازي كيزيليوريك في بلدة بوتاميا في 14 ايار/مايو 2019. afp_tickers

مع الاستعدادات للانتخابات الأوروبية المرتقبة أواخر الشهر الحالي والتي لا تحظى عموما باهتمام شعبي كبير، يسعى أستاذ جامعي قبرصي تركي إلى خرق المحرمات وتولي مقعد نيابي بأصوات المجموعتين القبرصية التركية والقبرصية اليونانية للمرة الأولى في تاريخ الجزيرة المقسومة.

وفيما لا تزال جهود الأمم المتحدة لإعادة توحيد الجزيرة في طريق مسدود منذ سنتين، يمكن أن ينتخب قبرصي تركي للمرة الأولى نائبا في البرلمان الأوروبي في 26 أيار/مايو مستفيدا من أصوات المجموعتين.

ترشح الاستاذ في جامعة قبرص نيازي كيزيليورك على لائحة أبرز حزب معارضة قبرصي يوناني، الشيوعي “أكيل”.

انتقد الحزب القبرصي الحاكم المحافظ “ديسي” هذه الخطوة باعتبارها تهدف الى كسب أصوات في الشطر الشمالي القبرصي التركي لكن آخرين رأوا في ذلك نقطة تحول في سياسة البلاد التي تشهد انقساما.

وقال كيزليورك لوكالة فرانس برس إن “ترشيح قبرصي تركي على لائحة حزب قبرصي يوناني هو أكيل هو أمر فريد في تاريخنا، لكنني أريد أن أتوجه الى كل القبارصة”.

وأضاف “هي المرة الأولى التي يتمكن فيها قبارصة يونانيون وأتراك من التصويت معا، كما نحن نخوض الحملة معا وهو أمر فريد أيضا”.

– توتر مع تركيا-

القبارصة الأتراك يعتبرون مواطنين أوروبيين ولديهم الحق في الترشح والتصويت في الانتخابات الأوروبية رغم أنه بموجب الدستور الحالي لا يمكنهم المشاركة في عمليات الانتخاب في الشطر الجنوبي من الجزيرة.

وهناك تسعة مرشحين قبارصة أتراك للانتخابات الأوروبية وهو أمر غير مسبوق بينهم الصحافي والناشر سينير ليفنت المعروف بتحديه سياسات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى جانب خمسة مرشحين آخرين من حركته “الياسمين”.

تنشر تركيا آلاف الجنود في الشطر الشمالي من الجزيرة منذ اجتياحه في العام 1974 ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان.

وأعلن الشطر الشمالي قيام “جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها سوى انقرة. كما ان تركيا لا تعترف بجمهورية قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي.

وفشلت جهود الأمم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة خلال قمة في تموز/يوليو 2017 ومنذ ذلك الحين تعثرت كل المبادرات لاحياء محادثات السلام.

وسيكون على كل القبارصة الأتراك الراغبين في التصويت العبور الى القسم الجنوبي من الجزيرة للتصويت في الانتخابات الاوروبية في 26 أيار/مايو.

يقوم كيزيليورك المؤيد للاتحاد الاوروبي بحملة على جانبي الجزيرة المقسومة على أساس برنامج مؤيد لاعادة التوحيد.

ويأتي التصويت وسط توتر متصاعد مع تركيا إثر خلاف مع الحكومة القبرصية حول حقوق التنقيب عن النفط.

وقال كيزيليورك “أكيل هو الحزب الوحيد الذي يمثل القبارصة الاتراك كمواطنين متساوين، ويدعم الحل الفدرالي في قبرص وتعايش المجموعتين معا” مضيفا “نحن بحاجة للعودة الى المفاوضات في أسرع وقت ممكن”.

– “صوت في الاتحاد الاوروبي”-

قال هوبير فاوستمان استاذ العلوم السياسية في جامعة نيقوسيا إنه كانت هناك معارضة فهي من حزب “ايلام” القومي المتشدد الذي قد يفوز هو أيضا بأول مقعد نيابي في البرلمان الأوروبي.

وأوضح فاوتسمان لوكالة فرانس برس أن “ترشيح نيازي وفرصه الجيدة بالفوز ألبت عليه ايلام”.

وتابع “لكن للمرة الأولى منذ انهيار النظام الدستوري عام 1963، يمكن أن ينتخب قبرصي تركي لمنصب في جمهورية قبرص ويعطي صوتا للقبارصة الأتراك في الشؤون العامة”.

من جهته قال المحلل السياسي ميتي هاتاي من مركز “بريو” للابحاث المشترك بين المجموعتين إن القبارصة الأتراك المعزولين دوليا يظهرون اهتماما متزايدا في هذه الانتخابات لانهم يريدون أن يسمع صوتهم كمواطنين أوروبيين”.

وأضاف هاتاي “هناك اهتمام متزايد لان القبارصة الأتراك يريدون أن يظهروا أكثر على الساحة، يريدون القول إنهم موجودون. لا يريدون أن يكونوا مغيبين بعد الآن”.

وقدر بان نحو عشرة آلاف قبرصي تركي يمكن أن يشاركوا في التصويت.

وبعدما صوت القبارصة اليونانيون ضد خطة اعادة توحيد الجزيرة التي عرضتها الامم المتحدة في استفتاء، انضمت جمهورية قبرص الى الاتحاد الاوروبي كجزيرة مقسومة في عام 2004. ومع تعليق قوانين الاتحاد الاوروبي في الشمال، كان النواب القبارصة الستة في البرلمان الاوروبي على الدوام من القبارصة اليونانيين.

وقال هاتاي إن ترشح قبرصي تركي “يحرك جمود الوضع القائم، وانه لأمر جيد أن يكون هناك هذا النقاش بدلا من انتخابات من مجموعة واحدة كما جرت العادة”.

وخلص الى القول “للمرة الاولى في تاريخ قبرص يمكن أن ينتخب شخص ما من قبل المجموعتين. هذا يخرق المحرمات في بلد تصوت فيه كل مجموعة لصالح أفرادها”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية