مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قدامى المقاتلين الصينيين في الحرب الكورية يتوقون الى السلام

جنود صينيون خلف صناديق تحتوي على رفات الجنود الصينيين المغطيين بالأعلام الوطنية الصينية خلال مراسم التسليم في مطار إنتشون الدولي بكوريا الجنوبية في 28 اذار/مارس 2018. afp_tickers

بعد 65 عاما على انتهائها، لا تزال الحرب الكورية (1950-1953) ماثلة في اذهان قدامى المحاربين الصينيين الذين ياملون في ان تؤدي القمة التاريخية بين الكوريتين الى معاهدة سلام بين سيول وبيونغ يانغ تنهي النزاع.

وما زال يو زوهوا (86 عاما) يستيقظ خلال الليل عندما يسمع هدير الطائرات التجارية تحلق فوق مدينة شنغهاي (شرق) التي يسكنها. ويذكره الهدير بعمليات القصف الاميركية عليه وعلى رفقائه.

وكانت الحرب بدأت في 1950. واجتازت قوات كوريا الشمالية الخط 38 الذي كان يقسم آنذاك شبه الجزيرة، بين الشمال الشيوعي والجنوب الرأسمالي. وتتهم بيونغ يانغ واشنطن بالوقوف وراء تلك الاعمال العسكرية.

وبعد ذلك، تم تدويل النزاع الدامي. فقد قدمت الولايات المتحدة دعمها الى الجنوب، في اطار كتيبة دولية تدعمها الامم المتحدة، اما الصين فدعمت قوات الشمال. ولقي ملايين العسكريين والمدنيين حتفهم.

وانتهت المعارك بمجرد هدنة وليس بمعاهدة سلام. لذلك ما زالت الكوريتان، تقنيا، في حالة حرب اليوم.

ويؤرق وضع الانتظار هذا منذ عقود يو زوهوا ورفقاءه القدامى. وهم يأملون في ان تضع القمة بين الكوريتين نقطة النهاية لهذا الوضع المقلق.

-“لم تكن هباء”-

سيجتاز الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الجمعة الحدود بين الكوريتين للقاء الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن. وسيناقشان مسألة نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة. لكن مسألة معاهدة سلام يمكن ان تطرح ايضا.

وقال يو زوهوا لفرانس برس “آمل في احد الايام في ان اتمكن من زيارة مدافن رفاق السلاح في كوريا الشمالية والقول لهم ان تضحياتنا لم تكن هباء. فليأت السلام في نهاية المطاف”.

واضاف يو الذي يمضي فترة تقاعد هنيئة “آمل في ألا تستخدم الحرب ابدا وسيلة لحل النزاعات الدولية”.

وأرغم مئات الاف الجنود الصينيين الذين ارسلوا الى شبه الجزيرة، مستخدمين تكتيك “الموجات البشرية”، قوات الجنرال الاميركي دوغلاس ماك ارثر التي اجتاحت الشمال، على الانكفاء.

وانتهى النزاع عند المواقع العسكرية لما قبل 1950، تاركا لدى الجانبين احيانا شعورا بالمرارة من حرب عبثية.

وعدد القتلى بين الجنود الصينيين يتفاوت بين 148 و400 الف، كما تقول المصادر. والإبن البكر للزعيم الصيني ماو تسي تونغ، ماو انيينغ، قتل خلال المعركة في كوريا. ومن بين الاحياء، ما زال كثيرون يعانون من الحزن الذي يلي الصدمة.

وكان المقاتل السابق الاخر، يان هوايجيان، سائق دبابة خلال الحرب حتى اصيب في ظهره.

وقال يان (86 عاما) “اصبت بشظايا قذيفة في رئتي اليسرى. ايام الشتاء، تؤلمني. لذلك افكر دائما في جروح تلك الحرب”.

واضاف “الحرب بالغة القسوة. ليس فقط بالنسبة إلي، بل بالنسبة الى الجميع. انهم الناس العاديون، النساء والاطفال الذين يعانون من الفوضى اكثر من سواهم”.

– الم وسعادة –

وقمة الجمعة التي ستعقد في قرية بانمونجوم الحدودية، ستفتح الطريق للقاء تاريخي بين كيم جونغ اون والرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وعلق يان هوايجيان “اذا كان الكوريون الشماليون والاميركيون قادرين على توقيع اتفاق سلام، فسيكون ذلك جيدا لشمال شرق آسيا وحتى للعالم اجمع”.

وعلى غرار معظم قدامى المحاربين، يعتبر ان الحرب كانت معركة فقط ضد “العدوان الاميركي”، مؤكدا ان لديه انطباعا جيدا عن كيم جونغ اون. لكن المقاتل السابق يعتقد ان على بيونغ يانغ ان تتخلى عن ترسانتها النووية اذا ما ارادت سلاما دائما.

خلال الحرب، التقى يو زوهوا زوجته داي فانلي التي كانت سكرتيرة في مركز قيادة المدفعية. ومنذ عقود، يناضل الزوجان للحفاظ على ذاكرة قدامى المحاربين الذين يتناقص عددهم بمرور السنوات.

وقال ان “الحرب كانت الما حقيقيا، لكنها ادخلت السعادة الى قلبي ايضا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية