مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قرصنة “ضخمة” لحملة ماكرون عشية دورة الانتخابات الرئاسية الفرنسية الثانية

المرشح الوسطي إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون في 1 ايار/مايو 2017 afp_tickers

حذرت الهيئة الانتخابية الفرنسية السبت من اعادة بث الاف الوثائق من حملة المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون التي تم تسريبها ونشرها على الانترنت، عشية الدورة الثانية التي تجري الاحد ويتنافس فيها مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وقال وزير الاقتصاد السابق ان الهدف من عملية القرصنة التي تمت في الساعات الاخيرة لحملة تشهد توترا شديدا هو “زعزعة الاستقرار الديموقراطي”.

وقال حزب ماكرون “الى الامام!” في بيان ان الوثائق التي تمت قرصنتها رسائل الكترونية “او وثائق محاسبة” وكلها “شرعية” لكن اضيفت اليها “عدة وثائق مزورة لاثارة الشكوك والتضليل”. واضاف الحزب ان كشف هذا الاختراق الكبير في “آخر ساعة من الحملة الانتخابية” التي انتهت رسميا عند الساعة 22,00 ت غ من الجمعة هو “على ما يبدو زعزعة للاستقرار الديمقراطي مثلما حدث خلال الحملة الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة”.

بعد التحقيق حول القرصنة التي استهدفت فريق هيلاري كلينتون المرشحة الديمقوراطية الاميركية في العام 2016، اتهمت وكالات الاستخبارات الاميركية روسيا بالتدخل في الحملة لتعزيز حظوظ المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي فاز في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.

واوصت الهيئة الوطنية لمراقبة الحملة الانتخابية الفرنسية التي عقدت اجتماعا صباح السبت وسائل الاعلام ب”التحلي بالمسؤولية وعدم نشر مضمون (هذه الوثائق) لعدم التاثير على صدقية الاقتراع”.

وشددت الهيئة في بيان على ان “نشر او اعادة نشر مثل هذه البيانات التي تم الحصول بشكل غير شرعي والتي من المرجح انه أضيفت اليها وثائق مزورة معرض للملاحقة القضائية”.

وقال فلوريان فيليبو نائب رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، قبل منتصف ليل الجمعة السبت موعد انتهاء الحملة “هل ستكشف #ماكرونليكس أمورا تعمدت الصحافة الاستقصائية طمسها؟ هذا الغرق الديموقراطي مخيف”.

قال موقع ويكيليكس انه في المجمل “هناك آلاف الرسائل الالكترونية والصور والوثائق المرتبطة بها يعود آخرها الى 24 نيسان/ابريل” اي غداة الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.

واكد الموقع الذي اسسه جوليان اسانج وادرج رابطا يؤدي الى هذه الوثائق، انه لا يقف وراء هذه العملية التي باتت تحما اسم “#ماكرونليكس”.

– تعبئة 50 الف عنصر –

في اذار/مارس تعرض حزب “الى الامام!” لمحاولات تصيد احتيالي (فيشينغ) نسبت الى مجموعة روسية، حسب الشركة اليابانية للامن المعلوماتي “تريند مايكرو”.

والسؤال هو هل يمكن ان تؤثر عملية القرصنة هذه على أصوات الناخبين الفرنسيين الاحد؟ ارتفع تداول وسم “#ماكرونليكس” في محركات البحث ليل الجمعة لكنه تراجع الى مرتبة تلي “#كولانتا” برنامج تلفزيون الواقع الذي يروي قصة مغامرين على جزيرة مهجورة.

وتفيد استطلاعات الرأي الاخيرة التي نشرت الجمعة قبل انتهاء الحملة ان ماكرون ما زال في الطليعة بما بين 61,5 بالمئة و63 بالمئة من الاصوات، مقابل 37 الى 5,38 بالمئة لمارين لوبن.

لكن قبل يومين من التصويت كانت نسبة المشاركة المحتملة ضئيلة نسبيا، اذ ان 68 بالمئة فقط من المستطلعين قالوا انهم سيدلون باصواتهم.

وسيدلي المرشحان بصوتيهما الاحد في شمال فرنسا حيث سيقترع ماكرون في منتجع توكيه ولوبن في معقلها العمالي اينان-بومون.

وسيتم تعزيز الاجراءات الامنية الاحد حول مراكز الاقتراع ونشر اكثر من 50 الف عنصر من رجال الشرطة والدرك، كما اعلنت وزارة الداخلية التي وعدت بان تجري هذه الانتخابات وسط “اجراءات امنية قصوى”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية